Tuesday 4th May,200411541العددالثلاثاء 15 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المجد عوفي يا أمير الإنسانية المجد عوفي يا أمير الإنسانية
اللواء د. إبراهيم بن محمد المالك



وعوفي المجد إذا عوفيتَ والكرمُ
وراحَ مِنْكَ إلى إعدائك الألمُ

كما يتطلع الإنسان الى الندى بالعرفان، ويحرص على أن يراه في كل حين، ويحزن إذا غاب عنه، ارتفعت الأكف تتضرع إلى الله الشافي المعافي أن يكلأ بعين رعايته أمير الندى والخير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وراعي المكارم الخيرية المتعددة، وأن يشفيه من العارض الذي نزل بسموه الكريم، وابتلاءات المؤمن الصديق في الدنيا كثيرة وتعظيم الأجر ومضاعفته يأتي من التجلمد برداء العزيمة والتحلي ببرد اليقين والصبر على عوارض الصحة.
سيدي سلطان العطاء لقد عجم لساني عن التعبير وتسمرت قدماي فور علمي بالعارض الصحي الذي ألم بسموك الكريم، وعهد المحبين لك يا سيدي أنك أعلى هامة وأقوى شكيمة وأكثر دراية بطرق المصاعب ووعورة مسالك الدنيا التي أخذتها غلابا وطوعت عصي القضايا الشائكة وروضت ما استعصى منها لصالح وطنك وأمتك العربية والإسلامية، واليوم أنت أكثر جلداً وأمضى عزيمة وإصراراً على مقارعة الشدائد ونوازل الدهر العابرة، وقد تلقى محبوك في الله خبر خضوعك لمشرط الجراح بقلب انفتح على الحزن وانغلق على البكاء لأول وهلة، لكنهم سرعان ما عادوا بفضل من الله بلسان يلهج بالدعاء والشكر والثناء للمولى الكريم على تمام العافية التي سربلك بها رب العزة والجلال وأمدك بالصحة ودثرك بالعناية ومتعك بموفور النعم الربانية الظاهر منها والمستتر.
وبقدر ما كان الجرح عميقاً وأكثر إيلاماً حين وصل خبر دخولك للمستشفى إلى مسامع الذين يحبونك في الله وأولئك الذين غمرتهم بحبك ومسحت عن عيونهم دموع الحزن والأسى جاءت بشارة نجاح العملية والحمدلله تزف الفرح وتنثر الغبطة وتوزع الحبور كعطر نديٍّ على خد رضيع غارق في ابتسامة ملائكية، فأنت يا سيدي أبو الخيرات وصاحب الأيادي البيضاء وأمير الإنسانية تتربع على منابر من نور على يديك تُقضَى حوائج الناس، قدمت الكثير في مسيرة حياتك واستطعت بكل تواضع معروف ومألوف في نفوس مَنْ يعرفونك أن تشرع أبواب الإنسانية لكل محتاج حتى غدوت عنواناً محمولاً في قلوب الجميع أولئك الذين شق دعاؤهم عنان السماء وارتوت خدودهم بدموع عيونهم المدرار وألحوا داعين لك أن يسبل الله عليك ثوب ستره ويسربلك بالعافية ويبقيك معافى متمتعاً بموفور صحتك، دعاؤهم لله بقدر عطائك وسخائك عليهم فَمَنْ لهم مِنْ معين إن احتجبت قليلاً من ساعات عنهم وكم من نفس آلمها النبأ ولاسيما مَنْ بذلت لهم يدُك السخية العطايا وفتحت لهم قلبك الحنون متكأ وملاذاً حتى أصبحوا في مأمن من شقاء الدنيا وعذابات الحرمان وطول الأسى وثقل الليل وهجير النهار إنهم يا سيدي المحرومون والصغار والأرامل والأيتام والمعوقون وأبناء الشهداء الذين يسألون لك الله دوام العافية بقدر ما قدمته وتقدمه صباح مساء في السر والعلن وأن يزيل عنك آثار العارض الصحي ويحيطك بعونه وتوفيقه إنه سميع مجيب الدعاء.
هذه الابتلاءات فيها هول ومفاجاة، ولكنْ فيها خير أيضاً، فالرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح:( عجباً لأمر المؤمن وأمره كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له) ومع هذا الصبر بشارة أخرى نجدها في هذه الجموع الكاثرة التي تتدافع لتطمئن على أمير الخير والإنسانية، تسأل لِتطمئن وتدعُو لتفيك بعض الوفاء، وذلك مصداق بشارة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لك ولكل محب للخير، في أحاديث كثيرة ومنها قوله صلى الله عليه وسلم بما معناه:( إن الله إذا أحب عبداً أنزل القبول له في قلوب عباده)، فهنيئاً لك أجر الصبر وثوابه، وهنيئاً لك هذا الحب الذي أكد مكانتك في قلوب الناس، رعاك الله وسدد خطاك.
ليت قساة القلوب وغلاظ الأكباد يرون مانرى من محبة الناس وشفقتهم بك ودعائهم لك وتفاعلهم مع عارضك الصحي وكأنه نزل بهم ما نزل بك، ليدرك أولئك الأغلاظ القساة أنه بقدر ما يزرع الإنسان من خير ونبل وإنسانية يحصد أجراً ومثوبةً من الله في الدنيا والآخرة، ويجني محبة من الناس ودعوات صالحات من يتيم أو معوق أو محروم أو محتاج أو مكروب ليس بينها وبين الله حجاب وهي صادرة من قلوب مخلصة وعواطف شاكرة لهذا الإنسان النبيل، فلطالما قد طعموا من خير سلطان ونبل سلطان وإنسانية سلطان في مشروعاته الإنسانية المتتالية المتكاثرة بفضل الله.
أنت يا سلطان الخير بنيت مجداً سامقاً من الأفعال الإنسانية الرائعة، فأنت المجد، وإذا عوفيت فذلك مِنْ فضل الله وواسع نعماته، وإنما هو المجد قد عُوفي يا أمير الانسانية، أدام الله عزك وأسعد خطواتك ومنحك الصحة والسداد، وجعل الله العلة التي ألمت بك تعظيماً لك لكل أجر تسطره الملائكة في سجل حسناتك، ونسأله سبحانه أن يزيل عنك آثار العارض الصحي وأن يحيطك بعونه وتوفيقه وأن يبقيك كما يريد أحبابُك من العسكريين والمواطنين و الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل وأصحاب الحاجات كافة، كما نسأله عز وجل أن يحفظك ويبقيك لوطنك وشعبك الوفي وأن يسدد على طريق الخير خطاك وأن يبقيك ذخراً للإسلام والمسلمين.. إنه سميع مجيب الدعاء.
مدير عام الشؤون العامة للقوات المسلحة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved