بدا الرئيس الأمريكي جورج بوش وكأنه يخوض معركة انتخابية يائسة، حيث تتكالب عليه الهجمات والانتقادات من كل صوب وحدب، بينما تقض مضجعه صور الأسرى العراقيين وهم يخضعون للتعذيب على أيدي جلاديهم من جنوده الذين لا يفتأ يفخر بهم بين الحين والآخر بأنهم صفوة الجنود الذين ينفذون أشرف المهام الإنسانية.
ومثل حليفه بلير، رئيس الوزراء البريطاني، فقد تلقى بوش رسالة من 50 دبلوماسيا سابقا عمل بعضهم في المنطقة العربية، تطالبه بوقف الدعم الأمريكي، غير المحدود لجرائم إسرائيل، لأن ذلك يطيح بهيبة أمريكا واحترامها ويفقدها أصدقاءها في المنطقة.
ومن الصعب الحفاظ على الأصدقاء إذا كان الصديق لايتوانى عن طعن صديقه في الظهر، اذ لا يكف بوش عن الإشادة بشارون وتبرير جرائمه كلما أفلحت قوات هذا الإرهابي في قتل زعيم فلسطيني، وقد قَتل خلال أقل من شهر زعيمين لحماس.. ولايزال يحاصر الرئيس الفلسطيني في رام الله.
وفي كل هذه الجرائم يتجاهل بوش الضحية أوالاعتداء، ويقول: (يحق لإسرائيل الدفاع عن نفسها).. لكن لايُعرف على وجه الدقة الحدود التي تنتهي عندها الحقوق الإسرائيلية في الدفاع عن نفسها.
وتظهر رسالة الدبلوماسيين الخمسين إلى بوش مدى ارتهان السياسة الأمريكية إلى قلة من السياسيين في الإدارة أو البيت الأبيض مع تجاهل أراء الأكثرية وعدم الاستماع لوجهات نظر السفراء الذين ينتشرون في أنحاء العالم وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط الذين يفترض أنهم يضعون الخطوط العريضة لسياسة وطنهم في المنطقة، حيث تتحدث الرسالة عن أن هؤلاء الدبلوماسيين يشعرون بالحرج وهم يدافعون عن سياسة عرجاء لا تعبر عن الأمريكيين بقدر ما تخدم مصالح إسرائيل.
|