أثناء تصفحي لعدد الجزيرة رقم 11531 وتاريخ 5-3-1425هـ أثار استغرابي موضوع مذيل باسم القارئة (فاطمة التويجري) تحت عنوان (نقد في غير محله) وقد كان مضمون هذا الموضوع هو رد القارئة على خبر نشر في هذه الجريدة في صفحتها الأخيرة ليوم الجمعة 26-2-1425هـ حول مستشفى الولادة والأطفال بمدينة بريدة، بشأن خطأ تشخيصي من قبل أحد الأطباء، وقد استغربت حقيقة غاية الاستغراب وأنا أقرأ رد القارئة كونها انساقت بشكل (ثائر) وهي ترد على هذا الخبر ما بين القدح بكاتب الخبر والمدح بالمستشفى المذكور، وهي تعمم جراء ذلك وجهة نظرها، وكأنها تمثل الجميع، وفي هذا الإطار أرجو ان لا يفهم القراء الأعزاء أنني ضد المستشفى المذكور، بقدر ما أدهشني اندفاع القارئة بهذا الأسلوب السطحي والاندفاع غير المبرر، ولتعلم القارئة العزيزة ان هذا المستشفى يعد من القطاعات الصحية التي تلاقي غالب النقد من قبل قطاع كبير من المراجعين وهو - أي هذا المستشفى - معرض كغيره من بعض القطاعات الصحية للكثير من المخالفات والأخطاء، تقول القارئة وهي تستعرض انسياقها العاطفي تجاه هذا المستشفى انه يتميز بالحماس والصدق والإخلاص والنظافة والتفاني في خدمة المرضى والمراجعين عكس ذلك - تقصد ما ورد في الخبر - ولا أدري ما علاقة النظافة بأخطاء طبية عملية وتشخيصية فادحة وهل مسألة النظافة ان وجدت حقا تعفي من لوم هذه الاخطاء التي تمس حياة المرضى من النساء والأطفال؟ ثم إذا سلمنا أيضا بمسألة الحماس والصدق والإخلاص والنظافة والتفاني، كما تشير القارئة، فهل هذا مبرر للتغاضي والمقايضة بالتنازل عن الاخطاء ونحن نعلم أن مثل هذه العوامل هي من صميم عمل الكادر العامل بهذا المستشفى وغيره؟
وفي استطراد آخر لردها تقول القارئة (ولكن هذا الانتقاد أكاد أجزم بأن وراءه ما وراءه، ويعلم الله أني قرأته عدة مرات، واتضح لي أنه لحاجة في نفس يعقوب...) وهذا قمة الخطأ، أن نشكك بآراء الآخرين التي قد تكون هادفة نحو تصحيح الاخطاء والتجاوزات.
وفي النهاية أود ان أنبه القارئة العزيزة ان أغلب القطاعات الصحية قادرة على (لملمة) أخطاءها وتجاوزاتها فهي أقدر من غيرها على دحض الافتراءات التي تطولها لو كانت غير صحيحة. كما أن وزير الصحة النشط وبحماسه المعهود والذي نشكره عليه لا يرضى أن تكون التجاوزات مدفونة خلف الكواليس دون أن (ينبشها نابش) فهو يسعد عندما يرى مثل هذه الانتقادات عبر وسائل الإعلام رغبة في معالجة ذلك، إضافة الى انه من خلال جولاته المرهقة يسعى دائما لكشف التجاوزات ومعاقبة المتهاونين في ذلك، بغض النظر عن من يوكلون أنفسهم محامين ومجاملين لا يمثلون سوى أرائهم ما لم يتفق عليها الكثيرون.
محمد بن سند الفهيدي /بريدة - ص.ب 4521 |