من: سفارة الولايات المتحدة الأمريكية..
إلى الأستاذ: خالد بن حمد المالك..
رئيس تحرير صحيفة الجزيرة..
اتوجّه إليكم بالشكر الجزيل لحسن استقبالكم لنا لدى زيارتنا لصحيفتكم برفقة سعادة الملحق الإعلامي روبيرت كيث وذلك يوم الاثنين الموافق 26 ابريل، كما يسعدني دائماً الالتقاء بقادة العمل الإعلامي بالمملكة العربية السعودية وتبادل وجهات النظر معهم، وشكراً جزيلاً على وقتكم الثمين ومقترحاتكم القيمة، وهذا ما عهدناه من الجزيرة.
أحد المقترحات المهمة التي طرحتموها خلال زيارتنا لكم كان الحاجة الى تحسين اجراءات التأشيرة وخاصة الدراسية، وعليه تجد رفقة هذه الرسالة مقالاً للسيد وزير الخارجية كولن باول كان قد نُشر على صفحة الرأي بصحيفة (وول استريت) فيما يتعلق بهذا الموضوع الذي يسعدني معرفة رأيكم فيه، كما يسعدني مناقشتكم لبلوغ افضل السبل في تحديد كيفية تعميم آرائنا حول تحسين إجراءات الحصول على تأشيرات زيارة الولايات المتحدة.
وفي غضون ذلك أتمنى أن نحظى بفرصة أخرى لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والشكر مرة أخرى على حسن استقبالكم لنا.مع الشكر والتقدير.
مستشار الشؤون العامة
كارول كالين
***
حدود آمنة
وأبواب مفتوحة
مقالة رأي بقلم وزير الخارجية الأمريكية كولن باول
(نشرت في صحيفة وول ستريت جورنال بتاريخ 21 أبريل،2004).
في 11 ايلول - سبتمبر 2001 هاجم الارهابيون وطننا بقسوة مستغلين انفتاحنا، فقتلوا حوالي 3000 شخص ينتمون الى 90 دولة. لكن الرئيس بوش والشعب الأمريكي عقدا العزم على ان الارهابيين لن يحطموا عزيمتنا ولن يسببوا انغلاق مجتمعنا الديمقراطي الحر. ورداً على الهجمات قامت الولايات المتحدة وحلفاؤنا بشن حرب عالمية على الارهاب. وفي الوقت نفسه قرر الرئيس إبقاء أبوابنا مفتوحة وحدودنا آمنة. ونحن نبذل اقصى ما نستطيع لتحقيق التوازن بين ضرورة حماية مواطنينا مع ضرورة المحافظة على حرية الدخول الى أمريكا.
ويدفع البعض بأنه ينبغي علينا ان نعلي الجسور وألا نسمح بدخول زوار أجانب آخرين. لكنهم مخطئون. فإن مثل هذا الإجراء سيحقق للارهابيين نصراً بتخلينا عن أعز مبادئنا. ومن أجل تحقيق الخير لأمتنا، ونظراً لأن لدينا الكثير مما يمكن أن نعطي، ينبغي أن نبقي أبوابنا مفتوحة للعالم. ولهذا السبب ايضا، كما سأدلي اليوم بشهادتي أمام اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأمريكي، يجب ان يمدد الكونجرس الموعد النهائي لجوازات السفر البيوميترية لبرنامج الاعفاء من التأشيرة الذي يسمح لمواطني 17 دولة، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان بزيارة الولايات المتحدة بصفة مؤقتة دون الحصول على تأشيرة.
