تكون في سيارتك تعبر الأنفاق والجسور مروراً بإشارات مرورية توقفك تارة وتخضر أخرى، ومع طول الطريق وشدة الزحام والأبواق تمتد يدك إلى مفتاح مذياع السيارة تلقائيا لأن العين التقطت رقم الساعة التي تشير أمامك إلى حلول موعد موجز الأنباء فتسمع خبراً عاجلاً عن عمل إرهابي آثم، فيأخذك الخبر وتفاصيله وما هي إلا دقيقة أو تزيد إلا وتسمع فحيحاً عن يمينك أو شمالك يتلوه بوق مرتفع العقيرة ينذرك ويهددك بخطر محدق ان لم تبتعد عن مساره الخاطئ فهو يرى أنه أينما سار فهو المحق.. ألا وهو حافلة النقل بالجملة التي سواء كانت لشركة أو حافلة خاصة.
فهؤلاء وكما هو معلوم يسيرون عبر خطوط بين نقاط محددة ولساعات محددة يومياً وعرفوا المخارج وحفظوا المعابر والتحويلات وتمرسوا في اختيار المسالك الأسهل، ولكن غالباً ما يكون ذلك على حساب العابر الذي لا يتردد كثيراً على هذه الطرق وهو بذلك غالباً ما يكون في سيره متئداً متوجساً يحسب حساباً لمفاجآت الطريق ولا يعرف قياس المسافة بين المخارج والإشارات والأنفاق وهذا ما يزعج سائقي الحافلات فهم لا يريدون السير النظامي المرتبط بالذوق والفن بالقيادة، فالوقت وقت جري وكسب واقتناص ركاب عابرين، أما الذوق فله وقت آخر وان لم يأت هذا الوقت فلا يهم وليس هناك مشكلة، المهم أولاً المحصول والدخل اليومي.. أما اعتبارات ازعاج السائقين الآخرين وإرهابهم وإرباكهم فلعله في نظرهم يكون دارجاً ضمن نشرة الأخبار الموجزة.. فحالما ينتهي الموجز وينتهي خبر المطاردة الأمنية يكون هو قد تجاوزك بحافلته وأيقنت أنه فاعل ذلك مرة أخرى فكن حذراً من حافلته التي لا تعرف إلا السرعة الجنونية، كما تكون حذراً متوجساً من أي طارئ إرهابي هذه الأيام.
|