* الرياض - الجزيرة:
نوه عدد من أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء بالدور الذي يؤديه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في خدمة القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، اللذين يعدان المصدرين الرئيسيين للشريعة الاسلامية السمحة.
واعتبروا تدشين المجمع موقعاً له على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) خطوة مباركة ودليلا على قدرة القائمين على هذا الصرح الشامخ على مواكبة الركب نحو التقدم التقني الحديث وتطويعه لخدمة كتاب الله العزيز، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللاستفادة من هذه التقنية العالمية المتطورة في خدمة أهداف المجمع وايصال رسالته الاسلامية المباركة الى كافة أرجاء المعمورة.
واتفقوا في أحاديث لهم بمناسبة عقد ندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية التي ينظمها المجمع هذه الأيام في المدينة المنورة على أن الخدمات التي يقدمها المجمع للمصدرين الرئيسيين للتشريع الاسلامي خدمات جليلة قلما يوجد لها مثيل في العالم، مؤكدين أن موقع المجمع على الانترنت يعد من الوسائل المهمة في الدعوة الى الله الى جانب إظهار دور المجمع في خدمة كتاب الله وعلومه وترجمات معانيه وكذا السنة النبوية المطهرة وسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
المؤسسة الإصلاحية
ففي مستهل هذه التصريحات، وصف فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للافتاء مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف بأنه مؤسسة اصلاحية علمية عظيمة لما يقدمه هذا المجمع من خير كثير، في خدمة كتاب الله العزيز طباعة وتسجيلات تلاوة لأشهر المقرئين في العالم الاسلامي بمختلف القراءات المتوترة التي تغطي جميع مناطق العالم الاسلامي في جميع بلاد الدنيا مع طباعة المصحف الشريف بأحجام مختلفة وبأرقى أنواع الاخراج الطباعي من جودة الحروف والورق والتجليد بعد مراجعة دقيقة وفق الضوابط الصحيحة لطباعة المصحف باشراف رجال متخصصين ومؤتمنين مما يعد تحقيقاً لقول الله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
وقال فضيلته: انه يضاف الى جانب ذلك ما يصدر عن ذلك المجمع من المصاحف المرتلة بأصوات أشهر القراء في العالم الاسلامي، ثم ما يصدره من ترجمة لمعاني القرآن الكريم للمسلم، حتى يسهل عليه معرفة معناه والعمل بمقتضاه، وقد سمحت همة القائمين على هذا المجمع بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة من معالي وزير الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد المشرف العام على المجمع الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ لانشاء موقع شبكي يبث جميع نشاطات هذا المجمع، حتى تصل الى كل مسلم في أي مكان كان، وتصل أيضا الى كل من يحب الاطلاع، والاستماع لكتاب الله ومعرفة معانيه، ليكون ذلك وسيلة من أعظم وسائل الدعوة الى الاسلام لمن يريد الله هدايته.
وأضاف فضيلة الشيخ الفوزان أن هذا العمل يعتبر مفخرة توضع في سجل حسنات خادم الحرمين - إن شاء الله - سائلاً الله تعالى أن يتقبل منه، ويضاعف أجره، ويعظم مثوبته، وينفع بجهوده، وصلى الله عليه وسلم على نبينا محمد آله وصحبه.
دعوة وتبليغ
ومن جهته، قال فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله السبيل عضو هيئة كبار العلماء وإمام وخطيب المسجد الحرام: إن الله تعالى وفق خادم الحرمين الشريفين لاقامة مشروعات اسلامية ضخمة، وبذل جهوداً كبيرة في خدمة الاسلام والمسلمين، وما مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة إلا صورة من صور العناية والرعاية بهذا القرآن العظيم حفظاً وتلاوة وطباعة مع ترجمة معانيه بلغات عديدة، وتسجيله، ونشره، وتوزيعه على المسلمين في أرجاء المعمورة، واجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم مما جعل للمجمع مكانة رفيعة ينظر اليه المسلمون نظرة اكبار وتقدير وهو من أبرز الصور الدالة على تمسك المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهجاً وقولاً وتطبيقاً.
وأكد الشيخ محمد السبيل حرص خادم الحرمين الشريفين على تلبية حاجة المسلمين في جميع أنحاء العالم قيامه بتوزيع ملايين النسخ من المصحف الشريف التي يصدرها المجمع كهدية منه - حفظه الله - لحجاج بيت الله الحرام، اضافة الى ارسال ملايين النسخ الى بقاع بلدان المسلمين حيث وجدوا في قارات العالم المختلفة، ولذا فإن عمل المجمع دعوة وتبليغ لرسالة الله جلا وعلا للعالمين وفي العصر الحاضر تقدم الاعلام كثيرا واخترعت له أجهزة وآلات حديثة يمكن من خلالها ايصال المعلومات والأفكار في لمح من البصر في أقصى أنحاء العالم فهي وسائل مؤثرة في بناء الفرد والمجتمع ثقافياً وعلمياً ودينياً وعقدياً وحضارياً.
