Tuesday 4th May,200411541العددالثلاثاء 15 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اللجوء إلى تربية النعام لسد فجوة الاستهلاك المحلي في المملكة اللجوء إلى تربية النعام لسد فجوة الاستهلاك المحلي في المملكة
انخفاض تكلفتها الاقتصادية وتكاثرها السريع يجعلان منها خياراً مناسباً

* الرياض - ميرال فهمي - رويترز:
بعد عشرات السنين من اختفاء النعام من المملكة العربية السعودية عادت تلك الطيور بقوة إلى صحارى المملكة لتقديم لحومها باعتبارها منخفضة الدهون. ونظرا لمخاوف من جنون البقر والأمراض التي تصيب الأغنام وانفلونزا الطيور التي تقضي على الدواجن أصبح عشرات المزارعين في المملكة وهي واحدة من أكبر مستوردي اللحوم والماشية والدواجن في الشرق الأوسط يقبلون على تربية النعام لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
كما تربى تلك الطيور الضخمة للحصول على جلودها وريشها ولكن هذا النشاط ما زال في طور المهد مقارنة بالمنتجين في جنوب افريقيا رائدة السوق العالمية.
قال منصور الكريدس مدير إدارة الثروة الحيوانية في الغرفة التجارية السعودية (النعام جزء من خطتنا للتنوع والحد من الاعتماد على الواردات).
وأضاف (إنها تناسب مناخنا الصحراوي وهي لحوم حمراء صحية لا يصيبها الكثير من الأمراض بخلاف الاغنام والأبقار. ونحن نريد تقليد جنوب افريقيا ولكن صناعتنا ما زالت في الأطوار الأولى.
ويحتم النمو السكاني السريع في السعودية التي يسكنها 24 مليون نسمة والمناخ الصحراوي القاسي استيراد أغلب حاجة السكان من الغذاء.
وفي عام 2003 أظهرت إحصاءات رسمية أنها استوردت لحوما وماشية بقيمة ثمانية مليارات دولار وأكثر من 35 ألف طن من الدواجن أي ما يوازي نحو 40 في المئة من الاستهلاك المحلي.
وفي الماضي كانت المملكة تشتري لحومها أساسا من استراليا والولايات المتحدة والبرازيل وبعض الدول الآسيوية ولكن تفشي أمراض في الآونة الأخيرة في الأغنام والماشية والطيور جعل السلطات تحظر الاستيراد من الكثير من الدول.
ويأمل مربو النعام أن يترجم هذا إلى نشاط تجاري كبير وإقناع السعوديين غير المتحمسين بالإقبال على منتجاتهم. كان النعام يسكن في شبه الجزيرة العربية في وقت سابق حتى منتصف القرن العشرين، حيث كان يجري صيدها للحصول على لحومها وجلودها التي تستخدم في صنع ملابس واقية.
وكان تحمل تلك الطيور لدرجات الحرارة الشديدة الارتفاع عاملا مساعدا في إعادة إدخالها إلى السعودية قبل نحو عشر سنوات وأصبحت المملكة تضم الآن أكثر من 40 مزرعة للنعام.
ويقول خبراء: إن تربية النعام الذي يشبه لحمه في الطعم والملمس لحم العجول والأبقار اقتصادية جدا نظرا للقلة النسبية للعلف المقدم إليها. وبخلاف الأبقار فإن النعام تنتج الكثير من الفراخ سنويا كما أنها تنمو سريعا بحيث يصبح من الممكن ذبحها أسرع من العجول.
وتدير شركة الراجحي (الوطنية) العملاقة للدواجن أكبر مزرعة للنعام في المملكة والتي بدأت تربية النعام قبل ثماني سنوات ولديها حاليا خمسة آلاف طائر.
قال عبد الرحمن الدهيمش المدير العام لقسم التربية الحيوانية بالشركة (أغلب ما ننتج يوجه للسوق المحلية وارتفعت المبيعات مقارنة بسنوات قليلة ماضية بسبب الأنباء عن أمراض الأبقار والدواجن).
وأضاف (نحن نذبح ما بين 50 و70 نعامة أسبوعيا ومن هذا العدد تصدر نسبة صغيرة فقط إلى دول الخليج المجاورة واليابان. وأغلب عملائنا هم الفنادق نظرا لأن المواطنين لم يعتادوا بعد على لحم النعام. وللحوم النعام شعبية في الكثير من أنحاء العالم نظرا لانخفاض نسب الدهون والكولسترول. ولكن في السعودية لم يمثل لحم النعام إلا خمسة في المائة من الاستهلاك المحلي عام 2002.
ويصل الطلب على اللحوم سواء كانت اللحوم البيضاء أو الحمراء إلى الذروة خلال موسم الحج.
كما يرتفع استهلاك اللحوم بشدة خلال شهر رمضان. ولكن النعام نادرا ما يكون ضيفا على موائد السعوديين بالرغم من أن سعر التجزئة للكيلوجرام لا يزيد أكثر من عشرة ريالات فقط (ثلاثة دولارات) عن سعر اللحم البقري أو الضأن في المتاجر الكبيرة في العاصمة، وفي الكثير من أجزاء العالم تعامل لحوم النعام على أنها رفاهية.
قال مارتن انجلمير رئيس الطهاة في أحد فنادق الخمس نجوم بالرياض (هناك عدد محدود يأتي خصيصا لتناول لحم النعام ولكن عددهم قليل وعلى فترات متباعدة... السعوديون ليسوا معتادين عليه).
وقال عبد الرحمن الخضير رئيس صحراء النعام وهي ثاني أكبر مرزعة للنعام في المملكة إن أغلب السعوديين يتحاشون لحوم النعام لأنهم لا يعلمون طريقة طهيها.
والحل الذي يطرحه هو إدخال لحوم نعام نصف مطهوة مثل البيرجر والمعجنات المحشوة باللحوم إلى السوق. كما ستفتح صحراء النعام مطعما في الرياض قريبا لن يقدم إلا الوجبات التي تعتمد أساسا على لحوم النعام مثل الكباب والكبسة.
وأضاف الخضير الذي استثمر 15 مليون ريال في تحويل مزرعته التي كانت مزرعة قمح إلى إنتاج النعام والتي تضم نحو ثلاثة آلاف نعامة (يحتاج المجتمع إلى شيء جديد وصحي ولهذا السبب نحن نقوم بهذا العمل).
وأردف قائلا: سوقنا المحلية هائلة... نحن نستورد نحو 80 في المائة من حاجتنا من اللحوم ولهذا السبب فإن الشيء المنطقي هو سد الفجوة بالإنتاج المحلي. كنا في الماضي بلدا يربى فيه النعام وأعتقد أنه مع ظهور المزيد من المزارع سنعود إلى سيرتنا الأولى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved