لست من محرري الصحف ولا أملك القلم الذي يحتاجه كتاب المقالات.. ولا أذكر أنني كتبت في أي موضوع قبل اليوم في صحيفة أو مجلة ولكن لا بد لي اليوم من الكتابة أنه شعور خفي يدفعني لأن أمسك بالقلم وأخط بعض السطور إلى قراء هذه الجريدة.
لقد خطرت لي فكرة الكتابة وأنا جالس على مقعدي في طائرة الخطوط العربية السعودية المتجهة من بيروت إلى الرياض من قبل عدة أيام.
لقد كان نظري معلقا في الأفق عبر نافذة الطائرة أفكر بصمت دونما أن يعلم أحد بالأفكار التي كانت تراودني، لقد كنت أعود بذاكرتي إلى عدة أيام خلت عندما كنت مع بعض الأصدقاء أتمشى في شوارع بيروت. لقد كنا أربعة أحدهم سوري والباقون من لبنان الشقيق، وفي إحدى ساحات لبنان لفت نظرنا مكان مزدحم بالناس وصوت رجل يتكلم عبر مكبرات الصوت من داخل مبنى مزدان بالأعلام والأضواء، وسألت عما يجري في هذا الكان فقال لي أحد اللبنانيين أنه مشروع مسجد محمد الأمين فالناس يتبرعون هنا للمساهمة في بناء هذا المسجد، فاقتربنا إلى هناك لكي نستطلع عن هذا المشروع ونتبرع ببعض المال.
وقبل دخولنا قال أحد الأشخاص الذين يرافقونني أن مشروعا كهذا يحتاج إلى مساعدة كل المسلمين في كل مكان، كلمة قالها على الهامش ثم دخلنا إلى المبنى وهناك لمحت على الجدار صورة صاحب الجلالة الملك فيصل حفظه الله.. وبعد ذلك أخذت أتمشى في أرجاء المبنى أتفقد صور المشروع بينما كان الميكرفون ينقل الينا صوت المذيع وهو يوضح فكرة المشروع وما يحتاجه من أموال، ثم أخذ يذكر أسماء بعض الملوك والرؤساء المتبرعين والأموال التي تبرعوا بها ومن الأرقام التي أذكرها 150 ألف ليرة لبنانية 190 ألف ليرة لبنانية 86 ألف ليرة لبنانية، وبعد قليل ارتفع صوت الرجل ليقول بالحرف الواحد (لقد كان على رأس المتبرعين صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، فلقد تبرع بمليون ومائتي الف ليرة لبنانية).
وكررها الرجل عدة مرات ونظرت إلى أصدقائي نظرة إعجاب لأنني من رعايا هذا المليك الكريم العظيم، وشعرت بأنني سيد الموقف، فشكرا لك يا مليكي شكرا لك على هذا الكرم العظيم.
وسوف يشيد هذا المسجد بعون الله ويبقى على مر الزمن يحكي للأجيال عن كرم الرجال.
وأخيرا فإنني أتجه إلى العلي القدير أن يطيل عمر صاحب الجلالة ويبقيه ذخرا لنا وللعروبة والإسلام.
|