مع تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة، تنتشر أمراض الحساسية بين الأطفال، إضافة إلى أسباب أخرى مسببة لهذه الحساسية، مثل التلوث البيئي، وتناول بعض الأطعمة..
لكن كيف تحدث هذه الحساسية، وماهي أنواعها، وماهي أفضل طرق الوقاية منها؟
د.محمد ميسرة استشاري الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الحمادي بالرياض، يجيب عن هذه التساؤلات من خلال هذا الحوار..
*****
فيقول: بداية يجب أن نعرف بعض الحقائق التي تساعد على فهم معنى الحساسية، إلى جانب بعض الأمراض التي تكون الحساسية سبباً مباشراً في حدوثها، إضافة إلى سبل تشخيصها وطرق التعايش معها وتفاديها، والحساسية تعني التدخل غير الطبيعي لجهاز المناعة الذي ينتج عنه أجسام مضادة لمقاومة ذلك العنصر غير المقبول لدى الجسم بغض النظر عن كم تواجده في الجسم، ويعتبر العامل الوراثي من مسببات الحساسية عامة بالإضافة إلى عوامل أخرى، على سبيل المثال كثرة المواد الحافظة، والمواد الإضافية التي تدخل في تصنيع بعض الأغذية التي يتناولها الأطفال بكثرة، والتلوث البيئي وكثرة العطور ومستحضرات التجميل، وتغيرات الطبيعة (المناخ).
* وهل تختلف الحساسية باختلاف العامل المسبب لها؟ وماهي أنواعها؟
- أنواع ومسببات الحساسية كثيرة، منها: حساسية الأطعمة، حساسية الصدر، حساسية الجلد، حمى القش، وعلى سبيل المثال حساسية الأطعمة: كثيراً ما يكون تناول بعض المواد الغذائية سبباً في ظهورها كحليب الأبقار ومشتقاته، والبيض، وبعض الحمضيات، والموز، والقمح، والمكسرات، والأسماك، واللحوم، والطيور، وعادة مايكون الرضع أقل تحسساً للطعام خاصة عند تأخير إعطاء بعض المواد الغذائية المسببة للحساسية مثل حليب الأبقار كعامل مساعد لحليب الأم، وكذلك الإدخال المبكر لبعض الأطعمة كالبيض والقمح، ولذلك فإن من مصلحة الطفل الاعتماد على حليب الأم أطول فترة ممكنة مع اتباع بعض الإرشادات الخاصة بتغذية الطفل.
* ماهي هذه الإرشادات التي تنصح بها الأمهات لتجنب إصابة أطفالهن بالحساسية؟
- ننصح كل أم أن تقدم لابنها ابتداء من الشهر السادس : الخضراوات والفواكه (غير الحمضيات) والأرز واللحم والدجاج، ومن الشهر الثاني عشر: الأطعمة التي تحتوي على القمح والمكرونة والخبز والبسكويت، وبعد العام الأول: من الممكن أن تقدم له حليب الأبقار الطازج.
* وهل ثمة أعراض للحساسية الناتجة عن تناول الرضع لبعض الأغذية؟
- أعراض هذا النوع من الحساسية، التي تنتج بعد تناول المواد المسببة مباشرة في معظم الأحيان يمكن تلخيصها في حدوث تورم مع الحكة في الشفاه والفم، وقد تظهر علامات حساسية في مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر والجلد، كذلك حدوث مغص وقيء وغازات وإسهال - وبطء نمو، وذلك بسبب سوء الامتصاص، يضاف لذلك النشاط غير الطبيعي للطفل، وحدوث تحسس شديد مباشر.
* وماهي وسائل تشخيص هذه الحساسية وعلاجها؟
- لتشخيص هذه الحساسية يمكن إجراء بعض التحاليل الخاصة، والتي يمكن استشارة الطبيب فيها، ولما كان العلاج الأمثل لهذه الحساسية هو تفادي مسبباتها، لذا ننصح بتحري مكونات الأطعمة المختلفة التي يتناولها الأطفال، وتجنب بعض الأطعمة (كالبيض وحليب الأبقار) خاصة في السنوات الأولى، مع مراعاة عدم إعطاء تطعيم M.M.R لمن يعانون من حساسية تجاه البيض إلا تحت إشراف طبي دقيق، وتقديم أطعمة بديلة كالفواكه مثل التفاح والعنب والخوخ والكمثرى والبرقوق، واللحوم مثل لحم الضأن والديك الرومي، والخضراوات مثل البطاطس، والأرز والبازلاء والكوسا، والحبوب كالشعير والشوفان.
* وماذا عن حساسية الصدر؟
- حساسية الصدر أو (الربو): أن من أكثر أسباب تردد الأطفال على عيادات الأطباء حيث يعاني الطفل من الكحة المزمنة التي تختلف شدتها من حين لآخر، ومع إقصاء المسببات الأخرى للكحة نجد أن حساسية الصدر من أهم هذه المسببات، وحسب دراسة ميدانية أجريت في المملكة، وجد أنه حوالي 10% من طلبة المدارس في الرياض يعانون من الربو، وتزداد هذه النسبة إلى 13% بين طلبة المدارس في جدة والقصيم، وتكون أكثرها ازدياداً في أبها حيث تصل النسبة إلى 17%، وترجع هذه النسب إلى عوامل طبيعية ووراثية، وكذلك كثرة التعرض للمواد ذات العلاقة المباشرة بحدوث الربو.
* وماهي أبرز أعراض حساسية الصدر وضوحاً؟
- تتفاوت أعراض الربو في شدتها حسب درجة ضيق الشعب الهوائية، ومن أبرز الأعراض وأكثرها شيوعاً الكحة المتكررة، والشعور بضيق التنفس مع وجود التصفير في الصدر، كذلك المعاناة من نوع آخر من الحساسية في الجسم حيث لوحظ أن نسبة 80% من المصابين بحساسية الصدر يعانون من نوع آخر من الحساسية مثل حساسية الجلد، بينما يعاني آخرون من حمى القش، ويعتبر التاريخ المرضي من أهم سبل تشخيص هذا النوع من الحساسية، إضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى كأشعة الصدر، وبعض التحاليل المخبرية.
* وماذا عن العلاج؟
- يتم علاج حساسية الصدر حسب شدة المرض، فهناك علاج للحالة الحادة والعلاج الوقائي، وهنا يكمن واجب الطبيب في توضيح الخطة الكاملة للعلاج موضحاً الأعراض الجانبية للعلاج المتبع، ومن أجل سلامة المريض لابد للأهل من اتباع إرشادات الطبيب دون إهمال أو تدخل.
* يصاب كثير من الأطفال بحساسية الجلد، فماذا عن الوقاية وعلاج هذا النوع من الحساسية؟
- حساسية الجلد: هو التهاب مزمن مختلف الدرجات يؤدي إلى الحكة واختلاف طبيعة الجلد من خشونة وتشققات والتهابات جرثومية ثانوية، وهذا الالتهاب يصيب حوالي 3% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، 60% منهم في السنة الأولى من العمر، ويعتمد مكان الإصابة على عمر الطفل ففي العام الأول، تكون أكثر الأماكن إصابة هى الوجه والجذع وخلف الركبة وعلى السطح الداخلي لليدين، وبعد العام الأول: تكثر الإصابة في السطح الداخلي لليدين والساقين، ومن الأعراض الأخرى لهذه الحساسية شحوب الوجه مع وجود هالة أسفل العينين، ويتلخص العلاج بالنسبة لحساسية الجلد في مداوة الحكة إضافة إلى ملطفات للجلد، ومراهم خاصة مثل الكورتيزون المختلف التركيز، وقد يفيد استبعاد بعض الأطعمة المساعدة على زيادة الحساسية في شفاء 10-30% من الحالات ويتم اختفاء المرض في 80% من الحالات في العام الأول، و90% خلال الخمس سنوات الأولى من العمر .
|