استهلالا واستباقاً لاحتمال سوء التأويل (المؤكد) يتوجب الإشارة هنا إلى أنني أطرقُ هذا الموضوع من ناحية شبه فلسفية لا علاقة بها بأي منحى آخر..، لأقول جميل من قيمنا الثقافية ان تزدري المبدأ الميكافيلي القائل بأن (الغاية تبرر الوسيلة)، فهو لاشك مبدأ غير إنساني، وانطلاقاً من حقيقة الطبيعة البشرية اقول انه من المفترض تحديد طبيعة الموقف الاخلاقي تجاه هذا المبدأ ووفقاً لطبيعة الغاية المرجوة مما يبرر القول بصحة الأخذ بصيغة معدلة من المبدأ المذكور حيث ان (الضرورات تبيح المحظورات) وسمو الغاية من المفترض ان يقلل من اهمية درجات وضاعة الوسيلة الموصلة إليها.
إن سموق الغاية لا يتطلب بالضرورة سمو الوسيلة المؤدية اليها طالما كانت الغاية ايجابية من شأنها ان تعود بفائدة قصوى للدين او للوطن وافراده، كذلك ومن ضمن مبررات غض النظر عن شرط سموق الوسيلة المؤدية الى غاية سامية ما يتمثل في ألا تمس هذه الوسيلة ثابتاً من ثوابت العقيدة.. او تهدر حقوق العباد او تضر بالبلاد وألا يترتب على الاخذ بها تداعيات مستقبلية جماع ضررها اكبر بكثير من مجموع فوائدها المتوخاة من غايتها، ولنا كمثال على ذلك المبدأ الفقهي الاسلامي الذي يؤكد أهمية دفع الضرر الأكبر
( الغاية) بضرر أصغر منه (الوسيلة)، كذلك كما هو نص الحديث النبوي ( الحرب خدعة ) حيث إن الانتصار في الحرب هو الغاية التي بررت الأخذ بوسيلة الخداع غير الجائز أو المبرر في ظروف أخرى.
ختاماً: إن تكن الحرب خدعة فالإرهاب حرب خادعة.
|