(1)
** يهرم.. ويظل شاباً..
ويأسى.. ويبقى مبتسماً..
ويمرض..ويبدو صحيحاً
** هكذا يبقى الكبيرُ كبيراً..
فيعلّمنا وهو في عافيته..
ونقرأ دروسه وهو في مرضه..
ويسعدنا وهو يعاني..
ونعاني فيأسو أوجاعنا.. ونبكي فيمسح دموعنا..
** هكذا.. تحامل (المعلم) عثمان الصالح - عافاه الله - على آلامه، وتجاهل أدواءه، فقد نطق ولم يكن يبين، وسار وهو في المرض أسير، وسارع حين بلغه نبأ وفاة صديق عمره الشيخ محمد الجميح - رحمه الله -، وأصرّ على أبنائه ليحملوه من (مدينة الأمير سلطان) حيث يتشافى إلى منزل آل الجميح مُعزّياً، فبكى وأبكى.. وتأثر فأثر..
(2)
** تجدد كما تجدّد أبو الطيِّب ولكن دون غرضٍ:
فسرتُ نحوك لا ألوي على أحد
أحثّ راحلتيّ (الحبَّ) والأدبا
** وتأمل مثلما أبي سلمي:
كيف تبكي وهل هناك دموعُ
ذهب الصحبُ والهوى والربيعُ
كل يومٍ أحبةٌ تتهاوى
وقبور غريبة وجموعُ
(3)
** صورةٌ لا تستطيع مفردات الوفاءِ والحبِّ والإيثار والصدقِ والحبِ والحنوِ تجسيدها لتمثل أمامنا شكلاً غائباً عن ممارسات الأصحاء الأشحاء.. في زمن أحال العلاقات إلى مصالح.. والمواساة إلى مجاملات..
** هكذا استطاع عثمان الصالح ان يرسم لوحة لم تصنعها ريشة.. أو يختلقها خيال..
**وهكذا يبقى الكبير كبيرا لندعو لراحلنا الكريم الشيخ محمد الجميح بالمغفرة.. ولشيخنا الجليل عثمان الصالح بالشفاء.. ولنبقى تلاميذ صغاراً في مدرسة الكبار..
* الحالُ أبلغُ من المقال..!
|