وقال الشيخ السبيل: إن من مميزات هذه البلاد الاستفادة من كل جديد لخدمة الدين الحنيف، لذا حرص المسؤولون في المملكة على الاستفادة من وسائل الاعلام واستعملوها خير استعمال لنشر تعاليم القرآن والسنة، وبث الوعي الاسلامي، موضحاً أن ما قام به المجمع من خلال اظهار موقع له على الشبكة العالمية للمعلومات، وما سوف يتميز به هذا الموقع من تيسير الدعوة الى الله، واظهار رسالة هذا المجمع في خدمة كتاب الله وعلومه وترجمات معانيه، وجعلها متاحة للملايين من مستخدمي هذه الشبكة، ليعتبر خطوة مباركة ودليلاً على قدرة القائمين على هذا الصرح الشامخ على مواكبة الركب نحو التقدم التقني الحديث وتطويعها لخدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وفي نهاية حديثه، سأل فضيلة الشيخ السبيل الله جلا وعلا أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسمو النائب الثاني، والحكومة الرشيدة الذين هم أعوان خير له في خدمة الاسلام والمسلمين، كما سأله جلا وعلا أن يديم على هذه البلاد خاصة وجميع بلاد المسلمين عامة نعمه ظاهرة وباطنة.
مفخرة العصر
وفي نفس السياق، اعتبر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن ابراهيم أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من الانجازات العظيمة التي تحققت للمسلمين في هذا العصر وحق لهم أن يفخروا بها، وإن ما يضطلع به هذا المجمع من خدمة للقرآن الكريم في جوانب متعددة بأسلوب عصري غير مسبوق ليعد مفخرة العصر.
وأضاف فضيلته - في حديث مماثل - قائلاً: إن هذا المشروع الاسلامي لم يكن ليقتصر على طباعة المصحف الشريف في صورة متقنة، وكتابة موثقة هو الجهد الوحيد الذي يقوم على تنفيذه فئة مخصصة من علماء الأمة، وإن كان هذا هو أساس البداية، بل نما وتطور بجهود العاملين المخلصين، وبعطاء مجالات نشاطاته متعددة ومتنوعة من طباعة، هذا المشروع الاسلامي الفريد، فأضحت مجالات نشاطاته متعددة ومتنوعة من طباعة، وتسجيل قراءات بأصوات كبار قراء العصر، وعرض لعلومه، وترجمة لمعانيه، معظم لغات العالم الاسلامي، يفيد منها المبتدئ، والعالم، والباحث، والمسلم، وغير المسلم من كتب الله له الهداية، وقد عم - ولله الحمد والمنة - النفع بهذه الجهود التي يأبى القائمون عليه أن تتوقف عند حدود في كل ما تعم فائدته، ويكثر نفعه من تطوير للوسائل، وتحقيق للغايات.
ولفت فضيلته الأنظار الى ان الأمة الاسلامية، وهي تعيش أقسى ظروفها، وأصعب مراحلها التاريخية، قد تكالبت عليها الأمم، تحاول أن تسلبها خصائصها ومزاياها، ولم تكتف أن تلحق بها الهزائم، بل نالت من دينها، وقرآنها، ونبيها، صلى الله عليه وسلم، وقد رمزوها يريدون أن يقتلعوا الأمة من جذورها، ليطفئوا نور الله بأفواههم، وبكل ما أوتوا من وسائل القوة، وتدبير الكيد، والمؤامرات، وهم ماضون لا يردعهم دين ولا ضمير، ولن يخرج الأمة الاسلامية من هذا المأزق إلا العودة الى كتاب الله، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا يتم هذا إلا باشاعتهما بين شعوب العالم، وإن هذا المجتمع بجهود رجاله المخلصين، ونشاطه اللامحدود ماض في نشر القرآن الكريم، وإشاعته بين شعوب العالم،وتقديمه مشروعاً علمياً، وثقافياً على محاور عديدة وبأسلوب عصري، وهو بلا شك بالغ أهدافه النبيلة - إن شاء الله تعالى -.
وقال فضيلة الشيخ أبوسليمان: إن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بنشاطاته المتنوعة المتعددة في خدمة القرآن الكريم يقف على ثغرة عظيمة، ويسد فراغاً كبيراً لما كان المسلمون بحاجة إليه، وقد تحقق - والحمد لله - على أعلى درجة من الكفاءة وكفاية، وهو في نفس الوقت انجاز على مستوى العصر، وتقدمه، وصل نفعه الى كل مسلم في جميع أصقاع المعمورة، يجد في برامجه العلمية بغيته كل من يريد الله أن يهديه من المسلمين، ومن غير المسلمين، مؤكداً أن المشروعات العلمية المتنوعة المتعددة لهذا المجمع كما نلمسها في برامجه التي سيقف عليها كل من يريد الله به خيراً جديرة أن تكون متضمنة في عنوان المؤسسة، متطابقة مع نشاطاتها المتعددة، المتنوعة وليكن العنوان المقترح (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والدراسات القرآنية).
وأبرز فضيلته أن وزارة الشؤون الاسلامية في ماضيها وحاضرها عودتنا على تقديم كل ما فيه نفع للمسلمين داخل حدود المملكة العربية السعودية وخارجها، وفي هذا المرفق بالذات طباعة المصحف الشريف، وتقديمه للأمة الاسلامية في صورة علمية مشرفة.. صدق على اخلاص رجالها العاملين، وكفاءتهم، وعلى رأسهم معالي الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - ورجال وزاراته الأكرمين، مشيداً في الوقت ذاته، بجهود الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي - حفظه الله - المسؤول عن هذا المرفق الاسلامي العظيم الذي يرينا دائما من نشاطاته العلمية، ومشروعاته النافعة ما يبعث على الأمة الاطمئنان، وقد أثمرت الجهود المخلصة ولله الحمد خيراً وفلاحاً للأمة الاسلامية، وإنا لنرجو فوق ذلك مظهراً.
|