Wednesday 5th May,200411542العددالاربعاء 16 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محسناً فقدناه محسناً فقدناه
عبدالرحمن محمد الطريف

والدي الفاضل الشيخ محمد العبدالله الجميح، والد الجميع، والد الفقير، ووالد الغني، والد الصغير ووالد الكبير، لم أكن أتوقع في يوم من الايام أن أكتب هذه السطور وأنا ابنك وجليسك في معظم أيام الأسبوع، أتعلم منك دروساً مجانية في الأدب والأخلاق بأسلوب الحديث الفطن احترام الآخرين والتواضع والكرم، تهدي في مجلسك كل ليلة منذ أكثر من أربعين عاما الحب للآخرين، تستقبل وتودع من تراهم كل يوم وكأنهم لا يأتون إلا مرة كل عام بصدر رحب وعطف الاب ونصح الرجل المخلص.
لقد نعاك يا والدي الصغير قبل الكيبر،والفقير قبل الغني، والأرامل ، الأيتام، دور تحفيظ القرآن الكريم، المساجد في جميع دول العالم من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه في الداخل والخارج. لقد نعتك الجمعيات الاسلامية.
أعرفك جيداً لا تبحث عن الجاه لأن أعمالك تشهد لك بذلك، ويكفيك فخراً شهادة من أتوا للعزاء فيك من أبناء المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن أبنائهم وأحفادهم وكبار المشايخ والعلماء، والوزراء ورجالات الدولة والمواطنين، من يعرفك ومن لا يعرفك منهم، لقد أتوا اليك لسمعتك الطيبة ولذكرك الخالد.
وحرياً بك أن تكون واحدا ممن أحبهم الله ولا أزكي على الله أحداً فأنت المعين الذي لا ينضب في سبيل خدمة دينك ووطنك ومليكك والأمة الاسلامية، وهنا استميح سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض الأمير المحبوب عذراً لأنقل بعض ما قال عندما أتى للعزاء، قال سموه: إنني أعزي نفسي أولا وأعزي الوطن برجل نذر نفسه لخدمة مليكه ووطنه ودينه.
لقد عرفت الشيخ والكلام لسموه: رجلا لا ندعوه للأعمال الخيرة والوطنية وإنما يأتي بنفسه من شدة حرصه على الخير سباقاً للخير كريماً عطوفاً. لقد ذكر سموه وعدد مزاياه التي ليس هناك مجال لذكرها، كما شهد له الصغير والكبير وجميع رجال الدين يشهدون له بالخير وكلهم يقولون: نعزي أنفسنا بفقدك أيها الشيخ الجليل.
نعم لقد فقد الوطن رجلاً صالحاً رجلاً باراً رجلاً سهر من أجل أن تنام أرملة وينام طفل وينام مريض، لا يذكر له رجلاً توفى سواء يعرفه أو لا يعرفه إلا وكان أول المعزين إما حضوراً أو مهاتفة أو برقا، لا يتردد في فعل الخير ببناء مساجد، أو كفالة يتيم ،ولحرصه على الخير أسس بمبنى شركة الجميح القابضة ادارة خاصة للأعمال الخيرية بها أكثر من عشرين موظفاً ومتعاوناً واخصائيين اجتماعيين لبحث بعض الحالات.
ومهما قلت ومهما عددت فلن تسمح لي هذه المساحة بأن أحصي ما قام به أبوعبدالله - محمد بن عبدالله الجميح - كما يحلو له أن ينادوه، لأنه لا يبحث عن الألقاب ولا يحب الإطراء.
رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك ووطنك والمسلمين عامة الصبر والسلوان وأن يجعل من خلفوك خلفاً لخير سلف وأن يسيروا على ما كنت عليه لخدمة الوطن والمسلمين.
وأخص منهم أبناء عبدالعزيز الجميح، محمد وعبدالرحمن وحمد ومن أبنائه: عبدالله، إبراهيم، عبدالعزيز، عبدالرحمن، حمد ، والمنصور.
وأن يجعل فيهم البركة لخدمة هذا الوطن المعطاء الذي أعطاهم الأمن والأمان وأن يديم علينا نعمة الإسلام وأن يحفظ مليكنا وولي عهده والنائب الثاني وحكومتنا الرشيدة والشعب السعودي من كل حاقد وحاسد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved