تدخل الاتحاد السعودي لكرة القدم أخيراً.. واتخذ القرار الغائب ممارساً صلاحياته وسيادته على كرة القدم السعودية التي غابت عن الكثير من الأحداث المهمة وأصدر القرار الصارم بإيقاف المتسببين في الأحداث المصاحبة للقاء الاتحاد بالأهلي في البطولة العربية.
وجاء إيقاف العتيبي والودعاني وعبد ربه انتصاراً للروح الرياضية والنظام والانضباط الذي ميَّز الكرة السعودية وهزه العديد من الأحداث السابقة التي لم نتعامل معها كما يجب.. لتأتي المباراة الأخيرة وتؤكِّد للجميع أن الحسم مع الجميع هو الحل الأمثل لحفظ الرياضة السعودية وتوفير الأجواء المناسبة للمنافسة الشريفة بين الجميع.
ففي مرات عديدة مارس الاتحاد السعودي للكرة حالات من ضبط النفس وطول البال لكن ذلك ضاعف من الحالات وأوصلها لما حدث في لقاء العملاقين اللذين عودانا على تقديم لقاءات نظيفة وخالية من كل مظاهر العنف والشغب.. لكن تجاهل ما يحدث من الأندية الأخرى والتركيز فقط على ما يحدث من نادٍ واحد جعل الأمور تتطور وتصل لهذه المرحلة.. وهو ما يدعونا للإشادة بالقرار الحكيم الذي طالب الجميع به لحماية المنافسات الرياضية وحفظ الرياضة السعودية من تكرار مثل هذه الأحداث التي لم تسئ فقط للناديين وإنما للكرة السعودية برمتها.
***
** الأمر الآخر المهم الذي يجب أن لا نغفل عنه هو دراسة سبب حدوث مثل هذا الشغب لأول مرة في ملاعبنا، فمعرفة الأسباب والمسببات كفيلة بتلافيها وبالتالي عدم تكرارها، فقد تحدث الكثيرون عن أسباب هذا الانفلات لكن الواقع يقول إن الأسباب عديدة ومختلفة وأنه لا بد من ممارسة فاعلة لاتحاد الكرة لكافة صلاحياته وبقوة دون النظر لما يُطرح على الساحة الإعلامية من قبل مسئولي الأندية الذين باتوا يديرون أمورهم من خلال الإعلام ويجدون أذناً صاغية في الكثير من القرارات!
صحافة الميول؟!
** جاءت الأحداث المصاحبة للقاء الاتحاد بالأهلي عربياً بمثابة التعرية والمحك للصحافة الرياضية السعودية..
فكشفت أحداث المباراة وكيفية تغطيتها الوجه الحقيقي لصحافة الميول والمصالح والأهداف.
فالمباراة التي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مقار تلك الصحف خيِّل إلينا أنها تقام في جزر الواق الواق.. حيث اختفت الصور والتغطيات وتم التكتم على أحداث شاهدها الجميع على الهواء مباشرة.. وفي الصور القليلة التي نُشرت تم التركيز على لاعبي النادي المنافس وعدم نشر أي صورة تدين لاعبي فريقهم المفضَّل.. تماماً كما فعلوا عند صعود لاعبيهم للمدرجات.
والصحيفة التي نشرت أفلاماً متتالية لمحاولة لاعب الهلال عبد الله الجمعان الاحتكاك بالحكم وكررتها لعدة أيام وبشكل مسيء للرياضة السعودية ها هي تتجاهل كل ما حدث هي وصحف أخرى مماثلة وكأن التعتيم الذي فرضته سيلغي القرارات المتوقَّعة.
لكن مثل هذا العمل لا أقول كشف لأنهم مكشوفون أصلاً ولكن (عرَّى) أمام الجميع من يدَّعون المهنية والتنافس الشريف وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.. ولأنهم لا يملكون الشجاعة بمواجهة واقعهم فهم يفعلون في الخفاء كل ما يؤكِّد تعصبهم وأنهم بالفعل أحد أسباب ما حدث ويحدث بتعاملهم الانتقائي ومحاولة توجيه الأمور لمصلحتهم ووفقاً لأهدافهم.. ولذلك فقد سقطت الأقنعة وباتت الرؤية واضحة أمام الجميع بعد أن اتضح من يمتلك المصداقية ويعمل للمصلحة العامة ومن يعمل لمصلحة ناديه!
انتصار الزمالك!
** تماماً كما حدث أمام الأهلي المصري حين اعتبر التعادل انتصاراً له أمام الهلال الأفضل في تلك المباراة جاءت أحداث المباراة الأخيرة للهلال أمام الزمالك لتؤكِّد هي الأخرى أن الخروج بهدفين فقط أمام الهلال في ظل الفرص المؤكَّدة التي سنحت لنجوم الهلال انتصاراً (آخر) للزمالك.
** الفريق الهلالي قدَّم شوطاً أول جيداً سجل خلاله هدفين وأهدر ثلاثة من كرتين أسهل كثيراً من الهدفين.. لكن الشوط الثاني دخله الهلاليون بعشوائية وربما لا مبالاة معتبرين اللقاء قد انتهى منذ الشوط الأول وهو ما منح الزمالك الفرصة للسيطرة قليلاً على الكرة وإن لم تمنح دفاعه من الاختراقات الهلالية.. تماماً كما حدث في الشوط الأول.. لكن الأداء الهلالي والتعامل بالذات مع الشوط الثاني يحتم على الهلاليين إعادة النظر في كيفية التعامل مع المباريات الكبيرة واحترام الخصوم والحرص على استثمار الفرص بعيداً عن التسرع والاستعجال. ونتيجة المباراة يجب أن تمنح الهلاليين الثقة في اللعب والهدوء داخل الميدان وبالتالي مواجهة الخصوم بكل جدية وثقة.. وهذا ما يجب أن يحدث في لقاء الإياب أمام الزمالك في مصر وسيجد الهلاليون أمامهم نفس الفريق ولكن عليهم استثمار الفرص والتعامل الجاد مع اللقاء حتى يواصل الفريق مسيرته في هذه البطولة بنجاح!
لمسات
** رد الإدارة الهلالية على الشبكة الراقية شبكة الهلال مثير للاستغراب.. فالأندية تدفع الملايين لإيجاد وتفعيل دور الجماهير وزيادة تواصلهم مع ناديهم.
وفي الهلال يبدو أن دعوة (اللهم اشغلهم في أنفسهم) قد انطبقت عليهم بحيث توجهت السهام الهلالية نحو الهلاليين على مختلف فئاتهم.. لا حول ولا قوة إلا بالله!
***
** فوز الهلال على الزمالك أصاب استديو الART بالوجوم، حيث تحول الاستديو إلى مأتم وتجاهل منح الانتصار الهلالي حقه.. وكأنها قناة غير سعودية.. ولعل تعامل مخرج المباراة مع الفرص الهلالية وتجاهل إعادة بعضها يكشف شيئاً من معاناة الهلاليين مع الفكر الذي يدير هذه القناة أياً كان مصدره!!
***
** تجاهل العجلاني لإمكانات أحمد الحربي أمر غريب، فكيف يلعب ذياب مجرشي (المتواضع) في الظهير الأيسر في ظل وجود أحمد الحربي والخثران اللذين بإمكانهما تغطية الظهير الأيسر بشكل جيد.
|