* رفحاء - متابعة وتصوير - حماد الرويان - منيف خضير:
خيم حزن شديد على قرية روضة هباس (100كم شرق محافظة رفحاء شمال المملكة) وذلك بعد نبأ استشهاد وكيل رقيب فرحان بن عايد مبرد الوبيري الشمري- من سكان روضة هباس- وقد توافد المعزون إلى منزل والد شهيد الواجب في منظر يعكس تكاتف أبناء البلد يداً بيد ضد الفئة الضالة ويبلغ الشهيد من العمر 32 عاماً وهو متزوج وله 3 أبناء (ناصر 7 سنوات، ونوف 9 سنوات وريم 3 سنوات) ويعمل في الحرس الوطني بينبع، والتحق الشمري بالحرس الوطني قبل 15 عاماً حيث عمل في محافظة رفحاء 4 سنوات وفي عرعر 6 سنوات وتم نقله إلى ينبع قبل 5 سنوات حتى استشهد على يد الفئة الإرهابية الضالة يوم السبت 12-3- 1425هـ برتبة وكيل رقيب- وكان الفقيد- بحسب رؤية أصدقائه- محبوباً من الجميع وحزن أهالي القرية لفراقه حزناً بالغاً حيث كان بين ظهرانيهم يوم الثلاثاء (قبل استشهاده بأربعة أيام) 8-3-1425هـ وقبل مغادرته القرية متوجهاً لعمله زار عمته في مستشفى حفر الباطن حيث كانت ترقد مريضة وهي كبيرة في السن وقدم واجب العزاء لأحد اصدقائه أيضاً، كما قام المذكور - بحسب إفادة أهله- بالاتصال على جميع اخوانه قبل وفاته بيوم للاطمئنان عليهم وله من الاخوة 5 أشقاء ذكور و 2 إنثاث وقد ترك الفقيد خلفه والده ووالدته الكبيرين في السن ومنزلاً مستأجراً وديوناً بلغت 350 ألف ريال وهو لا يملك منزلاً وكان مستأجراً في منطقة عمله. وعائلة الفقيد تسكن روضة هباس (شرق رفحاء بــ100كم) في منزل متواضع صغير ملك للدولة. ويعاني والده من أمراض مزمنة وهو كبير في السن (75) سنة وليس له دخل من الدولة..
(الجزيرة) التقت والده الشيخ عايد بن مبرد الشمري والذي أكد أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز كان لها أكبر الأثر في تخفيف مصابنا وهذا قضاء الله وقدره وابنائي كلهم فداء للوطن الغالي للقضاء على الفئة الضالة وعلى هؤلاء الارهابيين. وأضاف: وابني وردة من ورود هذا الوطن قدم نفسه فداء لترابه والشهيد كان رجلاً صالحاً يمتاز برجاحة العقل والاتزان وكان مستقيماً يؤدي عمله بكل نزاهة وشجاعة وإن شاء الله في جنات الخلد.
وتحدث إلينا أخو الشهيد مبرد عايد قائلاً: الشهيد كان يتحلى بأخلاق عالية وبالصبر وسعة الصدر. والشهيد يعتبر العائل الوحيد للعائلة، فكان يصرف على إخوته ويتحمل نفقاتهم كما قام بتحمل نفقات زواج ثلاثة من إخوته وكان باراً بوالديه اقترض من أحد البنوك مبلغاً مالياً ليقوم ببناء منزل في القرية يهدف من ورائه لم شمل العائلة إلا أن الأقدار كانت أسرع من تحقيق مبتغاه. ويضيف مبرد: والشهيد كان في زيارة لوالده ووالدته قبل الحادثة بأسبوع وطلبوا منه المكوث إلا أنه قال ان عملي يدعوني ولا استطيع أن أتأخر وقبل الحادثة بيوم واحد اتصل ليطمئن على صحة والده ووالدته.
كما تحدث محمد بن سعود الشمري أحد أصدقاء الشهيد قائلاً: كنت أسكن معه في مدينة عرعر حيث كان يعمل في الحرس الوطني هناك وكان مثالاً للأخلاق الحسنة والشجاعة والكرم وكان كذلك مثالاً للإخلاص لوطنه ومليكه مضيفاً: وإنني أعزي نفسي قبل أهله لأنه كان عزيزا علينا جميعاً ولكن حينما نتذكر انه استشهد من أجل الوطن يهون علينا مصابنا.
وقال أحد أقاربه مرسال بن مطلق الشمري: ان الفقيد أخ للجميع وفقده آلمنا بلا شك وإننا إذ نعزي أسر شهداء الواجب من أبناء هذا الوطن الغالي لنرجو الله أن يجعلهم في جنات الخلد ونؤكد إننا يد واحدة ضد الإرهاب أينما كان.
أما المواطن: فهيد بن لوفان الشمري - روضة هباس- فقد قال: جمعتني بالفقيد 25 عاماً كان خلالها مثالا للمواطنة الصادقة واستشهاده فداء للوطن ليس بغريب عليه لشجاعته واخلاصه لوطنه نسأل الله ألا يرينا مكروهاً وأن يتغمده بواسع رحمته وأن يحفظ لبلادنا أمنها ورخاءها.
* الفقيد في سطور:
الاسم: فرحان بن عايد مبرد الوبيري الشمري.
العمر: 32 عاماً.
متزوج منذ عام 1415هـ وله 3 أبناء: ناصر 7 سنوات، ونوف 9 سنوات وريم 3 سنوات.
له من الإخوة 6 ذكور.
ولد في روضة هباس ودرس فيها المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
التحق بالحرس الوطني بمحافظة رفحاء وعمل فيها عدة سنوات قبل أن ينتقل إلى وحدته بينبع.
أجمع الكل على دماثة خلقه وبره بوالديه وتعاونه اللامحدود مع إخوته وأصدقائه وتفانيه في عمله.
|