Wednesday 5th May,200411542العددالاربعاء 16 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وتاليتها وتاليتها
أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة

لأننا لم نتعود على أجواء الندوات والمحاضرات بمعناها الشامل الذي يندرج تحت عنوان البحث عن الفائدة، فإن كثيراً من اللواتي يذهبن لحضور الندوات إنما يجول في خواطرهن عدد من المسائل والأمور التي يرسمنها في مخيلاتهن تحت عنوان آخر بعيد تماماً عن الهدف، وأعنى به عنوان الوجاهة والاستعراض.
نقرأ في الصحافة، أو نسمع في وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة عن ندوة أو محاضرة برعاية أميرة، أو سفيرة، أو غيرهما من الشخصيات التي تحتل مكانة اجتماعية مرموقة، وتبدأ النسوة في الوصول إلى المكان بعد الموعد المحدد، وبعد أن تكون فعاليات اللقاء قد بدأت، وذلك يعني أن الجوَّ العام للندوة لا يحتمل مقاطعة أو ضجة أو لفت انتباه الحاضرات، كي لا يكون ذلك مؤثراً على الأداء..
المشكلة تكمن في أن كثيرات من هؤلاء يُصرنّ على السلام على الشخصية الراعية، بل ويزيد على ذلك بالسلام وتجاذب الحديث أو الحوار، مع أن ذلك يسبب حرجاً لرئيس الجلسة أو راعيتها.
المعنى أن البعض حتى الآن لا يستطيع أن يفرق بين الدخول إلى قاعة محاضرة قد بدأت فعالياتها والدخول إلى (وليمة عشاء).. وللإنصاف فإنني أحياناً أتلمس العذر لهؤلاء، لأننا تعودنا مجالس الولائم أكثر مما اعتدنا على ملتقيات العلم والمعرفة.. مهما حاولنا التظاهر بأننا نحب الثقافة ونسعى إليها, ولعل الدليل الشاهد الذي يؤازر قولي هذا تلك الحلل والحلي التي تكاد تلهي المستمعين عما يسمعون، بل والقائلين عما يقولون.
الأغرب من ذلك أن نرى البعض يرتبط حضوره بحضور الشخصة الراعية للقاء, فما أن ترى الكثيرات ضيفة الشرف تغادر لسبب ارتباطها بمواعيد سابقة، حتى يغادرن كما لو كان بينها وبينهنَّ موعد على المغادرة، فنجد المتحدثات في حالة ذهول من ذلك المنظر، حيث يكون عدد (الظهور) أكثر من (الوجوه).. ومع ذلك لا نسمع إلا تباكي المرأة على ضياع حقوقها وعدم حصولها على فرصة إثبات الذات، والقمع الذي يمارس ضدها، إلى غير ذلك من هضم الحقوق، في الوقت الذي لا تمنح نفسها فرصة إثبات الذات حتى على مستوى الجلوس من أجل المشاركة في حضور جلسة علمية أو ثقافية من بدايتها حتى نهايتها دون أن يكون في الهاجس استعراض مريض للذات.. وتاليتها!!.

فاكس: 2051900


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved