تسببت الخسارة التي مُني بها فريق الزمالك المصري من الهلال السعودي في تأزم الموقف الإداري والفني داخل النادي المصري العريق.
وقد لفت نظري المداخلة الهاتفية لنائب رئيس الزمالك مرتضى منصور في برنامج الاستديو التحليلي الذي أعقب المباراة، حيث صبَّ جام غضبه على رئيس النادي واصفاً إياه بالدكتاتوري غير العابئ بآراء الآخرين حتى من هم أعضاء في إدارته. وقال إن ما يعيشه نادي الزمالك من حال متردٍ سببه هذا الانفراد والتوحّد بالرأي داخل النادي، كما تطرق نائب رئيس الزمالك إلى علاقة رئيس النادي بالإعلام وقال (إنه معيِّن شوية صحفيين يخدِّموا عليه)..!! ويقصد بجملة يخدِّموا عليه أي يمتدحونه ويلمِّعونه مع عدم تفريغ كلمة (يخدِّموا) من محتواها، حيث يقصد مرتضى منصور أن العلاقة بين الرئيس وأولئك الإعلاميين هي علاقة (خادم ومخدوم)..!! تسقط أمامها كل المعايير والأخلاقيات المهنية.
ولولا أن الذي يتحدث هو نائب رئيس الزمالك عن واقع يعيشه ناديه وبصوته المعروف ولهجته المصرية المحببة لقلت إن ذلك المتحدث أحد أطراف الوسط الرياضي لدينا.
فما قاله مرتضى منصور عن واقع ناديه وممارسة رئيسه الديكتاتورية وعلاقته بالإعلام تكاد تنطبق تماماً على بعض أنديتنا، حيث يمارس بعض رؤساء الأندية عندنا نفس الممارسة الإدارية المرتكزة على الانفراد بالرأي والقرار وتهميش بقية أعضاء الإدارة وضرب آراء ومشاعر الجماهير وأعضاء الشرف بعرض الحائط، وعدم قبول النقد الصادق والموضوعي الموجَّه من وسائل الإعلام والإبقاء على علاقة خاصة جداً مع بعض الإعلاميين من أجل خدمته وتلميعه وامتداحه والتفرغ لتنفيذ ودحض كل الآراء الناقدة له بأساليب ملتوية تجعل من الحق باطلاً والباطل حقاً. أي أنهم بالفعل كما قال مرتضى منصور (يخدِّموا على الرئيس إعلامياً).
ولا أحتاج للخوض في التفاصيل أو الكشف عن حقيقة هؤلاء بالاسم لأنه أوضح من عين الشمس في رابعة النهار فما على القارئ الفطن إلا أن يجول بفكره الآن على واقع إدارات أنديتنا وبالأخص الممتازة منها والكبرى على وجه أكثر خصوصية ليعرف من هي الإدارة الديكتاتورية من غيرها ومن هي تلك التي تتعامل مع الإعلام على طريقة (يخدِّموا عليها).
| 
