* بغداد - واشنطن - لندن - الوكالات:
قال مسؤول عسكري أمريكي كبير أمس الاثنين ان الجيش الأمريكي أنب ستة من كبار الضباط وضباط الصف فيما يتعلق بانتهاك حقوق السجناء في سجن أبو غريب خارج بغداد. ويأتي الإعلان عقب تحقيق اداري أمر به الليفتنانت جنرال ريكاردو سانشيز قائد القوات الامريكية في العراق بشأن انتهاك حقوق المحتجزين في سجن أبو غريب.
ويجري تحقيق جنائي بالفعل مع ستة جنود آخرين لدورهم في الانتهاك. وقال المسؤول الأمريكي ان التأنيبات سرية ولن تعلن تفاصيل عن أسماء او رتب المعاقبين.
وتلقى شخص سابع خطاب لوم أخف فيما يتعلق بنفس الحادث.
من جهة اخرى أكد جنديان بريطانيان لصحيفة (أديلي ميرور) التي زوداها بصور نشرت السبت لسجين عراقي يعذب على ايدي عسكري بريطاني انهما قالا الحقيقة في وقت شكك فيه خبراء في صحة هذه الوثائق. وقال الجنديان اللذان رفضا الكشف عن اسمهما (نصر على كل كلمة في روايتنا. ان الصور حقيقية).ونقلت الصحيفة عن أحدهما القول (لقد حصل ذلك، انها ليست مزحة والجيش يعلم انه حصل اكثر من ذلك بكثير). واكد الاثنان ايضا ان (الجيش يعلم بوجود صور لحوادث اخرى) مماثلة. وقال الجندي حسب الصحيفة (لقد كنت هناك، ورأيت ما حصل).ونشرت الصحيفة السبت عدة صور تظهر اسيراً عراقياً مقنعاً يهدده جندي بريطاني برشاشه ويبول عليه. ورداً على اسئلة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اعتبرت مصادر عسكرية مقربة من كتيبة لانكشير الملكية المستهدفة بهذه الصور والمنتشرة في محيط البصرة ان عدة مؤشرات تثير شكوكا حول صحة الصور.
وعمدت الصحافة البريطانية أمس الاثنين ايضاً مستندة الى آراء خبراء عسكريين لتحليل الصور وابدت شكوكاً في صحتها. وبعد ان نفى نشر صور (متلاعب بها) عبر رئيس تحرير (أديلي ميرور) بيرس مورغان الأحد عن (اقتناعه بصدقيتها). وقال ان (هذين الجنديين شعرا بأنهما ملزمان بالكشف عما يعتقدان انه ظالم وان ذلك كان ليظهر في وقت او في آخر).
وقال ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ردا على أسئلة وكالة فرانس برس (سننتظر نتيجة تحقيق الشرطة العسكرية الملكية، ولن نطلق تكهنات( حول صحة هذه الصور).
واضاف أن الضباط المكلفين التحقيق موجودون في قبرص.
وكان الجنرال مايكل جاكسون رئيس هيئة الأركان البريطاني في لندن اعلن ان (كل المزاعم قيد الدرس). وقال الناطق باسم وزارة الدفاع ان (تحقيقات اخرى تجري منذ بعض الوقت حول حوادث اخرى) متعلقة باتهامات حول سوء معاملة عراقيين.
واثارت التايمز أمس الاثنين عشر حالات اخرى لمدنيين عراقيين (بينهم سبعة توفوا) بعدما أفادت معلومات عن تعرضهم لسوء معاملة من قبل (عسكريين بريطانيين).
واكد الناطق باسم وزارة الدفاع رداً على أسئلة وكالة فرانس برس ان (عشرة حوادث من هذا النوع سجلت خلال السنة الماضية وادت الى فتح تحقيق). وقال ان (خمسة تحقيقات انتهت فيما لا تزال خمسة أخرى جارية).
من جهتها أعلن الرئيس السابق لفريق التفتيش في العراق دايفيد كاي أن فرضية انسحاب قوات التحالف من العراق قد تعززت بعد نشر صور عن تعذيب الأسرى العراقيين على يد بعض الجنود البريطانيين والاميركيين. وكان فريق التفتيش في العراق يضم مجموعة من الخبراء الأميركيين للعثور على أسلحة دمار شامل في العراق. وقال كاي في مقابلة مع إذاعة بي.بي.سي (نحن في الواقع نواجه وضعاً صعباً)، مؤكدا ان على قوات التحالف إما ان تقرر البقاء في العراق او الاعتراف بأنها أصبحت (جزءاً من المشكلة) ما يحتم عليها الانسحاب.
واكد كاي ان هذا الخيار الأخير (قد تعزز كثيرا على الأرجح هذا الأسبوع بعد نشر تلك الصور المزعجة والتي تكشف عن معاملة بالغة السوء للأسرى العراقيين).
وأضاف (إلا إذا حصل تغيير او تطور سريع للوضع الأمني في العراق، فان الدعوات الى سحب القوات ستزداد في الولايات المتحدة). وقد استقال كاي من منصبه في رئاسة فريق التفتيش في العراق في كانون الثاني - يناير الماضي، (لأسباب شخصية) كما أعلن رسمياً.
| 
