يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة اليوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر ربيع الأول الجاري 1425هـ الندوة الدولية عن (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية)، والمعرض المصاحب لها الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ويتم تدشين موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت).
وقال معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ: إن تنظيم هذه الندوة يأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بالعناية بالسنة والسيرة النبوية، ودراستهما دراسة واعية، وفهمهما فهما صحيحاً، والعمل بمقتضاهما في جميع مجالات الحياة، ونشر معارفهما في مشارف الأرض ومغاربها.
وأوضح معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ان عقد هذه الندوة يدل على ادراك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لضرورة الاهتمام بالسنة والسيرة النبوية اهتماما يستوعب متغيرات العصر الحاضر، والاستضاءة بضوئهما في دروب الحياة المعاصرة، نظرا إلى ما للبحوث والدراسات الجادة المعمقة في السنة والسيرة النبوية من أثر كبير في تعميق فهمهما، ورد الشبه المثارة ردا علميا، وايجاد حلول لمشكلاتنا المعاصرة من جانب آخر، ولما للتعاون، والتواصل، والتشاور بين الباحثين والمهتمين بدراسة السنة والسيرة النبوية، وقضاياهما المتنوعة من ثمار وفوائد، ورغبة في تهيئة فرصة اللقاء لأكبر عدد من هؤلاء في صرح عظيم لخدمة الكتاب والسنة، في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، ومهاجره.
واستعرض معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ أهداف عقد الندوة بقوله إنها تتمثل في بيان مكانة السنة والسيرة النبوية، وتعميق الوعي بأهميتها في التشريع الإسلامي، وتعريف المسلمين بالمصادر الأصيلة والصحيحة لتلقي السنة والسيرة النبوية، ودعوة المسلمين كافة إلى العناية بهما، والتعريف بالجهود المباركة لعلماء الأمة الإسلامية في خدمته السنة والسيرة النبوية عبر التاريخ، وكذا ابراز جهود المملكة في خدمة السنة والسيرة النبوية، وتقويم الاعمال العلمية المعاصرة في مجال السنة والسيرة النبوية، ووضع الضوابط المناسبة لها، وتقويم الجهود التي بذلت للاستفادة من التقنية الحديثة في خدمة السنة والسيرة النبوية مع بحث سبل تطويرها، وتعميم الإفادة منها، والرد على الطعون والشبهات المثارة حول السنة والسيرة النبوية، وتشجيع الجهود العلمية في مجال السنة والسيرة النبوية، وتهيئة فرصة التعارف والتعاون المثمر بين المعنيين والمهتمين بالسنة والسيرة النبوية.
ورفع معالي المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عظيم شكره وامتنانه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على رعايتهم ودعمهم لهذه الندوة المباركة، بغية البحث والنقاش في المصدر الثاني للتشريع الإسلامي وهو السنة النبوية المطهرة.. قال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي).
وفي نهاية تصريحه، أعرب معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة على تفضله برعاية وافتتاح الندوة، ودعمه وعنايته لجميع مشروعات الوزارة في المنطقة.
ويبلغ عدد البحوث التي ستناقشها الندوة خلال ست عشرة جلسة صباحية ومسائية ثمانين بحثاً، ويشارك فيها صفوة من العلماء والباحثين والمهتمين بمجالي السنة والسيرة النبوية من داخل المملكة وخارجها.
وتناقش الندوة خلال أيامها الثلاثة - بإذن الله تعالى - العديد من المحاور والموضوعات هي: المحور الأول: مكانة السنة النبوية، وحجيتها في التشريع الإسلامي، وتتم خلال هذا المحور مناقشات موضوعات: السنة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم، والسنة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي، ومكانتها من حيث الاحتجاج والعمل، وحجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام، وكتابة الحديث النبوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بين النهي والإذن.
والمحور الثاني: عناية المسلمين بالسنة والسيرة النبوية على مر العصور، وينقسم إلى قسمين، يتضمن القسم الأول موضوعات السنة النبوية، وتشمل البحث في كتابة السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأثرها في حفظ السنة النبوية، وتدوين السنة النبوية في القرون: الثاني، والثالث، والرابع، التصنيف في السنة النبوية من القرن الخامس إلى الوقت الحاضر، وعناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل، وأثر ذلك في حفظ السنة النبوية، منهج النقد عند المحدثين، وأثره في حفظ السنة النبوية، وعلم مصطلح الحديث، ودوره في حفظ السنة النبوية، وعلم علل الحديث، ودوره في حفظ السنة النبوية، وعلم التخريج، ودوره في حفظ السنة النبوية، وجهود علماء الحديث في مقاومة ظاهرة الوضع في الحديث النبوي، وشروح الحديث، ودورها في خدمة السنة النبوية، وعناية المسلمين بغريب الحديث خدمة للسنة النبوية، وتقويم الأعمال المعاصرة في مجال التصنيف والتحقيق في السنة النبوية، والموسوعة الحديثية الشاملة بين الواقع والمأمول، والتقنية الحديثة في خدمة السنة والسيرة النبوية بين الواقع والمأمول، وقواعد تناول الإعجاز التي تناولت الإعجاز العلمي والطبي - أو أحدهما - في السنة النبوية.
أما القسم الثاني في هذا المحور، فيركز على موضوعات السيرة النبوية، وتشمل أهمية دراسة السيرة النبوية، والعناية بها في حياة المسلمين، ومصادر تلقي السيرة النبوية: دراسة تاريخية تحليلية نقدية، وجهود علماء المسلمين في تمييز صحيح السيرة النبوية من ضعيفها، ومرويات السيرة النبوية بين قواعد المحدثين وروايات الإخباريين، والتصنيف في السيرة النبوية عبر القرون (عرض تاريخي)، ومنهجية التأليف في السيرة النبوية عبر العصور (دراسة تحليلية نقدية)، وجهود علماء المسلمين في ابراز فقه السيرة النبوية، ومظاهر عناية المسلمين بالسيرة النبوية في العصر الحديث.
وفي المحور الثالث، فتناقش عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية، ويشمل هذا المحور موضوعات: اتخاذ السنة النبوية - إلى جانب القرآن الكريم - أساساً لشؤون الحياة والحكم في المملكة، ودور علماء المملكة في خدمة السنة والسيرة النبوية، ودور الحرمين الشريفين في العناية بالسنة والسيرة النبوية، وعناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية في مراحل التعليم المختلفة، ودور الجامعات بالمملكة في خدمة السنة والسيرة النبوية، وتقويم مناهج السنة والسيرة النبوية في مراحل التعليم المختلفة بالمملكة، ودور المراكز والهيئات العلمية بالمملكة في العناية بالسنة والسيرة النبوية، وعناية المملكة حكومة وشعباً وافراداً بطباعة الكتب والمؤلفات في السنة والسيرة النبوية، ونشرها، وتوزيعها، وجهود المملكة في نشر السنة والسيرة النبوية في الخارج.
وبالنسبة للمحور الرابع الذي جاء الاهتمام بالسنة والسيرة النبوية بغير اللغة العربية، فموضوعاته هي: الاهتمام بالسنة النبوية بعدد من اللغات (عرض وتحليل)، وببليوغرافيا شاملة للمؤلفات الخاصة بالسنة والسيرة النبوية بلغات مختلفة، كما يركز المحور الخامس من الندوة على الرد على الطعون والشبهات المثارة حول السنة والسيرة النبوية قديما وحديثا، ويتفرع عن هذا المحور موضوعات: الطعون والشبهات عند المستشرقين، والطعون والشبهات عن العلمانيين والمستغربين، الطعون والشبهات عند القرآنيين، الطعون والشبهات عند الفرق الضالة، الطعون والشبهات في الموسوعات العالمية، وجهود علماء المسلمين في الرد على الطعون والشبهات المثارة حول السنة والسيرة النبوية.
الجدير بالذكر ان هذه الندوة هي الثالثة في سلسلة الندوات العلمية التي نظمها المجمع خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث كانت الأولى بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه)، والثانية بعنوان: (ترجمة معاني القرآن الكريم تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل).
|