سعدت بمحادثة هاتفية زادتني شرفاً من شخص كريم أكن له كل معاني الاعتزاز والتقدير.. مبدياً اهتمامه وتقديره لما أكتبه وطالباً بعض الملاحظات التي سبق أن دوّنتها تتعلَّق ببرنامج (صافرة) حول جوانب ونقاط قانونية وأحداث تحكيمية.. ونقل لي مفيداً أن هناك إجراءات بذات الشأن في حالة تطبيقها ستسعد الجميع، ملمحاً إلى أن أتسلح بالصبر وأن الله لم يعط عطاء خيراً من الصبر.. وبسرعة الضوء أدركت ماذا يريد وقلت رسالتك وصلت!! وأن يعتبر هذه الرسالة أمراً صريحاً وليس تلميحاً لما يرغبه ويريده وأنني سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري!! ويحكم الله في أمري.. على أن يتفضَّل عليَّ بأن يمنحني حدوداً للصبر!! وبالفعل لم أستطع أن أحقِّق وأنفِّذ الرسالة أكثر مما نفذتها بعد ما عجز الصبر عن صبري.. وتجاوز حدود الخطوط الحمراء بعد أن تابعت برنامج (صافرة) الأسبوع الماضي والتي خفَّ نفثها.. فخبا صوتها!! ومن ضعف (صافرة) في الاستديوهات استمدت واكتسبت.. (الصافرة) الفعلية ضعفها وحشرجتها في أيدي فرسانها وأسيادها في الأستادات.. ولا سيما أن ما يصدر من برنامج (صافرة) يمثِّل تعليمات للحكام ومُلزم تطبيقه بعد اقراره واعتماده من لجنة الحكام وهي المسئولة عن البرنامج.. وهذا سبب المشكلة ولب جوهرها.. والتي من أجلها أستميح من التزمت له عذراً في عودتي ل(صافرة) فمن خلال متابعتي للجزء المتعلِّق بمباراة الفيصلي والحمادة (درجة أولى) أجد أن هناك وقفات تستحق التأمل والإيضاح.. الوقفة الأولى تتعلَّق باللقطتين اللتين عرضتا تؤكدان على أن الحكم خانه سوء التقدير في العقوية القانونية وهذه الجزئية متفقون عليها أما العقوبة الإدارية للخطأين فنختلف عليهما من الناحية القانونية حيث إن كلتا الحالتين يستحق مرتكبهما البطاقة (الحمراء) وعقلية مثل الأستاذ عبد الرحمن الزيد بما يملكه من خبرة تحكيمية ومعرفة قانونية لا تفوت عليه مثل هذه الحالات السهلة ولكن ربما خانه التعبير.. أو أن هذه اللقطات صوت عليها!! ولا يرغب الخروج عن إجماع (الثلة) من أعضاء لجنة الحكام بحكم أنه يتحدث باسم اللجنة رغم أن في ذلك تضليلاً للحكام وبعض المشاهدين!!
أما الوقفة الثانية وهي الأهم ففي سوء توقيت عرض لقطات المباراة بما فيها من أحداث والفريقان ينتظرهما مباراة ثانية بعد ساعات وهذا ربما ينعكس على الناحية النفسية لحكام المباراة الثانية وعلى قراراتهما كما ينعكس على الروح النفسية للفريقين وبالذات النادي الفيصلي قبل المباراة وفريق الحمادة بعد المباراة لو انهزم فريقهم بخطأ تقديري من الحكم أو الحكام المساعدين.
أما الوقفة الثالثة والأخيرة فتتعلَّق بمداخلة الحكم الدولي ناصر الحمدان وهذه المداخلة لا تخلو من ريبة في توقيتها.. وأسلوبها فمن ناحية التوقيت البرنامج اختتم بهذه المداخلة!! أما الأسلوب فالذي أعرفه ويعرفه الجميع أن الحمدان شنَّ حملة ضد برنامج (صافرة) في جريدة (الشرق الأوسط) العام الماضي وقال بالحرف الواحد إن هذا البرنامج يهدم ويسيء للحكام السعوديين خارج المملكة وأنه البرنامج الوحيد على مستوى العالم يعرض لقطات لأخطائهم من قبل لجنتهم.. أما من خلال هذه المداخلة فإن البرنامج أصبح منبراً يستفيد منه الحكام!! وأنا بدوري أثني وأثلث على كلام الحمدان مؤيِّداً استفادة بعض الحكام وسترون (الفائدة).. في قادم الأيام!! والله المستعان.
اعتراف ضد الأعراف!؟
** فوجئت يوم الثلاثاء الماضي بطلب (استشارة) من أحد محبي النادي الفيصلي أو العنابي!! وبالمناسبة لو أن جميع منسوبي الأندية مثل منسوبي الفيصلي في تكاتفهم وإخلاصهم للنادي فقط.. بعيداً عن المصالح والأنا وحب الظهور عبر وسائل الإعلام!! لتحقق للكرة السعودية الشيء الكثير من الأعمال بعيداً عن الأقوال..
وتتمثَّل هذه الاستشارة حيال (اعتراف) الحكم الدولي ناصر الحمدان بخطأين مؤثرين لمصلحة الفيصلي في مباراته أمام شقيقه ومنافسه على البقاء ضمن دوري أندية الدرجة الأولى نادي الحمادة من خلال برنامج (صافرة) وأن الفيصلي ينوي تقديم خطاب تظلُّم مدعوماً بالاعتراف الذي تحدث به الحكم وهذا يعتبر - حسب تعبيره - الحالة الأولى!! في الرياضة السعودية وأن اللائحة تجيز إذا أقر أو دوَّن المراقب خطأ فنياً تعاد المباراة وهل هذا صحيح؟ وما هو رأيك؟
قلت له كون هذه الحالة غير مسبوقة ففي السنتين الأخيرتين الحالات غير المسبوقة كثيرة!! أما ما اعترف به الحمدان من أخطاء فهي أخطاء تقديرية معرض لها جميع الحكام بنسب متفاوتة.. ولا يعني اعتراف الحكم بها أو عدم اعترافه بها شيئاً مهماً طالما أن لجنة الحكام مقرة ومعترفة بها.. ولجنة الحكام لم تعرض من خلال برنامجها إلا لقطتين وربما لو شاهدت المباراة كاملة لخرجت بأخطاء أكثر لكلا الفريقين أو أحدهما. ومن هذه الناحية الاتحاد الدولي (فيفا) جعل قرارات الحكام نهائية فيما يتعلَّق بتطبيق وتقدير مواد قانون كرة القدم ولا يمثِّل اعتراف الحكم أهمية في تغيير النتيجة!
أما بالنسبة لاعتراف الحكم الذي يعتبر (شجاعة وبراءة للذمة) وتُقرر على ضوئه نتيجة المباراة تتمثل عندما يرتكب الحكم أو أحد مساعديه مخالفة يكسر بها إحدى مواد قانون اللعبة ويستفيد منها أحد الفريقين وتؤثر في المحصلة النهائية على نتيجة المباراة ويدوّن الحكم هذه الحالة في تقرير المباراة أو في تقرير مرفق للاتحاد. وفي هذه الحالة سيكون الحكم تحت طائلة العقاب. وهذه الحالات كدخول هدف من ركلة جزاء نفذت من مسدد الركلة بعد ارتدادها له مرة ثانية من القائمين أو العارضة دون أن يلمسها سواه. أو احتساب هدف من ركلة حرة غير مباشرة. أو تسجيل إنذارين للاعب واحد دون أن يبعد من اللعب. أو يسجل هدف من إسقاط دون أن تلمس الكرة الأرض. وحالات كثيرة تتنافى مع نص القانون.. ولو أن المراقب الفني دوَّن مثل هذه الأحداث دون اعتراف من حكم المباراة حيث إن الاتحاد الأهلي هو صاحب القرار ويتخذ ما يراه وحسب الحالة من الأخذ في الاعتبار نتيجة المباراة.. وهل هناك احتجاج مقدم من طرفي اللقاء. ومن هذا المنطلق والحيثيات فإنني لا أرى أن في اعتراض النادي الفيصلي أي فائدة أو جدوى بحجة اعتراف (الحمدان) والذي اعتبره تصرفاً غير موفق منه داخل وخارج الملعب، والله الهادي إلى سواء السبيل.
تناتيف
** ما حدث بعد نهاية مباراة الأهلي والاتحاد من بعض لاعبي الفريقين هو امتداد لما حدث بين نفس اللاعبين في الموسم الماضي. واللاعبون الذين خلعوا (قمصانهم).. ليخفوا (أرقامهم)!! هم من يستحقون العقاب دون النظر لتقرير الحكم ولا سيما من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم فمن (أمن العقوبة أساء الأدب)، وملاعبنا يشهد لها بحسن الانضباط والالتزام الأخلاقي من الجميع للمواقف الحازمة من سمو رئيس الاتحاد وسمو نائبه.
** لو أن فكرة إلغاء التعادل في مباريات كرة القدم صدرت من شخص خلاف السيد بلاتر لاستهجنها الجميع.. وطالما أن هذه طموحات رئيس الاتحاد الدولي وقمة تطلعاته التطويرية..!! فعلى الجميع أن لا يتطلع أكثر مما يتطلع لمسيرة الكرة العالمية.
** اندفاع وتهور لا مبرر له وسوء تقدير من السيد روميو المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي ضيَّق فسحة الأمل في المنافسة لمنتخبنا وجدد أمل منافسينا. أليس من الأجدر مناقشة المدرب قبل المباراة عن كل صغيرة وكبيرة ضمن اختصاصه للاطلاع قبل أن يقع الفأس في الرأس.
** من سيقود لقاء غد بين الأهلي والنصر؟ شخصياً لا أرى أن هناك حكماً مهيئاً لقيادته بما في ذلك الحكم المطلق لو كان موجوداً..
|