Wednesday 5th May,200411542العددالاربعاء 16 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لك الرحمة يا أبا عبدالله وللجميع الصبر والدعاء بالتوفيق والسداد لك الرحمة يا أبا عبدالله وللجميع الصبر والدعاء بالتوفيق والسداد
عبدالله العلي النعيم

غيب الموت الشيخ محمد بن عبدالله الجميح، وبرحيله فقدت المملكة رجلاً من أعزَّ الرجال ورمزاً من أعلام الاقتصاد ورائداً في أعمال الخير.. لقد كان نبأ وفاته صدمة محزنة للجميع إذ إنه يمثل مكانة كبيرة في نفوسنا.. وكانت وفاته فاجعة عظيمة لوطنه ولأسرته وإخوته وأبنائه ولمحبيه وأصدقائه ورفاق دربه ومريديه ولكل من عرفه.. وإن كان هذا هو أمر الله عزَّ وجلَّ ومصير كلِّ حي {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ}.. فالعزاء فيه لكل هؤلاء، اللهم ارحم فقيدنا، وأحسن العزاء لآل الجميح، وألهم الصبر كل من فجع فيه.
لقد كان الفقيد العزيز عميد أسرة الجميح ورمز عزتهم وفخرهم.. حظي بتقدير ولاة الأمر، واحترام المسئولين والعلماء، وحب الفقراء والمحتاجين.
وفي مجال الاقتصاد والتجارة والأعمال كان رمزاً لعصامية الكفاح وموهبة في دنيا المال، وعبقرية في الإدارة والعمل، الأمر الذي أهله ليكون واحداً من الرواد القلائل في مجال الأعمال في المملكة ممن كان لهم السبق في بناء القطاع الخاص المتميز في المملكة العربية السعودية، والمشهود لهم على مستوى الساحة العربية والعالمية.
لقد ابتدأ تجارته مع أخيه المرحوم عبدالعزيز وبعد أن انتقل عبدالعزيز- رحمه الله- إلى الدار الآخرة تحمل المسئولية فقيدنا وأشرك فيها أبناء أخيه ليتطور العمل ويتوسع ويظل شامخاً عملاقاً، لقد كان تضامن المرحوم وأبناء أخيه نموذجاً مثالياً لتجارة العائلة، صدقاً واحتراماً وتضامناً، وحتى إذا كان المرحوم هو رئيس مجلس الإدارة فله بذلك حق الاحترام باعتباره العم والمؤسس، ولكنك لا تستطيع أن تفرق بين من هو الرئيس ومن هو المرؤوس كلهم رؤساء وكلهم مرؤوسون.. صفة فريدة نادرة قل أن توجد تضامن واحترام وتقدير فيما بين أفراد الأسرة.
يضاف إلى النماذج النادرة الفريدة (الشيخ وأبناء أخيه) أبناء المرحوم الذين تربوا في نفس المدرسة وشاهدوا احترام أبناء عمهم لأبيهم وتلقوا الدروس المثالية وأجادوها، فهم أيضاً مع أبناء عمهم ذخيرة هذه المؤسسة الشامخة وعماد استمرارها ورقيها، وعليهم بعد الله عزّ وجلّ تقع المسئولية في استمرار تضامنها وسيرها في الطريق السوي العظيم الذي اختطه مؤسساها- عليهما رحمة الله-.
وعودة إلى المغفور له الشيخ محمد.. وفي مجال العمل العام والإنساني كان سباقاً لفعل الخيرات.. له مساهمات إنسانية ووطنية مقدرة.. في بناء بيوت الله ودعم الجمعيات الخيرية والأسر الفقيرة، وتأسيس ورعاية المشروعات الوطنية في مسقط رأسه مدينة شقراء وفي مدينته الكبرى الرياض وسائر مدن المملكة.. وامتد دعمه ورعايته لمثل هذه المشروعات إلى خارج المملكة.
لقد كان الشيخ محمد بن عبدالله الجميح حريصاً على القيام بالواجبات الاجتماعية وحضور المناسبات المختلفة، يسارع إلى زيارة المرضى وتقديم واجب العزاء لمن يفقدون عزيزاً لديهم، والمشاركة في الأفراح ومناسبات الزواج ونحوها ودعمه لكل عمل خير.
عزاءنا لأسرته ولأبنائه وكريماته ولأبناء أخيه ولجميع أفراد الأسرة آل الجميح ولأصدقائه ورفاقه ومحبيه.
ونحن معكم بقلوبنا وبصادق الدعاء، ونسأل الله العلي القدير أن يلهمكم الصبر وحسن العزاء، ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته مع الأبرار والصديقين وحسن أولئك رفيقاً.. وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه من أعمال الخير والمحبة.. له الرحمة.. و{ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved