* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
في القراءة التي وصفت بأنها استغفال للمؤلف والقارىء والقلقة أيضاً، وأن خاتمتها لا تتفق مع الرواية، وأنها أخذت وقتاً في تلخيص الرواية لم يكن بالضرورة في حين وصفت الرواية بأنها عصرية معاصرة، وهذا مما يحمد لها.
بدأ الاستاذ - محمود عبيدالله قراءة ورقته المعدة حول رواية نداء أبو علي مزامير من ورق، وهي الرواية ما قبل الأخيرة وقف عبيدالله طويلاً على المكان في الرواية، حيث المكان في الولايات المتحدة الأمريكية يبدو مكاناً جذاباً للبطل، وفي المطار يبدو محطة مربكة حيث لا أحد بالانتظار، وفي السيارة كان يمثل فضاء صغيرا من الوطن حيث الجو والأمكنة تلاحظ من النافذة، أما الشكوى من المكان جدة، فتكمن في الجو الحار، أما ألفة المكان بين الطالب وجامعته لا يتعدى حالة انتظار، لكي يتخرج ويتزوج، الشارع يبدو مكاناً يسمح بممارسة الحرية من خلال المعاكسات بين الشباب والشابات.
أما الزمان، فكان بعظمة الليل، ووظف في هذه الرواية للإفصاح عن تجليات المكان بالدرجة الأولى.
الرواية:
البوابة تتحول الى إغلاقة في رأي: مثل القثامي، حيث ترى أن تلك ورق نداء ابو علي يحتاج إلى مزامير متحدة الأنغام موزونة اللحن، وفي رأي أمل أن لجوء الروائية إلى نثر القصة على اثني عشر مقطعاً يتخلله قص من الفكر او نثر من القص أوحى للقارئ بالحوارية الرمزية المجتلبة التي حاولت من خلالها خرج الأحداث الثانوية، وإقحام القارىء، والإيحاء له منذ البدء بقوة ذلك الرمز، فتدخل به في أول صفحة من الرواية (بوابة)، وهي في الواقع ليست بوابة تفتح للقارىء مغاليق الرواية بل هي (إغلاقة).
وترى أمل أن الحيلة المكشوفة تكمن في الرمزية (عشق وميس) حيث اتضحت في نهاية الرواية مما ساعد على وأد الأبعاد التأويلية.
* المرحلة العمرية للكاتبة مرحلة جميلة جداً في رأي حليمة مظفر، أن تخرج هذه الرواية من كاتبة بهذا السن، وتوافقها الأستاذة فايزة الحربي.
* واقعنا من خلال الرواية.. ترى د. أميرة كشغري أننا مجتمع تغيرنا، ولسنا مجتمعا فاضلا، ولسنا مجتمعا سيئا، ففينا الجيد، وهم الأكثر، ويوجد الشواذ.
* اللغة: ترى إيمان الصبحي أن في الرواية تواضعا من حيث اللغة والحوار والحبكة وعمق الشخصيات والزمان، وفي الرواية تداخل بين الفن السردي للرواية، وفن الخواطر الوجدانية كحديث ميس وعشق، فنجد مقطعا سرديا حواريا يليه بوح وجداني وهكذا.
* أما توجه الرواية فترى إيمان أن للرواية توجها فكريا، وهو النظرة الناقدة للمجتمع من خلال إبراز السلبيات والكشف عن تناقضاتها التي لا تحتكم لمنطق.
* أسماء الأبطال د. أبو بكر باقادر مما يلفت نظره في تعليق د. أميرة كشغري ان أسماء الأبطال (مشاري - العنود) لا تتفق مع أسماء جدة وتساءل أين أسرة هؤلاء الشباب؟! ولماذا جدة؟!
وقال د. باقادر: إن الاغتراب مسألة حضارية معقدة، أما التوتر فلم يجده في الرواية، وفي ذلك د. باقادر قال: اننا بانتظار بزوغ روائية جديدة.
* بزوغ نجم روائي جديد الأستاذة فايزة الحربي - طالبة دراسات عليا كانت أكثر تسليطا للضوء على المكانة التي ستحتلها هذه الروائية، وفي رأي فائزة: ان من يقرأ مزامير من ورق يدرك فوراً أن الكاتبة صغيرة السن لا تتجاوز العشرين عاماً، وبمزاميرها أثبتت جرأتها ومقدرتها على الخوض في عالم الكتابة والنشر.
وأشادت فائزة بنداء، فهي في رأيها تملك لغة أدبية راقية لديها قدرة على التعبير واختلاق القص، وإدارة الحوار بين الشخصيات.
فائزة الحربي تنصح نداء أبو علي الا تأخذ ما وجه إليها من نقد على أنه ضد أو مأخذا سلبيا بل على العكس فذلك سينير طريقها.
ومع الإطراء السابق إلى أن فائزة وحرصاً منها على هذا النجم الواعد توجه إليها الملاحظات التالية:
1- ترى أن هناك افتقادا للعنصر المهم والأساس الذي يقوم عليه القص ألا وهو الحدث الذي ينطلق منه بالتالي أحداث متتالية، وترى أننا أمام خليط من المواضيع التي تصور رؤية الكاتبة على وضع اجتماعي واهن غير راضية عنه.
وترى أن الرؤى أتت أشبه (بالحواديت) المفككة إذ إن الأحداث لابد أن تتماهى نحو اتجاه حدث موحد.
2- اجترار الحلم في الرواية بعد كل حدث موضوعي في لغة شاعرية، وهذا يعد عيباً في تصوري، فلغة الرواية يجب أن تبتعد عن التركيز والتكثيف الذي هو من خصوصية الشعر كما يذكر د. صلاح فضل.
3- احتشاد الشخصيات غير الموظفة توظيفاً فعالاً.
ويشاركها عبده خال في أنها كاتبة موهوبة، وأن الرواية بحث عما لا تراه العين أو تغض الطرف عنه.
* قراءة الرواية لعل علي الشدوي كان أكثر مواجهة للقارىء محمود عبيدالله حيث وصف الرواية بأنها استغفال للمؤلف القارىء، وكذلك التكرار كثيراً والقلق في القراءة.
وعن الرواية أكد الشدوي انه يجد رواية جديدة، ولا يجد مضموناً جديداً، فمثل ما كتبت نداء ابو علي كتبت سميرة خاشقجي قبل 40 سنة، ونصح الكاتبة بقوله: إن من يكتب رواية عليه أن يقرأ عدة روايات.
* السخرية في الرواية صالح السهيمي الزميل النشط في جريدة اليوم يرى أن من اللافت في الرواية سخرية الخطاب، والسخرية تتماهى بين الخاص والعام ويظهر ذلك من خلال الأمثلة التي تتجاوز العشرين مثالاً التي نجد فيها خصوصية السخرية تلتصق بالشخصيات، بينما ترتكز السخرية العامة حول المجتمع المحيط.
* نداء أبو علي كانت مثالاً رائعاً لم يتقبل النقد حيث كانت حاضرة وبصحبتها والدتها، وقد أثنت على كل التعليقات، وقالت ليس من المفروض أن أعلق.
|