* واشنطن الوكالات:
قال حوالي 50 من الدبلوماسيين والمسؤولين الأمريكيين في رسالة مفتوحة تم الإعلان عنها أمس الثلاثاء إن سياسة الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط تفقد الولايات المتحدة مصداقيتها وهيبتها وأصدقاءها.
وتعبِّر الرسالة التي اطلعت رويترز عليها عن تأييد الموقِّعين عليها لحوالي 52 دبلوماسياً بريطانياً متقاعداً بعثوا أيضاً برسالة مماثلة إلى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الأسبوع الماضي.
وتبدأ الرسالة الأمريكية بالقول (نحن الدبلوماسيين السابقين نشيد بزملائنا البريطانيين الاثنين والخمسين الذين بعثوا مؤخراً برسالة إلى رئيس الوزراء توني بلير تنتقد سياسته في الشرق الأوسط وتدعو بريطانيا إلى ممارسة مزيد من النفوذ على الولايات المتحدة).
وتأتي الرسالة الأميركية رداً على قيام الرئيس الأميركي جورج بوش في الرابع عشر من نيسان - أبريل الماضي بتقديم دعمه إلى خطة الفصل مع الفلسطينيين التي قدَّمها رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون، وجاء في ذلك الدعم قول بوش إن بلاده لن تضغط على إسرائيل من أجل انسحاب من كامل الضفة الغربية مؤيداً بذلك أطماع شارون بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الست الكبرى في الضفة الغربية المحتلة إلى جانب تأييد إسرائيل رفضها حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين وهو الحق الذي كفله القرار الدولي رقم 194
وفي انتقاد لاذع لبوش لتأييده رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون قالت الرسالة (إن تأييدكم لسياسة الاغتيالات خارج القانون التي ينتهجها شارون والحاجز - الذي تبنيه - إسرائيل والذي يشبه سور برلين وإجراءاتها العسكرية القاسية في المناطق المحتلة وتأييدكم الآن لخطط شارون الأحادية الجانب يكلف بلدنا مصداقيته وهيبته وأصدقاءه).
وكانت صحيفة الفايننشال تايمز نشرت في الثلاثين من نيسان - أبريل مقاطع من هذه العريضة وقام بصياغتها السفير السابق في قطر اندرو كيلجور والموظف السابق في وكالة الإعلام الأميركية ريتشارد كورتيس.
وقال اندرو كيلجور الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة لدى قطر في الفترة بين عامي 1977 و1980 والذي يتولَّى تنسيق المسعى إن الرسالة وقَّعها بضعة سفراء سابقين بينهم جيمس اكينز الذي كان سفيراً للولايات المتحدة لدى المملكة العربية السعودية بين عامي 1973 و1976 وروبرت كيلي الذي كان مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية بين عامي 1978 و1980 ثم سفيراً لدى زيمبابوي واليونان وجون جونتر دين الذي كان سفيراً لدى الهند بين عامي 1985 إلى 1988
وقال كيلجور لرويترز إن المجموعة تعتزم إعلان الرسالة في مؤتمر صحفي في واشنطن - انعقد في وقت لاحق أمس الثلاثاء. وأضاف أنه حتى الآن فإن الرسالة تحمل حوالي 50 توقيعاً.
وقال دبلوماسيون سابقون بارزون آخرون إنهم يدرسون التوقيع على الرسالة وإنهم يشعرون بانزعاج بالغ للتوجه الأخير لسياسة الولايات المتحدة ليس فقط فيما يتعلق بالشرق الأوسط، بل أيضا حقوق الإنسان بشكل عام.
وقال الدبلوماسيون الموقِّعون على الرسالة إنهم يشعرون بقلق عميق لإعلان بوش الشهر الماضي تأييده لخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة.
ورفض أعضاء حزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه شارون الخطة في استفتاء يوم الأحد لكن الزعيم الإسرائيلي قال إنه ما زال يريد المضي قدماً رغم أنه قد يغيِّر بعض التفاصيل.
وقالت الرسالة إن بوش بتأييده خطة شارون ضرب عرض الحائط بحقوق ثلاثة ملايين فلسطيني. وأضافت الرسالة أن بوش وضع الدبلوماسيين والمدنيين والعسكريين الأمريكيين في الخارج في موقف لا يمكن الدفاع عنه، بل خطير بانتهاجه سياسة غير متوازنة في الشرق الأوسط.
|