بدء محاكمة مجرمي الحرب في اليابان

في مثل هذا اليوم 3 مايو من عام 1946م، بدأت المحاكمات العسكرية الدولية للشرق الأقصى في طوكيو باليابان جلسات الاستماع لقضايا مقامة ضد 28 من المسئولين اليابانيين العسكريين والحكوميين لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، إبَّان الحرب العالمية الثانية.وفي 4 نوفمبر-تشرين الثاني عام 1948 انتهت المحاكمة بإثبات التهم المنسوبة إلى 25 مسئولا من الـ28 والثلاثة الباقون توفي اثنان منهم وأُصيب الثالث بحالة من الجنون.
وفي نوفمبر أصدرت محاكم جرائم الحرب حكماً بالإعدام على 7 أفراد من بينهم الجنرال هيدكي توجو، الذي شغل منصب رئيس الوزراء الياباني خلال فترة الحرب، وآخرين مثل إيوان ماتسوي الذي نظم اغتصاب نانكينج، وهيتارو كيمورا الذي تعامل بوحشية مع أسرى الحرب. كما حُكم على 60 شخصاً آخرين بالسجن مدى الحياة وحُكم على اثنين بالسجن لفترات أقل. وفي 23 ديسمبر- كانون الأول 1948 تم تنفيذ حُكم الإعدام في توجو وستة آخرين في طوكيو.وبخلاف محاكمة نورمبرج لمجرمي الحرب النازيين، حيث كان هناك أربعة نواب عامين رئيسيين يمثلون بريطانيا العظمى وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، كانت محكمة طوكيو تتكون من نائب عام واحد رئيسي فقط وهو الأمريكي جوزيف ب. كينان المساعد السابق للمدعي العام الأمريكي. ومع ذلك شاركت بعض الدول الأخرى مثل الصين في إجراءات الدعاوى وترأس المحكمة القاضي الأسترالي فلاد ويب.
وبالإضافة إلى محاكمة طوكيو المركزية، كان هناك محكمات مختلفة خارج اليابان حكمت على حوالي 500 ياباني واتهمتهم بجرائم حرب ونُفّذ حُكم الإعدام في أكثر من 900 فرد منهم.
واعتقد بعض المراقبين أنه كان من الواجب محاكمة الإمبراطور هيروهيتو لموافقته الضمنية على السياسة اليابانية خلال الحرب، بيد أن السلطات الأمريكية وفرت له الحماية اللازمة واعتبرته رمزاً للوحدة والمحافظة اليابانية وهما سمتان مستحسنتان من وجهة النظر الأمريكية بعد الحرب.