إن طب الأمراض الجلدية أصبح واحداً من أهم التخصصات الطبية، وأصبح التشخيص الدقيق في الوقت المحدد أمراً مهماً نظراً لتوفر التداخلات العلاجية الفعالة.
وفي حديث مع أطباء قسم الجلدية في مستشفى المملكة والعيادات الاستشارية تم استعراض بعض التقنيات الحديثة في مجال الجلدية وجراحات التجميل التي تهم الكثير وتشغل باب العديد من فئات المجتمع بجنسيه.. وقد كان لنا هذا اللقاء الاول مع الدكتور محمد صديقي استشاري الجلدية حيث تمت تغطية عدد من التساؤلات التي تهم العديد والتي من أبرزها:
ليزر الأوعية (Vascular Laser V Beam Laser )
بداية ماهـي طريقة ليزر الأوعية وما دواعي العلاج بها؟
يتم امتصاص أشعة الليزر بواسطة الأوعية الدموية في الجلد التي تتخثر ثم تتلاشى.
أما دواعي العلاج بهذا النوع من الليزر فهي:
- الوحمات الولادية حمراء اللون: الأورام الدموية، وبقع بورتواين portwine.
- الشعيرات الدموية المتكسرة على جانبي الأنف أو في أي مكان آخر في الجلد.
- الأوردة في الساق (الدوالي).
- الأوردة في الوجه.
- البقع الحمراء التي عادة ما تظهر في الصدر أو الظهر.
- الصدفية.
- الثآليل.
- الندب: يمكن أن يطرأ تحسن كبير على الندب الحمراء بالعلاج بالليزر.
أما الندب القديمة بلون الجلد فإن استجابتها لليزر تكون أقل بكثير.
- علامات التشقق الجلدي: تتم معالجتها بأفضل صورة عندما تكون جديدة، وما تزال حمراء في لونها.
كما يستعمل الليزر في بعض العلاجات التجميلية كما يلي:
علاج التجاعيد دون الحاجة إلى إجراء عملية جراحية أو تقشير ودون أية تأثيرات جانبية.
ويحدث التحسن بصورة تدريجية، وهذا العلاج يلائم بدرجة كبيرة السيدات اللواتي يعشن حياة نشطة، ولا يتحملن البقاء في المنزل لمدة أسبوع بعد إجراء عملية التقشير لهن. ويمكنك سيدتي الاستمرار في وضع الماكياج، ومواصلة حياتك كما لو لم يتم عمل أي إجراء لك. أما السيدات المرشحات لهذا العلاج فهن اللواتي تنطبق عليهن المعايير سالفة الذكر، والواقعيات في توقعاتهن وصبرهن.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الإجراء يلقى مزيداً من الاستحسان في كافة أنحاء العالم مقارنة مع أسلوب معاودة التسطيح بالليزر laser resurfacing.
يطلق على هذا الإجراء اسم «استعادة الشباب بالليزر دون جراحة» non-ablative laser rejuvenation.
وفيما يخص تقنية ليزر الأصباغ فقد تحدث الدكتور صديقي عن: ليزر الأصباغ (ميدلايت ليزر) Pigment Laser (Medlite Laser)
يعتبر هذا النوع من الليزر medlite laser أحدث التقنيات التي تستخدم في العلاجات التجميلية والتي تم توفيرها في الآونة الأخيرة في قسم الأمراض الجلدية. وتتميز هذه التقنية بالعلاج الفعال والسريع للعديد من الحالات التي نشير إلى بعضها فيما يلي: يتم امتصاص أشعة الليزر بواسطة الصبغة التي تنقسم نتيجة لذلك إلى جزيئات دقيقة جداً يتم التخلص منها بواسطة الدم والأجهزة اللمفاوية.
عادة فيم تستخدم هذه التقنية؟
الوشم: سواء كان قديماً أو جديداً، وبدائياً أم متقن الصنع أو كان ناتجاً عن حادث (مثال: إصابة نافذة بقلم رصاص يترك وشماً رمادياً داخل الجلد، أو حادث سير أو جروح ناتجة عن طلق ناري، مع قطع صغيرة من الاسفلت أو البارود انغرست في الجلد). يستجيب الوشم الأزرق - الأسود، والوشم الحديثة نسبياً، والوشم متقن الصنع للعلاج بهذه التقنية بصورة أفضل من الوشم الأخضر - الأصفر، البرتقالي، مع أن الوشم القديم جداً، والوشم متقن الصنع يمكن التخلص منه باستخدام هذه التقنية. أما الوشم الناتج عن استخدام المواد التجميلية (تخطيط العيون، وتخطيط الشفاه) السمراء والحمراء في لونها فإن استجابتها ضعيفة للعلاج بهذه التقنية. ويتراوح عدد الجلسات العلاجية لإزالة الوشم من جلستين إلى 8 جلسات اعتماداً، على نوع الوشم ولونه.
النمش: يتم التخلص منها بسهولة باستخدام هذا النوع من أشعة الليزر. ونادراً ما يستدعي التخلص من النمش بالكامل أكثر من جلستين علاجيتين.
الوحمات البنية اللون: عادة ما تظهر عند الولادة أو بعدها مباشرة، وقد تكون بنية أو سمراء اللون، وهي تظهر على كتف الشباب من الرجال بشكل بقع بنية اللون تحتوي على الشعر، أو بقع ضاربة في لونها إلى الزرقة وهي عادة ما تظهر حول العينين.
أما الشامات: التي تظهر على الجلد فلا ينصح معالجتها بأشعة الليزر. وفي حالة ملاحظة أية تغيرات مثيرة للشك في هذه الشامات ووجود ما يوحي بتحول سرطاني مبكر فيها، فينبغي التخلص منها بالجراحة ، مع العلم بأن الشامات الصغيرة التي تبدو حميدة بالكامل هي فقط ما يمكن علاجه بالليزر.
إزالة الشعر بالليزر Laser Hair Removal
لقد مضت إلى غير رجعة تلك الأيام التي كان يتم فيها تشميع وحلاقة ونتف وتقصير الشعر غير المرغوب فيه بصورة مؤلمة وشاقة. فهذه التقنية التي تعتبر ثورة في عالم أشعة الليزر، يتم امتصاصها بواسطة الصبغة (اللون) الموجودة في جذر الشعرة، مما يؤدي إلى تسخين المنطقة المحيطة بها تسخيناً مؤثراً، وتدمير حويصلة الشعر بصورة كاملة. ولذلك، يمكن الحصول على نتائج دائمة بعد عدة جلسات علاجية. وفيما يلي بعض التعليمات العامة المتعلقة بإزالة الشعر بالليزر من خلال حديث للدكتورة هبة انجبار استشارية الامراض الجلدية في مستشفى المملكة - العيادات الاستشارية:
- لا يستجيب الشعر الأبيض والأشقر للعلاج بالليزر، وكلما كان الشعر أكثر سمكاً وقتامة في لونه، كلما كانت استجابته أسرع للعلاج.
- في سبيل تحقيق النتيجة النهائية، يوصى بأن يكون عدد الجلسات العلاجية بمعدل 3 إلى 6 جلسات، على أن يكون الفاصل الزمني بين كل جلسة وجلسة شهرا واحدا، مع العلم أن إزالة الشعر من الوجه عادة ما تتطلب عدداً أكبر من الجلسات مقارنة مع أجزاء الجسم الأخرى مثل المنطقة الواقعة تحت الذراع ، وهي منطقة تكون الاستجابة فيها جيدة وسريعة.
- ينبغي تجنب التعرض لأشعة الشمس قبل وأثناء العلاج بالليزر، ولبضعة أسابيع بعده، مع استخدام مادة واقية من أشعة الشمس.
- يمكن أيضاً علاج السيدات ذوات البشرة القاتمة. فأشعة الليزر المتوفرة في القسم بجهازها الفريد من نوعه (جهاز التبريد الديناميكي) ينبعث منها رذاذ بارد قبل كل نبضة ليزر، لحماية الجلد، وتوصيل أشعة الليزر إلى حويصلة الشعر، مما يؤدي إلى منع التأثيرات الجانبية الضارة لتقتيم أو تفتيح البشرة. وحتى في حالة حدوث هذه التأثيرات لا قدر الله، فإنها تعتبر مؤقتة ويمكن علاجها. تجدر الإشارة إلى أننا قمنا بعلاج سيدات من ذوات البشرة القاتمة بصورة فعالة وآمنة ودون حدوث تأثيرات جانبية. وهناك تقنية التقشير الكريستالي والتي دخلت مجال جراحات الجلدية والتجميل حديثاً وباتت من أنجح الطرق وأكثرها أمناً وقد تم استعراض مزاياها مع الدكتورة دانيا التنير استشارية الامراض الجلدية في مستشفى المملكة - العيادات الاستشارية:
التقشير الكريستالي Microdermabrasion
يعتبر اختراعاً حديثاً يستعمل في عالم طب الجلدية التجميلي، وهو عبارة عن جهاز يعيد الشباب والحيوية لسطح الجلد وعلاج بعض الحالات الجلدية بسهولة ودون تأثيرات جانبية. ويطلق على هذا الجهاز اسم (Powerpeel) أو (Lunchtime peel) لأن المريضة تراجعنا لإجراء عملية التقشير ثم تعود إلى عملها خلال30 دقيقة. ويطلق هذا الجهاز بلوريات متناهية صغيره تعطي للجلد سطحاً ناعماً في ملمسه ونضراً. ويمكن لهذا الجهاز كذلك أن يفتح المسام المنسدة، ويزيل البثور السوداء في الرأس. ويمكن استعماله لوحده أو كأداة مساعدة لعمليات التقشير، كما يمكن المحافظة على النتائج بعمل جلسات شهرية، هذا ويعتبر هذا الإجراء آمناً جداً، وهو ملائم بدرجة كبيرة للرجال والسيدات على السواء.
البوتوكس
قبل سنوات مضت، كان يتوفر خياران للتخلص من التجاعيد، وتحديداً إما بالجراحة،أوالتعايش مع هذه التجاعيد. ولم يعد هذا الأمر صحيحاً،حيث يمكن التخلص من هذه التجاعيد بطريقة سهلة. فحقن البوتوكس تعتبر واحدة من أعظم الإنجازات في عالم الطب التجميلي الحديث. كما أن مادة البوتولينيم توكسين Botulinium toxin التي يتم منها صناعة البوتوكس، تستخدم منذ عقود في طب العيون والأعصاب وعلاج الألم أيضاً. وقد تم اكتشاف استخدامها في علاج التجاعيد من قبل إحدى أخصائيات أمراض العيون التي كانت تستعملها في علاج الحول، حيث اكتشفت تأثيرها الرائع على بعض التجاعيد في الوجه.
وفي معرض ردها على الاستفسارات الخاصة بالعلاج التجميلي بمادة البوتكس قالت الدكتورة ريما أبو الخير:
كيف تعمل مادة البوتوكس؟
ترخي مادة البوتوكس عضلات الوجه ، مما يؤدي إلى التخلص من الخطوط في الوجه.
لماذا تستخدم مادة البوتوكس؟
تستخدم مادة البوتوكس لعلاج زخطوط الوجه الديناميكيةز، كالعبوس ، والخطوط الأفقية في الجبهة، والخطوط التي تظهر حول العينين أثناء الابتسام، واسترخاء بعض الخطوط العنقية، وتحسين الليونة في العنق.
كيف يتم العلاج؟
يتم حقن المادة في مواضع محددة في الجلد، ويستغرق الإجراء بضع دقائق. وعادة تظهر النتائج بعد 7 إلى 10 أيام.
هل النتائج دائمة؟
لا، فالنتائج تظل لمدة 3 - 6 أشهر، وبعد هذه الفترة ، تستعيد العضلات قوتها، وينبغي بالتالي معاودة العلاج مرة أخرى، مع العلم أنه كلما زاد عدد مرات الحقن بالبوتوكس، كلما استمر تأثيرها لمدة أطول. وأخيراً، فإن تأثير البوتوكس قد يستمر لمدة تصل إلى 8 أشهر.
هل البوتوكس آمن؟
البوتوكس مادة آمنة إلى حد كبير، فالمقادير التي تستخدم من هذه المادة في العلاج هي أصغر بآلاف المرات من أية حقنة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الصحة.
هل هناك حالات أخرى غير التجاعيد يمكن استخدام البوتوكس لعلاجها من ناحية تجميلية؟
تستخدم مادة البوتوكس في الوقت الحالي لعلاج التعرق المفرط تحت الذراعين، وراحتي اليدين، وأخمص القدم لعدة شهور.
أما فيما يخص تقنية الحشوات أو استخدامها في النواحي التجميلية فقد أضافت:
الحشوات
الحشوات هو المصطلح العام الذي يستخدم عن جميع المواد التي يتم بها حشو التجاعيد والثنيات في الجلد، والسؤال الكبير هو، ما هي الحشوة التي يمكن استخدامها؟
إن الحشوة المثالية هي الحشوة التي يكون أصلها غير حيواني، ولا تحتاج إلى فحص الجلد، وغير دائمة، ولكنها تبقى لفترة طويلة نسبياً قبل أن يقوم الجسم بتحليلها. إن هذه الحشوة تستخدم الآن بصورة روتينية في عيادتنا ويطلق عليها اسم حمض الهيالورونيك Hyaluronic acid. وهي عبارة عن مادة طبيعية موجودة في بشرة الإنسان، وتتلاشى مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى حدوث التجاعيد. وهي تصنع في مختبرات خاصة، ويمكن استعادة المظهر الشبابي عن طريق حقنها في الجلد، خلال بضع دقائق. تظهر النتائج فوراً، وتستمر لمدة 4 أشهر إلى 8 أشهر. أما المناطق التي يمكن حقنها بهذه المادة فتشمل الخطوط، والتجاعيد، والشفتين، والخدين، والخطوط المتعرجة في الوجه، والندب وغيرها.
ومن المشاكل التي تواجه الكثيرين هي الدوالي ومع تطور العلم والتقنيات العلاجية الحديثة فقد أصبحت مشكلة الدوالي من الأمور التي يتم التغلب عليها بنسبة كبيرة كما أوضحت الدكتورة دانيا التنير:
معالجة الدوالي
ما هي الأوردة الدوالية والعنكبوتية؟
الأوردة العنكبوتية هي عبارة عن الأوعية الدموية الحمراء والأرجوانية الصغيرة التي يشيع وجودها في الفخذين أو أسفل الساقين في النساء. وهي وراثية، ويمكن أن تتشكل في أي مكان في الساقين من أعلى الفخذ إلى الكاحل. كما تظهر هذه الأوردة على الوجه من حين لآخر. أما الأوردة الدوالية فتكون أكبر في حجمها، ويمكن أن تظهر نافرة، ومائلة للزرقة في لونها، كما يمكن أن تكون مؤلمة إلى حد بعيد.
ما هي المعالجة التصلبية؟
تم تطوير هذه المعالجة في العشرينات من القرن الماضي. ويتم حقن محلول في الوريد مما يؤدي إلى تحول لون الوريد إلى اللون الأبيض، ثم الاختفاء بصورة تدريجية. وقد يستغرق العلاج المثالي 15 إلى 20 دقيقة.
ما هو عدد العلاجات التي أحتاجها؟
من غير المتوقع أن يحصل تصحيح كامل في المنطقة التي تمت معالجتها لأول مرة. ففي معظم الحالات، يتلاشى ما نسبته 50- 70% من الأوعية التي تمت معالجتها بصورة نهائية. هذا ويمكن إعطاء العلاج على فترات منتظمة وتحديداً كل ثلاثة أسابيع.
|