تتطلب المرحلة الراهنة التي يمر بها التطور الإداري في المملكة أفضل الأساليب لأداء الأعمال وإنجازها بالشكل المطلوب ولكي نساير التطور الهائل الذي حدث في استخدام وسائل الاتصال في الجهاز الحكومي لابد أن نرفع من مستوى الوعي والكفاءة ليس للعاملين في الأجهزة الحكومية، بل للمتعاملين مع هذه الأجهزة من جماهيرنا النوعية من خلال إصدارات إعلامية متطورة تواكب ذلك التطور (شكلاً ومضموناً) وتزيد أهمية مثل هذه الإصدارات المتمثلة في(المجلات والنشرات) في الأجهزة ذات العلاقة بالجمهور.
ولو نظرنا الى واقع حال المجلات والنشرات الحكومية لوجدنا أن الغالبية منها لم تصل الى الدور المطلوب من حيث الشكل والمحتوى والوصول إلى الجمهور المستهدف!
فكثير من المجلات الحكومية التي نطالعها نرى أن البعض منها يصدر من إدارات غير إعلامية ويقوم على إعدادها فريق غير متخصص في المجال الإعلامي حيث يفتقر الخطاب الإعلامي والصياغة الإعلامية إلى الأساليب الحديثة للتخاطب الإعلامي لكافة الشرائح والمستويات.
بعض هذ المجلات عبارة عن إعادة لنشر التعاميم والنشرات والكتيبات الصادرة من الوزارة، دون التوسع في الموضوعات التي تهم القارىء (لقاءات كانت أو استطلاعات أو قضايا) كما تتأثر تلك المجلات بأسلوب المُعدين لها والقائمين عليها في اختيار العناوين وطريقة صياغة الخبر الصحفي ومعالجة المقالة بشكل غير علمي ولايتفق مع قواعد الصياغة الصحفية والإعلامية!! حيث إننا نشاهد أحياناً عناوين في الصفحات الأولى من تلك المجلات تشغل حيزاً كبيراً من الصفحة يصل إلى سطرين رغم أن العنوان يجب ألا يتعدى ثلاث كلمات فقط.
وبالرغم من أننا نرى أن عدداً من الأجهزة الحكومية يتهم المسؤولين فيها على إصدار مثل هذه المجلات والنشرات إلا أن الحاجة مازالت قائمة لتطوير مثل هذه المجلات وإيصالها إلى منافذ التوزيع ليتمكن المتابعون والمهتمون من الاطلاع عليها.
كما أننا نرى أن بعض الأجهزة الحكومية لا تصدر أي نشرات أو مجلات دورية رغم أن أعمال تلك الأجهزة وعلاقتها المباشرة بالجمهور تستلزم ذلك، لعدم وجود كوادر إعلامية متخصصة ومؤهلة في تلك الأجهزة.
وقد نختلف في الرأي مع من يرى أن إصدار مثل تلك النشرات والمجلات يُعد إسرافاً أو تبذيراً أو إضافة أعباء مالية على هذا الجهاز الحكومي أو ذاك أن النتائج الإيجابية التي تتحقق رغم أهميتها وفائدتها كبيرة جداً إلا أنها لاتكون ملموسة وواضحة ولايمكن معرفتها إلا من خلال مؤسسات إعلامية متخصصة في بحوث وقياس الرأي العام وهذا ما لايتوفر لدينا في الوقت الحاضر مما يجعل البعض من العاملين في بعض الأجهزة الحكومية يقلل من قيمة المجلة التي يصدرها الجهاز الذي يعمل فيه ورغم ذلك فإنه أول من يبادر بالسؤال عنها قبل أن تصدر!
إن إصدار المجلات والنشرات الإعلامية يُعد هاماً وضرورياً لمواكبة التطور الذي تشهده بلادنا في مختلف المجالات ولايجب النظر إليها من خلال جوانب أخرى، فالإعلام أضحى صناعة عصرية متطورة لايُمارس فقط في مؤسسات القطاع الأهلي فقط للترويج للسلعة، بل إن ممارسته في القطاع العام لاتقل بحال من الأحوال عن أي قطاع آخر.
|