* جدة - واس:
عقد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أمس الايجاز الصحفي الدوري لوزارة الخارجية بفندق قصر المؤتمرات بجدة، كما أجاب سموه على أسئلة الصحفيين والاعلاميين المحليين والأجانب.
وقد استهل سمو وزير الخارجية الايجاز الصحفي بالبيان الافتتاحي التالي نصه..
(بداية أود ان أعرب عن التعازي لأسر الضحايا من المواطنين والمقيمين للأعمال الارهابية الأخيرة التي تعرضت لها المملكة والتي أقل ما يمكن وصفها به انها أعمال جبانة لا تعكس بأي حال من الأحوال طبيعة المجتمع السعودي والمبادئ الاسلامية الحنيفة التي يرتكز عليها، مؤكدا في نفس الوقت على عزم وتصميم قيادة وشعب المملكة العربية السعودية على الضرب بيد من حديد في محاربة هذه الفئة الضالة لاجتثاث هذه الجرثومة الخبيثة من جسد أمتنا.
ومما يثير الاعجاب والتقدير التفاني والاخلاص لرجال الأمن البواسل في خدمة الدين والوطن والتضحية بأرواحهم ودمائهم في التصدي لهذه الأعمال الاجرامية وان شاء الله انهم شهداء واجب كما صرح به سماحة المفتي العام وان كانت الأحداث التي مرت بها المملكة كبيرة غير ان ما قاموا به من إبطال للعديد من الأعمال والمخططات الارهابية بفضل من الله وتوفيقه والتي كانت قيد التنفيذ لا يقل أهمية بمكان.
ولا يفوتني في هذا الصدد ان أشكر كل الدول التي عبرت عن تعاطفها ومساندتها للمملكة ودعمها للجهود التي تقوم بها في مكافحة الارهاب داخليا وخارجيا.
فيما يتعلق بالعراق فإن موجة العنف والاضطرابات الدائرة فيه وتردي الأوضاع الأمنية التي يشهدها تشكل مصدر قلق شديد للمملكة كما هي بالنسبة للدول العربية ولدول الجوار، وبدون شك فان تجنب المواجهات الدموية في العراق لن يتحقق إلا من خلال سرعة نقل السيادة للعراقيين بكافة صلاحياتها وتسليمهم السلطة بشكل حقيقي وكامل وليس رمزيا، مما يستوجب اعادة تكوين وبناء قوات الأمن العراقية للتمكن من القيام بمسؤولياتها نحو ملء الفراغ الأمني القائم والمضي قدما في بناء المؤسسات المدنية للتمكن من تسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق على يد أبنائه الأكفاء والمتمرسين مع أهمية اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤوليتها في هذه المرحلة الانتقالية، ولا شك ان ما تناقلته وسائل الاعلام من مشاهد فظيعة لانتهاكات حقوق السجناء العراقيين ما هي إلا افرازات لاستمرار الاحتلال وعليه فإن على سلطة الاحتلال مسؤولية عدم التساهل مع هذا الوضع والحد من هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها).
وأضاف سموه يقول:(وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. فإن المملكة تتطلع بأمل الى الاجتماع القادم للجنة الرباعية الدولية لاستعادة زمام المبادرة وطرح أفكار بناءة نحو إحياء عملية السلام بموجب خارطة الطريق ومرجعياتها والزام اسرائيل بالوفاء بتعهداتها نحو المبادرة وعدم افراغها من مضامينها، وذلك بالتأكيد على المرتكزات التي تقوم عليها الخارطة والمبنية على قواعد الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن رقم 242 ورقم 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي أقره مؤتمر مدريد وعدم المساس بالحقوق الشرعية والثابتة للشعب الفلسطيني الذي يملك وحده حق تقرير مصيره والمفاوضة حول الوضع النهائي مع أهمية توفير الحماية للفلسطينيين من الممارسات العدوانية الاسرائيلية عن طريق الفصل بين الطرفين بقوات دولية تحت مظلة الأمم المتحدة أو على غرار المعمول به في مناطق النزاعات الأخرى في العالم.
ولا شك.. فإن الموقف الأخير لحزب الليكود كشف عن النوايا الكمينة لدى هذا الحزب الحاكم وأثبت بما لا يقبل الجدل ان سياسة الحكومة الاسرائيلية لا تهدف الى بسط الأمن كما تدعي بقدر ما تهدف الى ضم المزيد من الأراضي الفلسطينية واخراج وتشريد سكانها وفرض ما تسميه بحقائق جديدة على الأرض.
وبطبيعة الحال فان هذه التطورات المقلقة على الساحتين العراقية والفلسطينية تستدعي جميعها تسخير كافة الجهود والامكانيات لمواجهة هذه التحديات البالغة الخطورة التي تعصف بمنطقتنا والتي نأمل ان يتم بحثها بشكل موسع في القمة العربية المنتظرة.
عقب ذلك أجاب سمو الأمير سعود الفيصل على أسئلة الصحفيين والاعلاميين.
وفي سؤال يتعلق بملاحظات سمو ولي العهد حول وقوف الصهيونية خلف العمليات الارهابية في المملكة أجاب سمو زير الخارجية قائلا: (ليس بخافٍ ان العناصر الصهيونية المتطرفة والمنتشرة حول العالم منغمسة في حملة شرسة ضد المملكة العربية السعودية تهدف الى التأليب عليها وتوجيه التهم الكاذبة والافتراءات المختلقة.. بل ان التأليب وصل الى حد التآمر).
وأضاف سموه: (ولا ريب ان ما تقوم به الفئة الارهابية والباغية هذه الأيام بمحاولة يائسة لزعزعة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية يصب في مصلحة هذه العناصر الصهيونية المتطرفة الأمر الذي يجعل التوافق في الأهداف بمثابة قرينة على صلة من نوع أو آخر مع هذه العناصر الارهابية وأعداء المملكة في الخارج، وكما يعلم الجميع من بيان وزارة الداخلية فإن قائد الهجوم الأخير كان له صلات مع كل من المارقين الفقيه والمسعري).
وأردف سموه يقول: (وبالرغم من انه ليس لدى المارقين أي وزن إلا انه من المعروف ان لهم اتصال وحتى تمويل من جهات مرتبطة باسرائيل.. في هذا السياق جاءت ملاحظات سمو سيدي ولي العهد أثناء حديثه المطول عن الارهاب في مجلس سموه يوم السبت عند استقباله جموعا من المواطنين).
وفي سؤال يتعلق بتحميل المسؤولية بما حدث في ينبع لما يسمى بحركة الاصلاح في لندن.. وهل هذا يعني انه سيكون هناك مبرر لدى حكومة المملكة لمطالبة الحكومة البريطانية بتسليم المسعري والفقيه علق سموه قائلا: (في الواقع البيان الذي طرحته يوضح موقف المملكة من هذا الموضوع).
وحول سؤال: هل سترد المملكة بالمثل على تحذير رعاياها من السفر لأمريكا كما تفعل الولايات المتحدة.. قال سمو وزير الخارجية: (في الواقع ان كل دولة مسؤولة تجاه مواطنيها ومن حقها ان تنذر مواطنيها أو توجه التحذيرات لهم.. وهذا لا نعتقد انه أمر مختصة به أو موجه تجاه المملكة بالذات.. فهناك تحذيرات من كلتا الحكومتين الأمريكية والبريطانية عن سفر مواطنيهم لدول أخرى، ونعتقد ان الاجراءات الأمنية المتبعة في المملكة العربية السعودية لحماية الزوار والمقيمين لا تقل عن الاجراءات المبذولة لحماية السعوديين وهي تقارن بشكل جيد مع أي اجراءات متخذة في أي من أنحاء العالم ).
|