لن ينجح الإرهاب في فرض الأجندة - الموضوعة له - مهما أفرز من سموم ومهما ذهب المخدوعون.. فنحن بأقلامنا نرفعها في وجهه البشع ورجال الأمن البواسل جهودهم لا تنكر في ضبط معظم العمليات قبل تنفيذها، ومداهمة أوكاره ومواجهته بفدائية لا تبالي إلا بسلامة الوطن.. ولن يصمد أمام الادانة الجماعية بهذه الأفعال النكراء، واستنكار العالم لها حتى أن صحيفة (اخبار اليوم) القاهرية طالبت - السبت الماضي - المسيرات التي تندد بالوحشية الإسرائيلية وجرائم الاحتلال الأمريكي في العراق، عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع، طالبت الصحيفة تلك المسيرات أن تندد - وبنفس القوة - بالعمليات الإجرامية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية في السعودية.
ولم يكن غريباً أن يشير سمو ولي العهد بأصابع الاتهام إلى الصهيونية في جرائم الإرهاب التي تقع في السعودية، والغرض واضح في زعزعة الأمن، والوقيعة مع الدول التي يسقط لها ضحايا في تلك العمليات، وكم كان الألم بادياً في حديث سموه وهو يشير إلى أن الذين ينفذون الأجندة الصهيونية هم - مع الأسف - نفر من أبنائنا! وعملية (ينبع) - من وجهة نظري - لا تعني أن صوت العقل يذهب ادراج الرياح ليعلو صوت الإرهاب وإنما هي دليل إفلاس وسكرات النهاية لجسم غريب في الجسد المعافى إن شاء الله.
لكن لن نمل من دعوة الجميع للتصدي لهذه الخلايا السرطانية بكل ما أوتينا من قوة. فلم تعد الإدانة الصامتة تناسب الموقف وإنما بات على المجتمع بكل فئاته أن يعلنها صريحة في وجه هؤلاء، وأن يتكتل للقضاء على هذا المشروع التخريبي لعقل الأمة ومقوماتها والذي يستهدف الجميع. وقد أحسن سمو الأمير خالد الفيصل صنعاً بإعلانه عن مسابقة أبها الوطنية استجابة لدعوة ولاة الأمر لعموم المواطنين - في مختلف مواقعهم - للمساهمة في مواجهة الأفكار المتطرفة وأعمال العنف والإرهاب، وقد رصد لها مليون ريال جوائز موزعة على فروع الإبداع: بحث عن التطرف والإرهاب والعنف في المملكة، الشعر الوطني الفصيح والشعبي، الفن التشكيلي، التصوير الفوتوغرافي، الرسم الكاريكاتوري، واخيراً الأغنية الوطنية، وقد اشترط أن يتناول العمل المقدم للمسابقة الموضوعات التي تذكي الروح الوطنية، وتعزز الوحدة التي قام عليها هذا الكيان وتعلي من شأن الارتباط بالوطن انتماء وولاء، وأن يقدم العمل رؤية موضوعية وابداعية في الأحداث التي يتعرض لها الوطن الآن.
انها فرصة واسعة للتعبير بكل الأدوات المؤثرة جماهيرياً عن رأي المجتمع السعودي بكل فئاته في هذه الجرائم النكراء. وعلى الجميع أن يبادر للمشاركة في هذه المسابقة بالابداع أو بالرأي أو بالتصويت على الأعمال المقدمة.
ملحوظة: صور التعذيب اللانساني التي ارتكبها جنود الاحتلال ضد العراقيين، والتي أذاعتها منابر الإعلام في العالم كله نقلا عن وكالة أمريكية يجعلنا نحيي هذه الوكالة، ونحيي جندي الاحتلال الذي سرب هذه الصور من سجن أبو غريب للوكالة، في الوقت الذي كشف هذا الحادث عن سقوط آخر ورقات التوت عن عورة الاحتلال المقيت!.
|