وجه الليكوديون صفعة قوية لرئيسهم أرييل شارون.. ولامست الصفعة أيضاً خدّ الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعد رفض خطة شارون الخاصة بالانسحاب من غزة في الاستفتاء الذي تم يوم الأحد الماضي مما يعني سقوط رهان شارون وبوش معاً، ويذهب السفير الإسرائيلي في واشنطن داني أيالون إلى أبعد من ذلك، إذ يكشف أن موظفين كباراً في البيت الأبيض قد أبلغوه أن الرئيس بوش قد يعيد النظر في الضمانات التي أعطيت لشارون مقابل فك الارتباط مشيرين إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر خطة الفصل جزءاً لا يتجزأ من التزام بوش..وأن رفض حزب رئيس الحكومة الإسرائيلية الخطة قد يؤدي إلى جمود في المساعي السياسية وإلى تراجع واشنطن عن الالتزامات التي قدمتها لإسرائيل الواردة في رسالة الرئيس الأمريكي إلى شارون .
ومع أن نتيجة تصويت حزب الليكود غير ملزمة لشارون، إذ أمامه خطوتان أخريان، وهما الحصول على تأييد الخطة في مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي يشكل الوزراء الأعضاء في حزب الليكود الأكثرية فيه، وإذا لم يحصل على موافقة ودعم مجلس الوزراء فأمامه الكنيست الإسرائيلي الذي قد يقف مع أنصاره من الليكوديين أعضاء حزب العمل وحزب ميرتس وبعض الأحزاب اليسارية الصهيونية.
ولكن ومع كل الخيارات السابقة إلا أن نتيجة الاستفتاء تشكل فعلاً صفعة قوية لشارون لأن حزبه الذي اعتمد عليه في الوصول إلى رئاسة الحكومة وإلى قيادة إسرائيل يرفض خطته وهو في هذه الحالة عليه أن يبتعد عن أنصاره ويستنجد بأنصار الأحزاب الأخرى, أو يتجه إلى الناخبين الإسرائيليين عموماً في استفتاء عام نتيجته مضمونة سلفاً لتأييد اليسار ونصف اليمين.. وهذا يعني أن شارون فقد ثقة القاعدة العريضة من أعضاء حزبه، فإذا ما رفضت الحكومة تأييد خطته فيفترض -حفظاً للوجه وتاريخه السياسي إذا كان يهتم بمثل هذه الأمور- أن يبادر إلى حل الحكومة الإسرائيلية الائتلافية التي يسيطر عليها حزب الليكود والذهاب إلى انتخابات عامة قد تطيح بحزب الليكود وتعيد حزب العمل.
|