بنيتَ صرح الهدى عزاً وأمجادا
فاسلم لنا شامخاً عُمْداً وأوتادا
وانعم أيا وطن الإسلام مزدهراً
إن زدتَ شكراً فخير الله قد زادا
بُنيتِ يا دولة الإيمان راسية
على المكارم آباءً وأجدادا
حُرستِ من حاسد بالشر ملتحف
ومن أذى خائن بالشر قد كادا
ما قمتِ إلا بدين الله يحكمنا
ولم نزل فيه فوق الكون أسيادا
يا دولة الحرمين الله فضلكم
للحق والشرع خداماً وقوادا
يا دولة الحرمين اختلتِ سامقة
لما ملكت شموخ العز أطوادا
مازلتمُ ترتقون الصعب في صعد
حتى بلغتم بروج المجد روادا
لو حدثتنا سماء العز لالتمعت
نجومها ببيان الصدق أشهادا
أبناؤنا من سنا الآيات قد نهلوا
فطاولوا الأفق أبطالاً وأجوادا
في شرعة الله نبراس لنا افتخرت
به بلادي جماعات وأفرادا
دستورنا من كتاب الله منهجه
وسنة المصطفى كانت له زادا
العالَمون استقوا من نبع موردنا
وأكبرونا زرافات وآحادا
ولم يزل جارياً بالخير منهلنا
تلقى الأنام إلى مجراه وُرّادا
ثم انطوت أنفس مخنوقة حسداً
لتسعر الأرض نيراناً وأحقادا
شراذم بنفاق القلب قد طبعت
فأصبحت لبلاد الخير حسادا
قد غاضهم وَحدة بالدين قائمة
حكماً وشعباً وأرواحاً وأجسادا
وساءهم أمة للحق داعية
وما تزال لأهل الشر مرصادا
مدوا أياديهم بالكفر طاعنة
مع العدو.. سعوا ظلماً وإفسادا
خابوا وخابت أماني السوء ناكصة
والخسر حل بمن بالإثم قد نادى
يا دولة الحق هاك النفس تضحية
وهاك في الله أموالاً وأولادا
قد صافحتكم أيادي الشعب معلنة
للهمِّ موتاً وللأفراح ميلادا
الدين يدفعنا، والله يرفعنا
والحق يصنعنا للحرب آسادا
بفتية بايعت لله مخلصة
لم تخشَ قيد العدا يوماً وأصفادا
هاكم أياديَ بالقرآن قد طهرت
وآمنت بجنان الخلد ميعادا
هاكم نفوساً بلقيا الله موقنة
لم ترضَ في دينها صداً وإلحادا
سنُنشِد السعد ألحاناً لدولتنا
وسوف نحيي بها الأيام أعيادا
يا دولة الحرمين الله يحرسنا
والله يحميك بلداناً وعُبّادا