القفزات الكبرى.. التي حققها ويحققها سوق العقار هذه الأيام.. تذكِّر الناس بسنيّ الطفرة.. وأيام المساهمات العقارية.. والألف يتحول إلى عشرين.. والمليون.. يصبح خمسين مليوناً..
** نحن نعايش هذه الأيام.. طفرة عقارية
** أراضٍ في أقاصي الدنيا.. المتر بمئات الريالات.. ومساهمات.. وشركات عقارية واستثمارية.. وكأن الرياض.. ستتضاعف مائة مرة.. أو ستنتقل من مكانها إلى مكان آخر خلال ستة أشهر..
** في الشمال (99%) من المحلات هناك.. عقارية.
** تدخل أحد الشوارع هناك.. فتجد المكاتب العقارية مرصوصة تشبه مباسط البطحاء قبل ثلاثين سنة أو مباسط البيض في سوق المقيبرة.
** في هذه المكاتب.. ينثرون المخططات ويحفظونها حفظاً.. ويحفظون الأراضي كالمسّاحين.. ويعرفون كل شيء.
** تأتي يوم الأربعاء ويقول لك.. المتر بخمسمائة ريال.. وتذهب لإحضار (العربون) وما تيسَّر.
** وتأتي يوم السبت ويبتسم في وجهك ويقول (ياحِليلك) المتر بسبعمائة ريال و(على الشور).
** تغضب وتخرج متنرفزاً.. وتأتي بكرة (للعربنة) بالسعر الجديد.. ويبتسم مرة أخرى في وجهك ويقول (صح النوم) المتر بتسعمائة ريال.. و(على الشور).
** أراضٍ لا يمكن أن تتخيل.. أن الرياض ستصلها قبل مائة عام على الأقل.. فيها مضاربات عقارية بشكل محموم.. ومزايدات وأخذ وعطاء.. وقد دُفع فيها مئات الملايين.. بدلاً من أن تشتغل في مشاريع نافعة منتجة تنفع المواطن في أكثر من اتجاه.
** لقد تم ضخ مليارات الريالات في العقار.. وتضاعفت أسعاره عدة مرات.. وبلغ سعر المتر في بعض الأحياء السكنية ألفي ريال.. وكان قبل ثلاثة أشهر بسبعمائة ريال.. ومع ذلك ما زالت الملايين والمليارات تُقذف هناك.
** ماذا لو اتجهت هذه المبالغ الخيالية إلى مصانع أو أي مشاريع نافعة منتجة تستقطب شبابنا المؤهل.. وتتيح فرص العمل لآلاف الشباب التائه؟
** إن أقل ما فيها.. أن تقلل من نسبة البطالة المتزايدة.. وتحول بلادنا.. إلى بلاد صناعية منتجة.
** في شمال الرياض لوحده.. وهكذا في المناطق الأخرى.. أناس يداومون هناك.. صباح مساء.
** يضاربون في أسعار العقار.. وليس بعيداً أن تهوي قريباً.. متى سحب هؤلاء فلوسهم منه.. لأن هذه الأسعار غير مؤسسة... وغير منضبطة.. وغير مأمونة.
** ماذا لو سحب هؤلاء فلوسهم واتجهوا للأسهم مثلاً.. التي تشهد هي الأخرى.. مضاربات مغلقة.. كيف سيكون حال أهل العقار؟
** لقد بدأت ملامح انسحاب بعض مزايدي ومضاربي العقار من السوق.. بعد أن تشبَّع ووصل إلى أرقام فلكية.. ووصل سعر بعض الأراضي إلى ألف ريال عداً ونقداً.. وهي قبل خمسة أشهر أقل من ذلك بكثير.
** العقار اليوم.. يجعل الكثير يضع يده على قلبه.. خوفاً من هبوط حاد.. أو غياب أو هروب سريع للمضاربين.
** إن من حقنا.. أن نتخوف من أسعار العقار.. وعلى وضع العقار.. لأنه بلغ أرقاماً فلكية مخيفة للغاية.. تنذر بسقوط وشيك أو مرحلة تصحيح أوضاع.
** ومع ذلك.. هناك من يقول.. ان مضاربي العقار لن ينسحبوا.. ولن يهربوا لانهم (ما يعرفون إلا العقار) فهم أبناء هذه المهنة.. وأنا أقول لعل وعسى يصدق هذا الاعتقاد.
|