Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عذاريب عذاريب
أين أنتم من وعي سلطان؟!
عبدالله العجلان

سعدت وتشرفت قبل أيام بمكالمة هاتفية غالية وكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز فيها من القيم والمبادئ والرقي والحضارية الشيء الكثير؛ مما جعلني وقتها فرحاً ومبتهجاً وفخوراً، ليس فقط لأن من يتحدث معي ويكرمني بثنائه ويغمرني باطرائه ويتوجني بإعجابه واشادته وتوجيهاته مسؤول كبير ورجل دولة بحجم ومكانة وقامة الأمير سلطان بن فهد بل لأن سموه بكل ما يحمله ويعنيه اسمه وتمثله مسؤولياته جسد بوضوح وسخاء معنى الاحترام الحقيقي والتواصل الايجابي والتفاعل العملي مع ما نقدمه ونسعى إليه في رسالتنا الصحافية، وهو امتداد لما تعلمناه وتعودناه من سموه واكتشفنا بموجبه أسرار نجاحاته وروعة قيادته وتنامي وتألق منجزاته.
كان سموه منطقياً ومقنعاً، وكان متفهماً ومنصفاً وكريماً وهو يبدي ملاحظاته وينتقي عباراته بتواضع الكبار وأخلاق النبلاء حول ما كتبته الاسبوع الماضي عن بطولة دوري أبطال العرب وان وصفي لها بالتجربة الفاشلة يعد وصفاً قاسياً ولا يعبر بدقة عن أهداف ومضمون وعمر تجربة بدأت للتو ولم تنته بعد، وبالتالي من الظلم الحكم عليها مبكراً ومجملاً بالفشل، ودون الأخذ بالاعتبار انها ولدت بعد دراسات عميقة وشاملة ومتخصصة إدارياً وفنياً ومالياً كي تظهر بنتائج ومستويات أفضل مما كانت عليه في السابق.
كما ترون كان سموه محقاً ومهتماً ومبادراً في ملاحظاته.. ولم يكتف بذلك وإنما جدد ثقته ومتابعته واعجابه بما أطرحه من آراء صحافية، وشدد على ترحيبه ومطالبته للإعلام بالنقد الموجه له أو لأية جهة تقع تحت مسؤولياته شريطة أن يكون نقداً هادفاً وموضوعياً، بدليل أن ما ذكرته في نفس المقال عن تأثير العدد الكبير للفرق المشاركة في البطولة سيحظى بعناية واهتمام الاتحاد العربي لكرة القدم، حيث اشار سموه الى انه ستتم دراسة فكرة تقليص عدد المشاركين في بطولة العام المقبل.
الى كثير من المسؤولين والرؤساء والإداريين في الأندية وفي غيرها..يا من ضاقت صدورهم وانغلقت عقولهم وساءت نواياهم فلم تعد تتحمل بعض النقد وقليل الاختلاف، ها هو أمير الرياضة والشباب سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بمكانته العالية ومسؤولياته الوطنية والعربية والدولية المرموقة، يقدم لنا ولكم وللجميع نموذجاً حياً ونبراساً مضيئاً ومنهاجاً سليماً في كيفية التعامل والتفاهم والتحاور مع الرأي الآخر بعيداً عن المصادرة والتشنج وسوء الظن.. حاولوا استيعابه والاقتداء به لفائدتكم وحل مشاكلكم ومعالجة أزماتكم..!!
لعل وعسى!
منذ المباراة الأولى أمام الكويت، وحتى بعد فوزه في المباراة الثانية على العراق.. لم يساورنا ادنى شك بأن منتخبنا الأولمبي سيجد صعوبة بالغة في المنافسة على صدارة مجموعته والوصول الى أولمبياد أثينا، ليس تقليلاً من شأنه وامكاناته بقدر ما هو قياس واقعي لاوضاعه التدريبية والتنظيمية، وانطباع استباقي احترازي للقادم من مبارياته.
بعد المباراة الأولى، قلنا آنذاك ان منتخبنا عانى وسيعاني من اشكالية عدم الاستقرار وقلة الانسجام بسبب تداخل مبارياته مع مباريات الأندية في الدوري والكأس، وتأثيره السلبي على عطاء اللاعبين وعلى مستوى تحضير وإعداد المنتخب فنياً ونفسياً وكذلك تسمية واستمرار قائمته المثالية.. الأمر الذي جعلنا نقترح حينها على إدارة المنتخب امكانية ابعاد اللاعبين عن المشاركة في مباريات وحسابات أنديتهم والتفرغ التام لمنافسات وأجواء واستعدادات المنتخب الأولمبي.. لكن للأسف لم يحدث ذلك وظل الاولمبي يعاني من ذات الاشكالية طيلة مبارياته على الرغم مما يملكه من نجوم كبار افتقدوا التجانس والتهيئة والانسجام فيما بينهم للأسباب المشار إليها.
حالياً.. لا يسعنا استرجاع ما مضى، وتضاؤل حظوظنا في التأهل لا يعني ألا نتمسك بما تبقى لنا من فرصة قد تكون بإذن الله بوابة الوصول الى اثينا متى ما اعتبرنا مباراة العراق المقبلة حاسمة ومصيرية وغير قابلة لتكرار الأخطاء الإدارية والتقليعات المأساوية من المدرب (روميو)، ومتى ما وضعنا في حساباتنا احتمال ان يتعادل المنتخبان العماني والكويتي.. وكل شيء وارد..!!
حصاد الاستفزاز!
بمجرد حصوله على كأس سمو ولي العهد، انقلب كيان الاتحاد من فريق مذهل ورائع ومنضبط الى آخر مختلف في شكله ونتائجه وتصرفاته، وكأن شيئاً من البذل والتعب والانفاق والتخطيط لم يكن.. لماذا ومن المتهم في انتكاساته الأخيرة التي تجاوزت حدود الهزائم المتتالية الى حالة من الانفلات واللامبالاة..؟!
قبل فترة وبعد أن أطلق رئيس الاتحاد الأستاذ منصور البلوي تصريحه الشهير بقوله انه يتمنى تدهور الأهلي.. كتبت هنا وحذرت من وقوع الاتحاد في دوامة الغرور والتعالي واستفزاز الآخرين والانتقاص من قدرهم والاساءة إليهم، وضربت مثالاً بالهلال الذي لم تزده بطولاته وإنجازاته إلا تواضعاً لذاته واحتراماً لمنافسيه والمتحمسين لايذائه..!!
ما رأيناه في لقائه الأخير أمام الأهلي، هو نتاج طبيعي لأسلوب نفخ الذات مقابل التنديد بالأهلي ومحاولة تشويهه والاستخفاف بنجومه.. وغير ان الأهلي فاز وأبدع، نجد أن الاتحاد لم يخسر ويخفق فحسب وإنما ارتكب حماقة العنف وبشاعة الاعتداء على يد عدد من لاعبيه ممن رسموا صورة الاتحاد الجديدة القاتمة، والتي تشكلت تلقائياً من افرازات التصريحات ولغة الملاسنات..!!
مرة أخرى.. نتمنى من الاتحاديين ان يهتموا بترتيب أوراقهم وضبط أعصابهم ومقاومة انفعالاتهم وعدم التمادي بمشاكسة غيرهم، ليعود الاتحاد من جديد قوياً متألقاً مثلما نريد..!!
غرغرة
* المحافظة على الأخضر الصغير وتطويره من خلال برنامج فني طويل المدى أهم وأجدى من الاحتفاء به بانطباعات عاطفية عديمة الجدوى وسريعة الذوبان..!
* واصل الكابتن الخلوق خليل المصري نجاحاته كمدرب بارع يمثل إضافة فنية مهمة للتدريب الوطني..
* المواقف المؤلمة الأخيرة أكدت على أن اللاعب - مهما بلغت شهرته - إذا لم يبادر بنفسه بتأمين مستقبله فلا ينتظر أن يقوم ناديه بالمهمة نيابة عنه..!!
* مشكلة المدرب أحمد العجلاني أنه جاء للهلال وهو يعيش ظروف فنية صعبة وفي توقيت حرج لا يحتمل المغامرة ومبدأ اتاحة الفرصة..!
* مواجهة الحسم المقبلة.. بين عاصفة الأهلي وهدوء النصر.
* كان متوقعاً ان تسفر الأجواء الإعلامية المشحونة بين الجارين الاتحاد والأهلي عن تلك المناظر المؤذية للروح الرياضية والمشاعر الإنسانية..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved