Tuesday 4th May,200411541العددالثلاثاء 15 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلادنا وحلق القرآن الكريم بلادنا وحلق القرآن الكريم
فهد بن مطني القمعان ( * )

لعل ما تمتاز به هذه البقعة المباركة أن خصها الله من بين بلاده لتكون منبراً للدعوة إلى الله ومشعل نور يهتدى به إلى معرفة الله وتقديره حق قدره، هذه هي رسالتنا في هذه البلاد.
فإن لم تكن هذه رسالتنا فأي حياة نحياها تغنينا عن النهل من معين كتاب الله الذي لا ينضب، وإذا كان الهدهد قد أوجد له رسالة في أعظم مملكة على وجه هذه البسيطة {وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} على حين أن أصغر مخلوقات الله وهي النملة قد أوجدت لها رسالة سامية لأمة النمل حينما قالت { قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } فاختصها الله بسورة تتلى إلى يوم القيامة إجلالاً لمملكة النمل التي كل منا يهمش دورها لصغرها في عيوننا.
ولذا كان على كل واحد منا مهما صغر شأنه أن يوجد له رسالة سامية عظيمة بين أمته سواءً على مستوى الأفراد، أو على مستوى الشعوب كيف لا ونحن أمة اختصها الله بأعظم رسالة وأنزل عليها أفصح كتاب، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
إن بلاداً تحتضن بين جنباتها المسجد الحرام والمسجد النبوي لخليقة بأن تقود هذه الأمة المسلمة قيادة فذة من خلال منهجها وشرعتها.
بلاد قامت على كتاب الله وجعلته نبراساً لها في أمورها، لذا كانت رسالتها هي أعظم رسالة ألا وهي تحفيظ كتاب الله وتعليمه للنشء، فأنشأت جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وحلق العلم لتعليم الشباب قراءة كتاب الله قراءة صحيحة في بيوت الله.
لقد استشعرت بلادنا عظم مسؤولية الرسالة الملقاة عليها، فتنوعت قنوات الاهتمام بكتاب الله، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف المقروء والمسموع والمترجم.. أقسام القرآن وعلومه في الجامعات والكليات، مدارس تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة التربية، حلقات تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، كذلك المسابقات المحلية والدولية..وإن المسلم ليسر عندما يرى براعم الإيمان وشباب الإسلام تعج بهم المساجد في حلق تتلو كتاب الله صباح مساء، وتقرؤه على الصدور في خشوع وسكينة، فتلك المساجد لها دوي كدوي النحل.
ولعل وزارة الشؤون الإسلامية قد قطعت في خدمة كتاب الله شوطاً كبيراً من خلال الإشراف على جمعيات التحفيظ، وعلى المسابقات المحلية والدولية، ومنها مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- وكذلك مسابقة الملك عبدالعزيز- رحمه الله- ورصد الجوائز لها وتذليل الصعوبات.
أخي القارئ نسمع بين الفينة والفينة من يتهم بلادنا ومناهجنا وحلق تحفيظ القرآن بالإرهاب والتطرف، فأين التطرف في تعليم كتاب الله، والعكوف على حفظه وتدريسه، بل إن حفظ كتاب الله يدعو إلى التعقل والبصيرة والفهم الواعي ومعرفة خوافي الأمور وبواطنها، وإن شئت فقل القرآن هو المربي والمعلم، فإن سألت عن منهجي ومعلمي فاقرأ قوله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي}.
وقد ورد في الحديث من حفظ القرآن حاز النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه وقال- صلى الله عليه وسلم- إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن وإكرام ذي السلطان المقسط.
ولعلي أتساءل من أين تخرج علماؤنا الفضلاء، وأين تعلم أئمتنا في الصلاة وكيف نتعلم القرآن الكريم إذا رميت تلك الحلقات بالإرهاب والتطرف هل نتخلى عن حبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به لمجرد أقاويل تلوكها الألسن.

( * ) عضو هيئة التدريس في قسم الدراسات القرآنية/كلية المعلمين حائل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved