أكد معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد أن المسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره للبنين والبنات صورة مشرفة وناصعة من جهود عناية المملكة وقادتها بالقرآن الكريم تعليما وطباعة ونشراً.
وأضاف معاليه أن هذا الاهتمام يتسق مع النهج الذي قامت عليه المملكة منذ عهد الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي ثبت هذا النهج المبارك في السير على هدي السلف الصالح، في تحكيم كتاب الله، والالتزام به، وتطبيق جميع أحكامه في شؤون البلاد والعباد كافة.
ووصف الشيخ الدكتور صالح بن حميد في تصريح المسابقة في عامها السادس بأنها أصبحت سراجاً منيراً، وقمراً مضيئاً في مسيرة الأعمال الجليلة والمباركة لسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي بذل وأنفق في دروب الخير المختلفة، وطرق البر المتعددة، ابتغاء مرضاة الله سبحانه، والنيل - بتوفيقه وامتنانه - لكل ما فيه خدمة لكتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم.
وأبان الدكتور صالح بن حميد أن المناسبات تتعدد والأحداث تتنوع، ويبقى القرآن العظيم قبل ذلك وبعده حديث كل مناسبة، فكل ما يحتاج إليه المسلمون من إصلاح وصلاح، وحسن معاش، ومعاد محصور في هدي القرآن، وهدي من كان خلقه القرآن محمد عليه الصلاة والسلام.
وحذر فضيلته من الانسياق أو التأثر السلبي بالدعاوى المغرضة التي تتهم حلقات التحفيظ بتفريخ الإرهاب والتطرف الديني، مؤكداً أن حلق ومدارس التحفيظ وخريجيها أبعد الناس عن الغلو، وأن هذه الدعاوى المغرضة الباطلة تهدف بالأساس إلى زعزعة مكانة القرآن في قلوب المسلمين لإضعافهم بعدما تأكد الجميع أن أمة الإسلام عزت وسادت وشيدت أعظم حضارة عرفتها الإنسانية عندما تمسكت بكتاب الله في كل أمورها، وأنها لم تهن وتتراجع إلا عندما أهملت العناية بالقرآن الكريم.. وانساقت وراء مذاهب وضعية وأفكار مستوردة.
واسترسل فضيلته قائلاً: إن القرآن الكريم هو التبيان والفرقان والروح والذكر، هدى للمتقين، ورحمة للمؤمنين، آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وذكر لمن كان له قلب، أحسن الحديث، وأصدق الكلام وشفاء لما في الصدور، نعمة الله السابغة، وحجته الدامغة، نور الأبصار والبصائر، أنزله ربنا وصرفه، وعداً ووعيداً، وأمراً وزجراً، وحكماً وعلماً، ورحمة وعدلاً، كتاب لا تفنى عجائبه، وبحر لا يدرك غوره، وكنز لا تنفذ درره، وغيث لا تقلع عن المدرار سحائبه، أنزله ربنا لنقرأه تدبراً، ونتأمله تبصراً، ونسعد به ذكراً، ونلتزم بأوامره طمعاً، ونجتنب نواهيه خوفاً، فالقلوب تحيا بمواعظه، والنفوس تطمئن بترتيله، والحياة تقوم بأحكامه، والسعادة تعم بآدابه، أسلوبه رفيع، ونظمه بديع، ولفظه معجز.
ميدان القرآن معهد، ومسجد، وبيت، ومدرسة، وسوق ومعركة، وروح وعقل، يتلى من المصاحف والصدور، في المساجد والمنازل، في الصلوات والخلوات، على ألسنة المتعبدين والمتعلمين، تلهج به الجيوش في زحفها، وتقطع به الجنوب المتجافية ليلها في محاريبها جعلته دستورها كما جعلته ذكرها.
وطالب فضيلته المتسابقين والمتسابقات بأن يتخلقوا بأخلاق القرآن الكريم في كل معاملاتهم ليكونوا بسلوكهم الطيب دعاة للخير قولاً وعملاً اقتداء بالرسول -صلى الله عليه وسلم-.. كما جاء على لسان أم المؤمنين عائشة (كان خلقه القرآن).
وفي ختام تصريحه، سأل معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، الله سبحانه وتعالى أن يجزي ولاة أمر هذه البلاد خير الجزاء لما قاموا ويقومون به من أعمال جليلة ومتواصلة لخدمة كتاب الله الكريم وسنة رسوله عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، حفظ كتابه، ونصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، مثنياً على الدور الذي تؤديه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تنظيم العديد من المسابقات القرآنية على الصعيدين المحلي والدولي، حفزاً للأبناء والبنات للإقبال على القرآن الكريم، بتلاوته، وحفظه، وتجويده، والالتزام بأحكامه، والتأدب بآدابه.
|