* الدمام - حسين بالحارث:
أكَّد رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ عبد الله بن صالح بن جمعة، على قدرة المملكة الراسخة على الاضطلاع بدورها كمصدر موثوق للطاقة للعقود القادمة. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام كبار مخططي السياسة الأمريكية الذين حضروا ندوة (العلاقات الأمريكية السعودية وأمن الطاقة العالمية) التي عقدت مؤخراً، في العاصمة الأمريكية واشنطن، ورعاها كل من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومجلس الأعمال الأمريكي السعودي.
وقدَّم رئيس الشركة لحضور تلك الندوة تفاصيل عن القدرات الكبيرة التي تمتلكها أرامكو السعودية واحتياطيات المملكة الهائلة من المواد الهيدروكربونية، مشيراً إلى استمرار الشركة في زيادة مواردها الطبيعية والتقنية والبشرية والمالية للوفاء بالاحتياجات العالمية والمحافظة على ما تتمتع به من مكانة مرموقة لا مثيل لها بالنسبة لموثوقيتها في إمداد العالم بالطاقة اللازمة.
وقد كان من بين المتحدثين في الندوة معالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي بن إبراهيم النعيمي ومعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ورئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال السعودي الأمريكي عبد العزيز القريشي، ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ألن قرينسبان، ورئيس البنك الدولي الدكتور جيمز ولفنشتين.
وفي معرض حديث رئيس أرامكو السعودية عن الطاقة الإنتاجية واحتياطيات الزيت، تطرق عبد الله جمعة إلى الدور الذي من المتوقَّع أن تلعبه الشركة على صعيد الإمدادات المستقبلية للزيت من خلال تركيزها على الاحتياطيات والطاقة الإنتاجية المستقبلية واستراتيجيات إدارة المكامن، بوصفها العوامل الرئيسية التي تدعم موثوقية الشركة وعلاقتها بالعديد من المؤسسات الأمريكية.
وفي تعليقه على الاحتياطيات الحالية والمستقبلية أشار جمعة إلى أن 23 حقلاً فقط من حقول الشركة قد تم استخدامها من بين 85 حقلاً يتوزع فيها 300 مكمن مختلف. كما أشار إلى النجاح الكبير الذي يحققه برنامج الشركة في تعويض الاحتياطيات، حيث تمكنت أرامكو السعودية من تعويض الكميات الهائلة التي تم إنتاجها خلال العقود العديدة الماضية بالكامل من خلال أعمال التنقيب والتحديد وتحسين أداء الحقول المنتجة. كما أنه مع بقاء أكثر من نصف المناطق الواعدة دون استكشاف تقريباً، فمن المتوقَّع أن تصل الاحتياطيات المستقبلية للشركة إلى 340 بليون برميل.
كما ألقت كلمة عبد الله جمعة الضوء على الطاقة الإنتاجية لأرامكو السعودية، والتي تبلغ حالياً ما يقارب عشرة ملايين برميل في اليوم، منها مليونا برميل تمثِّل طاقة فائضة، مشيراً إلى إمكانية استمرار الشركة في الإنتاج بهذا المعدل لأكثر من خمسين سنة قادمة اعتماداً على الاحتياطيات المؤكَّدة، وتبعاً لمتطلبات السوق العالمية.
وقال عبد الله جمعة: (إن ثقتنا في قدرتنا على الاحتفاظ بطاقتنا الإنتاجية على المدى البعيد إنما تستند إلى كم كبير من المعلومات الجيدة وما نعتمده من ممارسات مدروسة في إدارة المكامن). وأشار إلى المبادئ الرئيسية التي تحكم عملية الإدارة والإنتاج والنضوب في المكامن والمتمثلة في الاستخلاص من المكامن بطريقة تتيح الوصول إلى أقصى طاقة إنتاج، والمراقبة المستمرة للمكامن، وتدريج الاستخراج بما يخدم المكامن، واستخدام أفضل الأساليب التشخيصية المتطورة، وتطوير نماذج المكامن باستخدام أحدث التقنيات.
ثم تطرق بالتفصيل إلى العلاقة الطويلة القائمة على المصلحة المتبادلة بين الشركة ودوائر التدريب وتطوير الموارد البشرية والشراكات الصناعية في الولايات المتحدة في مجال الهندسة وخدمات الحقول وشراء المعدات المتطورة، مؤكداً أن الشركة تدرك أن قدرتها على البقاء كمصدر موثوق للطاقة يمثِّل أهمية كبيرة للعالم وشعوبه وشركاته ومستهلكيه، ومن ثم فهي تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال بكل جدية والتزام.
|