Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أوافق المشرفات التربويات على تطبيق (الطريقة البغدادية) أوافق المشرفات التربويات على تطبيق (الطريقة البغدادية)

قرأت ما كتبته الأخت نورة الزهراني في صحيفة الجميع صحيفة الجزيرة في عددها رقم 11524 في يوم السبت الموافق 27 صفر لعام 1425هـ في صفحة وطن ومواطن بعنوان (تدريس مادة القراءة للطالبات بين الطريقة الحديثة والقديمة) حيث أشارت الكاتبة الى عدم رضاها عن قرار المشرفات التربويات للصفوف الأولية بتطبيق الطريقة البغدادية في تدريس القراءة للصف الأول الابتدائية للبنات، حيث ان الطريقة الكلية التي رأت الوزارة تطبيقها في تعليم البنات في بداية هذا العام 1424- 1425هـ والتي تنادي الأخت بتبنيها بناء على مزايا محددة أعجبت بها فإني أفيدها أن هذه الطريقة طبقت في مدارس البنين منذ سنين خلت وما زالت، اعتقاداً ممن طبقها بعظم النتائج التي ستحققها كما هو اعتقاد الأخت الآن، لكن شتان بين النظرية والتطبيق؛ لأن استخدام الطريقة الكلية في مدارس تعليم البنين أدى إلى ضعف ملاحظ في مختلف المراحل الدراسية وفي مختلف فروع اللغة العربية، فضلا عن الضعف الحاصل في فهم المواد الدراسية الأخرى نتيجة للضعف اللغوي الناشئ عن استخدام الطريقة الكلية حتى بعد التطويرات التي حصلت لها، تلك الطريقة التي لا تمد التلميذ بمهارات التهجي السليم الذي يمكنه من قراءة أغلب ما يعرض له، مما ينمي ثروته اللغوية، وبناء عليه فإن الضعف الحاصل في تعلم اللغة العربية خصوصا وباقي المواد الدراسية عموما أعزوه - أنا كاتب هذه السطور - الى الطريقة الكلية في معظم جوانبه، على الرغم من التطويرات التي أجريت لها خلال العقدين الماضيين.
ولا يفوتني ما أشارت إليه الكاتبة من أن الهدف الرئيس من القراءة (أن يقرأ المتعلمون كي يتعلموا، لا أن يتعلموا كي يقرؤوا) وعند تأمل هذه المقولة نجد سلامتها، لكني أفهمها أن القراءة أولا والنتيجة هي التعلم وهذا ما نريده، فالمطلوب أن يتعلم التلاميذ القراءة وأسس التهجي السليم وبهذا نكون قد سلمناهم مفاتيح التعلم.
إن روح التجديد التي تشربها الأخت نورة الزهراني والتي تنادي بها هي سلوك محمود لمسايرة ركب التطور في هذه الحياة ما دام التجديد يحقق الأهداف المرجوة منه، أما إن كان التجديد يخفق في تحقيق أهدافه فإن القديم أولى بالاتباع للنتائج التي حققها وسيحققها.
إن عيوب الطريقة الصوتية (البغدادية) التي ساقتها الأخت ليست صحيحة في مجملها؛ لأن الواقع يثبت خلاف ذلك، فمن خلال تجربتي المتواضعة في هذا المضمار، فإن عيوب الطريقة الكلية وبنتها التوليفية التي تنادي بها الأخت هي التي فشلت في تعليم القراءة خلال الفترة الماضية في مدارس البنين، ومن أبرز سلبيات الطريقة الكلية في نظري ما يلي:
- استنفاد وقت التلميذ والمعلم وجهدهما في نشاط ضعيف المردود الإيجابي.
- عدم قدرة التلميذ على قراءة الكلمة بحركاتها فضلا عن قراءة الجملة قراءة سليمة.
- ضعف التلميذ في تعرف أصوات حروف المد وتعثره في قراءة الكلمات المشتملة على حرف من تلك الحروف.
- تعثر التلميذ في تعرف الحرف الساكن، وبالتالي قراءة الكلمة المشتملة عليه قراءة خاطئة.
- التعثر في المهارات السابقة ينتج عنه تعثر في: الانطلاق في القراءة، الفهم والاستيعاب، النقد والمشاركة الإيجابية، الكتابة الإملائية.
وفي الختام أقول: إن رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، وإني أعلم أن الغالبية العظمى من المسؤولين القائمين على التربية والتعليم يؤمنون تمام الإيمان بأن الطريقة الكلية هي الطريقة المثالية في تعليم القراءة، بينما يرى كثير من زملائي المعلمين أن الطريقة الصوتية (البغدادية) هي الطريقة المثالية لتعليم القراءة، ولكن الأمور كما يقول المثل (العين بصيرة واليد قصيرة).
هنا لا بد أن أوضح للقارئ أن الأحكام والتعميمات التي أصدرتها في هذا المقال ليست مبنية على بحوث ولا على دراسات دقيقة بل بنيتها على مشاهداتي وخبرتي في التربية والتعليم.هذا والله ولي التوفيق.

المعلم/ جزاع بن عقيل الشمري
حائل - محافظة الشنان


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved