إن البيت هو المدرسة الأولى يتعلم فيه الطفل أولى المبادئ وفيه تتبلور أولى مقومات شخصيته فإن كان البيت لديه من القدرة على تفهم واقع الطفل في مراحل نموه المبكرة مستعملا معه الوسائل الكفيلة لتقويم شخصيته وبلورة القيم الإسلامية والعلمية عن طريق استعمال وسائل الإقناع أمكن للطفل أن يخرج من هذه المدرسة وهو يتمتع بقسط كبير من الشخصية وسلامتها مبتعدا عن معظم العقد النفسية التي تقضي على شخصيته المستقيمة..
والعكس بالعكس فإن كان البيت لا يهتم بتربيته مستعملا القسوة معه تاركا أمر تنشئته منذ الصغر أصبح من الصعوبة بمكان أن نعالج هذه المشاكل وعلينا نحن تحقيق أهداف ثلاثة تربوية واجتماعية وعلمية، وقد درست باهتمام بالغ من قبل أخصائيين في مختلف فروع العلم والمعرفة وهذه الأهداف نابعة من القيم الاجتماعية المدروسة والتي يمكن تحديدها في ثلاث نواح هي:
أولا: الأهداف التربوية التي نادى بها القرآن الكريم والسنة النبوية والسلف الصالح وتعمد هذه على تربية النشء عليها وتنميتها وترسيخها في نفوسهم وذلك كالصدق والصراحة والأمانة والأخوة الصادقة وقبل كل شيء إطاعة الله سبحانه وتعالى والابتعاد عن المعاصي والرذائل وحب الخير والإيثار والتعاون في سبيل تحقيق المصلحة العامة للمجتمع.
ثانياً: الأهداف الاجتماعية التي تميزت بها أمتنا من شجاعة أدبية ووسائل أخلاقية ميزت أمتنا عن باقي الأمم.
ثالثا: الاستفادة من الخبرات والتجارب والنظريات العلمية والتربوية التي جاء بها العلماء المختلفون في مجال اختصاصاتهم والتي يمكن تطويرها.
وذلك وفق حاجات مجتمعنا وقيمه وعاداته ومثله الإسلامية التي هي أفضل نظام وأكمله والذي يسير بالمجتمع نحو التقدم والرقي الحضاري. إن هذه الأهداف والوسائل التي يمكن أن تربي الناشئة عليها والتي تدفع مجتمعنا نحو التطور لا يمكن أن تقوم بها مؤسسة اجتماعية واحدة وإنما يجب أن تتضافر كل الجهود والامكانيات لكي يمكن أن تجد النية الصالحة لنموها وازدهارها.
|