* واشنطن - بغداد - الوكالات:
طلب الرئيس الأمريكي جورج بوش من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد التأكد من ان الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في تعذيب الأسرى العراقيين قد تمت معاقبتهم.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان خلال جولة انتخابية للرئيس بوش في ميشيغان (شمال)، إن (جيشنا لا يتساهل مع مسألة تعذيب الأسرى، والصور التي بثت مرعبة والتصرفات المماثلة غير مبررة).
وأضاف المتحدث: ان بوش اتصل هاتفياً برامسفيلد لأنه (يريد التأكد من ان إجراءات مناسبة قد اتخذت في حق المسؤولين عن هذه الأعمال المرعبة والمعيبة).
لكن ماكليلان رفض القول ما إذا كان الرئيس الأمريكي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية يعتقد ان الجنود المشتركين في تلك الأعمال يجب ان يطردوا من الجيش.
وقال إن (الرئيس ينتظر ان تتخذ إجراءات مناسبة وهو يثق في جيشنا لاتخاذ التدابير اللازمة لتصحيح الوضع وتوقيف المسؤولين) عن التعذيب.
وقبل شهرين من نقل السلطة إلى العراقيين، اقلقت صور الجنود العراقيين الذين يتعرضون للتعذيب من قبل أمريكيين، المسؤولين العسكريين الأمريكيين.
وأثارت هذه الصور الرأي العام العالمي وكانت ردة الفعل قاسية جداً في العالم العربي.
ورداً على سؤال عما إذا كانت هذه الممارسات منتشرة كثيراً في الجيش الامريكي، انتقد ماكليلان المعلومات التي نشرتها الصحافة الأمريكية .وأضاف ان (الأعمال المخجلة التي قام بها البعض لا تمثل الـ 99% من رجالنا ونسائنا في الجيش الذين يقومون بعمل رائع ويمثلون الولايات المتحدة بشرف وتميز).
يقوم المحقق العام في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) بالتحقيق في وفاة أحد المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب قرب بغداد، وقال المسؤول ان (المحقق العام في السي اي ايه بدأ بالتعاون مع وزارة الدفاع تحقيقاً حول مزاعم بإساءة معاملة معتقلين عراقيين ومن بينهم عراقي فارق الحياة في سجن أبو غريب).
وكانت وسائل الإعلام نشرت صوراً لجنود أمريكيين يسيؤون معاملة معتقلين عراقيين ويصورونهم وهم عراة في أوضاع جنسية مهينة.
ولم يدل المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بمزيد من التفاصيل عن ظروف مقتل العراقي.
وأضاف: (ليس لدي ما أضيفه حول الأمر غير القول باننا ننظر في الأمر).
إلا انه أكد ان مسؤولين من السي اي ايه يشاركون في التحقيق مع السجناء في سجن أبوغريب ونفى علمه بمشاركة أي من هؤلاء في إساءة المعاملة التي ظهرت في صور المعتقلين العراقيين.
وكانت الصور التي نشرها أول مرة تلفزيون (سي بي اس) قد أثارت موجة من الغضب. من جهته طالب وزير العدل العراقي هاشم الشبلي أمس الثلاثاء بإحالة العسكريين الامريكيين والبريطانيين الذين قاموا بتعذيب المعتقلين والأسرى العراقيين في السجون إلى القضاء العراقي.
ووصف الوزير العراقي في بيان نشر اليوم عملية الاعتداء علىالمعتقلين والأسرى العراقيين بأنها (استخفاف بالمواثيق والأعراف الدولية).
وقال (يجب إجراء التحقيق مع الجناة والمسؤولين عنهم بإشراف لجنة من منظمة العفو الدولية تمهيداً لاحالتهم إلى القضاء).
وطالب الشبلي بإشراك دائرة الاصلاح العراقية بالاشراف على هذه المعتقلات والسماح لمنظمات الصليب الأحمر الدولية والهلال الأحمر العراقية بزيارة المعتقلات وتقصي الحقائق.
وكان الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر قد أصدر أمراً في العام الماضي منع بموجبه المحاكم العراقية النظر بأية دعوى قضائية تتعلق بالجنود الامريكيين في العراق.
وقال مصدر عسكري أمريكي: إن الجيش الأمريكي أدب ستة جنود أمريكيين لما تردد عن (إساءة معاملة الأسرى العراقيين) بسجن أبو غريب.
وذكر المصدر أن جميع من جرى تأديبهم من الضباط أو من ضباط الصف.
|