لم يكن مفاجئاً لأي متابع لمنافساتنا الكروية ذلك الذي حدث بين لاعبي الأهلي والاتحاد بعد نهاية مباراتهما في دوري أبطال العرب، فقد كان هناك شحن للقلوب وحقن للنفوس خلال الفترة غير القصيرة الماضية من قِبل أطراف فاعلة ومؤثرة متعددة في الوسط الرياضي.
وسبق لسمو الأمير خالد بن عبدالله ان حذّر من تلك التجاوزات والتصعيدات التي كان ينتهجها البعض وحذّر من عواقبها وهاهي رؤية سموه تثبت واستشرافه للمستقبل يصدق.
لقد كانت الصحافة الرياضية تُتهم دوماً بأنها العامل الرئيسي الأول لنشر التعصب بين الرياضيين.. وكانت الأحداث تثبت دوماً براءة الصحافة وان المسؤول الأول عن نشر التعصب وإثارة النفوس واحتقانها هم إداريو الأندية.
نعم، فالصحافة تمارس دورها في النقد وكشف الأخطاء وإذا كان هناك من يعتبر النقد الموجه لناديه تعصباً فذلك شأنه.. ولكن الصحافة لم تكتب يوماً بأن (ذلك الحكم مرتشٍ) أو (ذلك النادي رشا) أو أن (انتصارات ذلك الفريق تُعد في المكاتب) او ان (ذلك النادي هو نادي التحكيم) أو (نتمنى تدهور ذلك الفريق) أو (لن نمنح ذلك الإداري شرف دخول نادينا).
كل ذلك الكلام (المقيت) الخارج عن مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف والمؤجج للنفوس والمُترع بجرعات التعصب مصدره إداريو الأندية.. ليس كلهم ولكن فئة منهم وهي فئة عُرفت بحبها للشهرة والأضواء والإدلاء بالتصريحات الإعلامية في كل الوسائل.
لذلك يلجأ أولئك الإداريون لمثل تلك الأقاويل المفخّمة بعبارات التعصب والسخرية من الآخرين واستفزازهم بشكل غير معقول أو مقبول.
إننا قبل أن نطالب بمجازاة اللاعبين وانزال أشد العقوبات بحقهم يجب أن نتنبه لأولئك الإداريين ونوقفهم عند حدودهم حتى لو أدى الأمر الى استبعادهم من الوسط الرياضي كاملاً.
وإذا كان ذلك (الكلام) المؤجج للفتن والمُوغر للصدور هو ما يصدر علانية من اولئك الإداريين وهو ما يعتبرونه مُباحاً فإن ما يقولونه في الغرفة المغلقة وأمام اللاعبين أشد وأفظع، وذلك هو الذي يؤدي الى شحن اللاعبين أثناء المباريات وبعدها ويقود بعضهم لارتكاب الفظائع والحماقات بالاعتداء على الحكام مثلاً أو على لاعبي الفرق الأخرى ولا يجدون غضاضة حتى في استخدام عصي الرايات لضرب المنافسين.
أعود وأقول إننا يجب ألا نبسط ونسطح ما حدث بعد مباراة الاتحاد والأهلي ونقول: (شوية عيال وغلطوا) أو نقول ان ما حدث كان بسبب غضب لاعب او استفزاز آخر، فالموضوع أكبر من ذلك بكثير وأبعد وإذا لم يعالج من جذوره ومنابعه فإن المستقبل لا يبشر بخير وعلينا ان نتوقع الأسوأ.
|