رحم الله عثمان الدخيل وأسكنه فسيح جناته، لم تكن لي معرفة سابقة به إلا أنني في فترة التسعينيات الهجرية قد اطلعت على حركة تقدم نشطة في نادي التقدم بالمذنب، وكان الفقيد وافق على قبول المهمة الصعبة وتولَّى رئاسة النادي الذي شهد في عهده انتفاضة إيجابية على كافة المستويات، حيث بذل الكثير وضحى بوقته وصحته من أجل بناء ناديه.
ذات يوم.. وكنت خلالها أقوم بإعداد المادة التحريرية لكتاب الحركة الشبابية والرياضية في منطقة القصيم أجريت اتصالاً هاتفياً معه وطلبت تحديد موعد لمقابلته، فقال - رحمه الله - إنني في الطريق إلى القصيم، قلت: وأنا كذلك.. فهل نلتقي هناك.
رد علي ما رأيك في تأدية الصلاة عصراً بنادي التقدم.
كانت سعادتي لا توصف بمناسبة موافقته السريعة بخلاف آخرين وهم أقلية ولله الحمد يعدون سريعاً وفجأة يتخلَّفون ويخلفون وبدون سابق إنذار.
في يوم صيفي شديد الحرارة وصلت النادي رحب كثيراً بقدومي قائلاً: قد لا تصدق أن هذه الزيارة الأولى لي لبيتي الثاني بعد أن غادرت كرسي الرئاسة واستقر بي المقام في الرياض حاورته في أمور شتى عن نادي التقدم وأعتقد أنني اجتهدت في تقديمه وإبراز الدور الذي قام به.
أثناء وجودي معه في النادي كان عدد من اللاعبين صغار السن يقومون بتقبيل رأسه من باب التقدير.. كان يسأل أي لاعب عن اسمه الثلاثي وحينها يتذكر والد هذا اللاعب باعتباره أحد منسوبي النادي خلال فترة رئاسته التي كانت حافلة بالإنجازات.
ودعنا عثمان الدخيل وذكراه العطرة ستبقى خالدة في أذهاننا.. لكن السؤال الموجه لإدارة التقدم الحالية برئاسة النشط عبد الله بن محمد الشبل: هل من مبادرة إلى تكريمه بعد مماته بصورة معنوية، إنني أقترح إطلاق اسم الفقيد عثمان بن محمد الدخيل على ملعب كرة القدم بالنادي مع وضع لوحة تذكارية تضم معلومات عن سيرته الذاتية ودوره في خدمة التقدم ليطلع عليها كل زائر للنادي.
تعازينا الحارة لابنه الوحيد إسماعيل وشقيقاته ولكافة أفراد أسرة الدخيل.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }
لجنة اللاعبين القدامى
لا تزال هوية العمل التطوعي والانساني تبدو غير واضحة المعالم. وكل ما نراه مجرد اجتهادات ومحاولات فردية تنشط أحيانا وتغيب أحايين كثيرة وهي ترتبط عادة بفوران العاطفة والحالة النفسية..
أتوقف عند هذا الحد كمدخل للموضوع الأكثر تناولاً على ساحة الصحافة الرياضية وخاصة (الجزيرة) التي تعد سباقة في طرحها لهذا الجانب.. مما ترك الأثر والصدى الايجابي لدى الآخرين فسارعوا للتواجد أيضا!!
.. نعرف وندرك جميعا أن دوام الحال من المحال، فالنجم اللامع بالأمس الذي يحمل على الأعناق.. لن تدوم شهرته.. والمجتمع سرعان ما يسقطه من حساباته خاصة مع بروز نجوم آخرين..
هذه ليست نقطة أو محور نقاش. ولكن مررت عليها مرور الكرام.. بمثابة جسر للعبور من خلالها.. لكن بمرور الأيام يتعرض ذلك النجم السابق لظروف صعبة مادية أو صحية أو معنوية. ويصبح عرضة للاحباط لاسيما في حالة انعزاله عن الآخرين. وعند السؤال عن وضعه العام.. نصطدم بالاجابة الأكثر مرارة وتقدمه الصحافة مرة أخرى بحثا عن يد خيرة تقدم له العون والمساعدة...
زميلنا النشط في تسليط الضوء على أفراد الرعيل الأول.. خالد الدوس الذي بنى له خطاً متميزاً يكاد ينفرد به عن الغير.. قدم خدمة انسانية تتصف بالنبل ومكارم الأخلاق وبرهن على الملأ ان الدنيا لا تزال بخير.. وإن مجتمعنا السعودي كعادته محبو لمبدأ التكافل الاجتماعي والانساني..
وهذه صور شاهدها الجميع في حالات عدة منها.. عبدالله شمروخ، محمد سعد العبدلي...
لكن ماذا لو تم وضع خطة عمل وبرنامج منظم يأخذ في أول اهتمامه.. دراسة أوضاع قدامى اللاعبين والتركيز على أوضاعهم من كافة الجوانب.. والبحث عن مصادر تمويل ورعاية نظيفة....
ثم أليس من الأفضل الشروع في دراسة تشكيل لجنة أو جمعية - تحت أي مسمى - بحيث تصبح مظلة لمن هم الآن في دائرة النسيان وتقوم بمساعدتهم وخدمتهم وفق آلية معينة تحول دون ظهورهم كضعفاء يستحقون الشفقة والعطف... نريدها مؤسسة فاعلة مؤثرة ينضم إليها كل لاعب سابق يريد أن يحيا حياة كريمة.. يوجد بها ناد صحي ترفيهي.. وغيرها من خدمات.
.. أثمن كثيراً مبادرات د. صالح بن علي العميل.. لاعب الجيل السابق الذي - أخجلنا - في مواقفه التي ترمز للوفاء.. أين نحن من تقديره هو الآخر.. شخصياً ارشحه لرئاسة اللجنة التي أتمنى ولادتها سريعاً.. وسامحونا!
|