Wednesday 5th May,200411542العددالاربعاء 16 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

برعاية سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز برعاية سمو الأمير مقرن بن عبدالعزيز
افتتاح ندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية في المدينة المنورة
آل الشيخ يدشن موقع مجمع الملك فهد في الإنترنت بسبع لغات حية

* المدينة المنورة - مروان قصاص :
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة وبحضور وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة المهندس - عبدالكريم بن سالم الحنيني افتتحت يوم أمس الثلاثاء أعمال الندوة الدولية تحت عنوان (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية)، والمعرض المصاحب لها التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في فندق المريديان، كما تم تدشين موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بسبع لغات.
وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام لمجلس رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي كلمة استهلها قائلاً: إن كان القرآن الكريم المصدر الأول للإسلام فإن السنة المصدر الثاني، فالقرآن الكريم المصدر الأول للعقيدة، والأخلاق، والمثل، والشرائع الإسلامية، والسنة المصدر الثاني التطبيقي، والبياني الموضح، والمتمم للقرآن الكريم، ففي كتاب الله تعالى الأصول العامة للأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات والأخلاق، وفي السنة النبوية توضيح معاني القرآن الكريم، وتفصيل مجمله، وتخصيص عامه، وتقييد مطلقه، وتأكيد ما ورد فيه من أوامر ونواهٍ وآداب وتشريعات، وتطبيق قواعده الكلية، والأصول العامة فيه على الأمور الفرعية، وقال الله تعالى:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} وروى البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (كل أمتي يدخلون الجنة، إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله من يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى).
وواصل القول: أما سيرته صلى الله عليه وسلم فهي خير معلم ومثقف ومهذب ومؤدب، وهي المدرسة التي تخرج فيها أمثل النماذج البشرية الصحابة - رضوان الله عليهم - وكان السلف الصالح يتدارسون السيرة ويحفظونها، ويلقنونها أبناءهم، فما أجدر المسلمين اليوم أن يتعلموها ويعلموها غيرهم، ويتخذوها نبراساً يسيرون على ضوئه في تربية أبنائهم، ومن هنا جاء اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد بالسنة والسيرة النبوية، مكملاً لاهتمامهم بكتاب الله سبحانه وتعالى.
ولفت رئيس اللجنة التحضيرية وإنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لأهمية العناية بالسنة والسيرة النبوية ودراستها دراسةً واعيةً، وبمتابعة من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجمع يأتي عقد ندوة:( عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية) في رحاب مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف للإفادة من بحوث السنة والسيرة النبوية، والعناية بمنهج البحث العلمي الأصيل، والتشاور بين الباحثين المعنيين، ورغبة في النهوض بالرسالة السامية التي انشئ من أجلها المجمع.
وأبان أن عدد البحوث التي وصلت إلى أمانة المجمع ثمانية وتسعون بحثاً من داخل المملكة وخارجها، اعتمد منها ثمانون بحثاً بعد فحصها وتقويمها، سيتم عرضها ومناقشتها في ست عشرة جلسة على مدى ثلاثة أيام، إن شاء الله تعالى.
وفي سياق آخر أفاد الدكتور العوفي أنه منذ أكثر من ثلاث سنوات بدأ المجمع في الإعداد لموقعه على الشبكة العالمية الإنترنت بسبع لغات عالمية، وقد كان العمل شاقاً ودقيقاً، بذل جهد كبير في إعداده ومراجعته، ومن خلال التشغيل التجريبي له كانت النتائج مشرفة - والحمد لله - إذ تلقى المجمع العديد من وسائل الشكر والتقدير من مختلف أرجاء العالم على هذا الإنجاز اللائق بسمعته، ومكانته العالمية.
وبهذه المناسبة قدم الدكتور العوفي كل الشكر لمعالي الوزير المشرف العام على المجمع معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، على متابعته وحسن توجيهه، وكذلك الزملاء في المجمع: لجنة الإعداد العلمي للموقع برئاسة فضيلة الأستاذ الدكتور علي بن ناصر فقيهي، وإدارة الحاسب الآلي، برئاسة الأستاذ علي برناوي، واللجنة الإعلامية برئاسة الدكتور أمين المغامسي، وقسم خدمات الإنترنت بشركة سعودي أوجيه ممثلاً في الأستاذ جمال أمين علم الدين، وشركة حرف القائمة على إنشاء الموقع ممثلة في الدكتور فهد بن عبدالعزيز التويجري.
وقال: إن جهودكم المباركة، ومتابعتكم لأعمال المجمع، ورعايتكم، وحسن توجيهكم لما يقوم به من مناشط لخدمة أهدافه، ومنها عقد هذه الندوة، وافتتاح المعرض المصاحب لها، وافتتاح موقع المجمع على الإنترنت شرف نعتز به، فشكراً معالي الوزير لهذه الرعاية الكريمة، وشكراً للحضور الكريم مشاركتهم هذا اللقاء المبارك.
وفي نهاية كلمته دعا رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا عزيزة منيعة آمنة مستقرة، وأن يحفظ ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، ذخراً وسنداً لعز الإسلام والمسلمين مختتماً كلمته بتقديم الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة على ما تلقاه الوزارة، والمجمع من سموه من دعم ومؤازرة واهتمام.
بعد ذلك ألقى معالي الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس المركز الدولي للسنة والسيرة النبوية رئيس جامعة الأزهر سابقاً في مصر كلمة المشاركين في الندوة شكر في بدايتها باسم الوفود المشاركة، الجهود الموفقة التي قام بها المجمع، وأكد معاليه أن اختيار موضوع هذا اللقاء له اهميته الكبرى في إبراز حقائق الإسلام، وقيمه العليا، وأصوله، مشيراً إلى الندوتين السابقتين اللتين نظمها المجمع قبل سنوات عن عناية المملكة بالقرآن الكريم، وترجمة معاني القرآن الكريم، واليوم عن السنة والنبوية.
وأوضح الدكتور أحمد عمر هاشم أن السنة النبوية شارحة ومفصلة لكتاب الله تعالى ومنها أخذت الأحكام الفقهية والآداب الإسلامية، والقيم والأخلاق، والآداب العالية الرفيعة التي توضح عظمة ديننا الإسلامي في سماحته، وعلوه في عدله، ووسطيته مما يوضح أنه دين الأمن والسلام، دين الأخلاق العالية، دين الرحمة التي تركزت في الدعوة الإسلامية ورسالة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال رب العزة سبحانه وتعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }.
ولفت معاليه أنه بالكتاب والسنة يأمن العالم المفزع فلا يضل ولا يشقى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي)، وقال أن من أجمل الموافقات أن يعقد اللقاء العلمي عن السنة النبوية في دار الهجرة في طيبة الطيبة مدينة صاحب السنة المطهرة عليه أفضل الصلاة وأتم السلام حتى يكون شاهد المكان بالمدينة، وشاهد الزمان بشهر المولد النبوي، وشاهد الحضارة بهذا اللقاء أعظم الدلالة الكاشفة عن عالمية الإسلام وسماحته، وعن عدله ووسطيته، فما جاءت به السنة من دعوة إلى الراحم، والتسامح والسلام يدعو العالم المعاصر، وسائر العناصر المعادية لهذا الدين أن يتعرفوا على قيمه ومبادئه العادلة التي لو سادت العالم لأمن الناس اجمعين في مشارق الأرض ومغاربها، وأن من يخالف هذه الدعوة العالمية، أو ينحرف عنها متطرفاً، او متشدداً فليس من أهلها، لان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى منها من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولسنا منه) ويبرأ ممن يحمل السلاح على هذه الأمة لانها أمة الرحمة والعدالة والوسطية فقال صلى الله عليه وسلم:( من حمل علينا السلاح فليس منا).
وأشاد الدكتور أحمد عمر هاشم بالدور الريادي الذي تنهض به المملكة العربية السعودية من جهود تذكر فتشكر في خدمة الإسلام، وقضايا الأمة، ووقوفها على هموم امتها، وحرصها على أشرف تراث في الوجود، بما تقيمه من قلاع العلم، والمعرفة، والجامعات والأكاديميات في داخل المملكة وخارجها، ولا عجب في ذلك فهي قلب أمتنا الإسلامية النابض وهي وطن الحرمين الشريفين، مهبط الملائكة ومنزل الوحي، ووطن الكعبة قبلة المسلمين ومثوى رحمة الله للعالمين سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي ختام كلمته شكر رئيس المركز الدولي للسنة والسيرة باسمه واسم المشاركين المملكة العربية السعودية على جهودها في خدمة الدعوة إلى الله سائلاً المولى عز وجل أن يديم على ارض الوحي والرسالة، وعلى الأمة الإسلامية جمعاء نعمة الأمن والرخاء، متقدماً في الوقت ذاته بشكر لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، ولمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة حمد الله فيها ورحب بضيوف المملكة من العلماء والباحثين المتخصصين في السنة والسيرة النبوية ونوه بدور المشاركين والمساهمين وغيرتهم على السنة العطرة، كما شكر لسمو الأمير مقرن رعايته لهذه الندوة وشكر كل من ساهم في الإعداد المبكر لأعمال هذه الندوة متمنيا التوفيق للجميع.
كما امتدح معاليه جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لما يقدمونه من خدمات جليلة لخدمة قضايا الأمة الإسلامية مؤكدا عظم دور المملكة في مجال العناية بالسيرة والسنة النبوية مؤكدا أن جهود ومظاهر عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية لا تنفصل عن جهودها في خدمة الإسلام والمسلمين والدعوة إلى الله وانطلاقا من مكانتها وعطائها في خدمة الحرمين الشريفين.
وقال معاليه أن الدين الإسلامي الذي شع نوره بفضل الله الذي بعث رسوله صلى الله عليه وسلم لينقذ الناس من الضلالة إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور مؤكدا أن هذا الدين وسنة نبيه منصورة وعالية بإذن الله مهما اعترضها من صعوبات وواجهها من تحديات لان الله شهد لنشر هذه الهداية وهو الذي كفى بإحباط محاولات الأعداء للنيل من هذا الدين.
وأكد معاليه استنكاره للتطرف والغلو الذي يهدد الأمة الإسلامية وقال أننا أمة وسطية وسوف يعز الله هذا الدين.
وبعد ذلك دشن معالي الوزير موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على شبكة الانترنت العالمية مؤكداً أن الهدف من هذا الموقع تعزيز استفادة ملايين المسلمين من إصدارات ومناشط المجمع المختلفة كما تم تقديم عرض مرئي عن الموقع أوضح تصميم الموقع والذي يتضمن 6 لغات إضافة إلى اللغة العربية وهي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والأردية والاندونيسية والهوسا، ويتضمن الموقع نسخة الكترونية من المصحف الشريف بالرسم العثماني المطابق للرسم المستخدم في مصحف المدينة المنورة بالإضافة إلى خدمات لتحفيظ القرآن الكريم وفهرس شامل للموضوعات القرآنية بعنوان شجرة موضوعات القرآن الكريم ونسخ كاملة من ترجمات معاني القرآن التي اصدرها المجمع بالإضافة إلى عدد من التفاسير.
هذا وقد بدأت مساء أمس جلسات الندوة حيث عقدت أربع جلسات شهدت عرض عشرين بحثا بمعدل خمسة بحوث لكل جلسة تمحورت حول دور علماء المملكة في خدمة السنة والسيرة النبوية وجهود المملكة في نشر السنة والسيرة في الخارج واتخاذ السنة إلى جانب القرآن أساسا لشؤون الحياة والحكم في المملكة ودور علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية خلال القرن الرابع عشر الهجري ودور الجامعات بالمملكة في خدمة السنة والسيرة وجهود الجامعة الإسلامية في هذا المجال والمؤلفات الخاصة بالسنة والسيرة ودور جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود في العناية بالسنة والسيرة النبوية وغير ذلك من الموضوعات التي شارك فيها نخبة من كبار العلماء من المملكة وخارجها.
هذا وتتواصل جلسات الندوة اليوم الاربعاء حيث يشهد هذا اليوم ثمان جلسات يطرح خلالها أكثر من (40) بحثا حول كتابة السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عنهم وأهمية دراسة السنة والسيرة في حياة المسلمين واعلام السيرة النبوية ومصادرها والتصنيف في السنة والسيرة وغير ذلك من الموضوعات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved