في مثل هذا اليوم 5 مايو من عام 1941م، عاد الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد خمسة أعوام من احتلال إيطاليا لها.
وكان بينيتو موسوليني يضع عينه علي إثيوبيا (المعروفة أيضاً بالحبشة) كمستعمرة اقتصادية ليضيفها إلى الأراضي الصومالية التابعة لإيطاليا في شرق أفريقيا منذ عام 1920 وكان يأمل في توطين 10 ملايين إيطالي في شرق أفريقيا.
وعلى الرغم من عضوية إثيوبيا في عصبة الأمم والتي منحتها حق اللجوء إلى الدول الأعضاء طلباً للمساعدة في حالة تعرضها لأي غزو، إلا أن إيطاليا- الدولة العضو أيضاً بعصبة الأمم- هاجمت إثيوبيا في 3 أكتوبر-تشرين الأول 1935
هذا وقد اعترض سيلاسي على ذلك الغزو رسمياً، بيد أن رد فعل عصبة الأمم كان ضعيفاً حيث إنه لم يتم فرض عقوبات كبيرة على إيطاليا خشية أن يؤدي الحظر إلى إغلاق قناة السويس- مما يحول دون وصول جميع الإمدادات والتعزيزات التي تحتاجها إيطاليا - إلى نشوب حرب وأن تحصل إيطاليا على البترول التي تحتاجه من الولايات المتحدة والتي لم تكن طرفاً في اتفاقيات عصبة الأمم.
واقترحت بريطانيا وفرنسا، بدافع الخوف من أن تكون الحرب العامة ستشكل ضرراً على أمنهما الجماعي، عقد مفاوضات سرية مع إيطاليا يتم خلالها منح إيطاليا منطقة في شمال شرق إثيوبيا في مقابل أن يُنهي موسوليني عدوانه على إثيوبيا.
وتم الاتفاق على عدم إعلام إثيوبيا بهذه المفاوضات إلا بعد أن تصبح واقعاً حتى لا يعترض سيلاسي علي هذه الشروط. ويمكن لبريطانيا وفرنسا بعد ذلك معارضة أي عقوبات تفرض على إيطاليا. بيد أن خطط المفاوضات السرية التي تم تسريبها إلى الصحافة وضعت بريطانيا وفرنسا في موقف حرج أمام الإعلام لتضامنهما ضد عضو ضعيف في عصبة الأمم.
|