ان الانفتاح ضرورة لنجاحنا كأمة، اقتصادياً وثقافياً وسياسياً. فاقتصادنا سيضطرب ما لم تظل أمريكا مصدر جذب للمستثمرين من جميع أنحاء العالم. وثقافتنا ستصاب بالركود ما لم تتم اضافة مزيد من الثراء الى مزيجها المتنوع. ومهمة أمتنا العظيمة لنشر الحرية سوف تنهار اذا اغلق مجتمعنا أبوابه ونوافذه أمام الناس والأفكار الجديدة. إن الانفتاح مهم أيضاً لنجاحنا الدبلوماسي، لأن انفتاحنا يعد دعامة النفوذ الأمريكي والقيادة الأمريكية، او ما يسمى أحيانا ب(السلطة الناعمة) إننا نود أن نحافظ على أو نوسع نطاق مزايا الانفتاح، لكننا نحتاج أيضاً الى عدم التنازل او المساومة على حماية أمن أمريكا.
لقد شهدت الأشهر الـ30 الماضية بعض التغيرات الأساسية، مثل إنشاء وزارة للأمن الوطني - أكبر عملية إعادة تنظيم لحكومتنا منذ الحرب العالمية الثانية. ومن جانبها اتخذت وزارة الخارجية الأمريكية خطوات عديدة لدعم وتقوية تكامل إجراءات الحصول على التأشيرة. وقد زدنا الى حد كبير مستوى تقاسم المعلومات بين وزارة الخارجية وجهات تطبق القانون والاستخبارات. وجعلنا المعلومات المتعلقة بالتأشيرة متاحة لمفتشي الجوازات في كل مواقع الدخول الى الولايات المتحدة. وشدّدنا متطلبات إجراء المقابلات التي تجرى للحصول على التأشيرة وقمنا بتعيين عدد اضافي من العاملين في قنصلياتنا، وقمنا بضم الفحص البيومتري الى اجراءات الحصول على التأشيرة.
إن الأمن دائماً هو مهمتنا الأولى، لكننا ملتزمون بتقليل تأثير الإجراءات الجديدة على الزوار الشرعيين. ومن المستبعد أن تنتهي الدول التي يشملها قرار الاعفاء من التأشيرة بنسبة مائة بالمائة من إصدار جوازات السفر البيومترية بحلول تشرين الأول - اكتوبر 2004 الذي حدده الكونجرس في قانون أمن الحدود، وهذا هو السبب الذي يدفعنا لمطالبة الكونجرس بمد الموعد النهائي لتلك الدول. لكننا نشارك في جهد عالمي لتسجيل فحص البصمات البيومتري لكل من يطلبون الحصول على تأشيرة كما يتطلب القانون. وهذا سيسمح لنا بتحديد هوية واعتراض سبيل السفر أمام المحتالين، والمجرمين المعروفين، والارهابيين المحتملين. ونحن نفعل ذلك بأسلوب سريع، وكفء وبدون تطفل على خصوصية المسافرين. وفي الحقيقة فإن رد الفعل الذي ورد إلينا من السفارات والقنصليات الأمريكية في الخارج يبين أن معظم جمهور المسافرين يعتبرون المتطلبات الجديدة تعزيزاً لأمنهم، وليس لأمننا نحن فحسب.
إننا حينما نجعل أمريكا أكثر أمنا بالنسبة للأمريكيين فإننا نجعلها أيضاً أكثر أمناً لأولئك الذين يريدون القدوم الى هنا للاستمتاع بما يمكن أن تقدمه لهم دولتنا.
لقد استثمرنا مبالغ كبيرة من المال والوقت في إعداد نظام فحص الأسماء حتى نتمكن من تحريك طالبي الحصول على التأشيرة بسرعة أكبر خلال عملية الفحص الأمني، التي كانت مصدر أحباط وسبباً في تأخير الطلبة والباحثين وغيرهم، إننا نحرز تقدما حقيقياً. ففي العام الماضي كان متوسط فترة الانتظار لاجراء فحوص أمنية خاصة للطلبة والباحثين، حوالي شهرين. لكن 80% من تلك التأشيرات تصدر حاليا في خلال ثلاثة أسابيع. إننا لم نصل بعد الى ما نريد تحقيقه، لكننا ملتزمون بتسهيل السفر بالنسبة للطلبة والباحثين والزوار الشرعيين بأسلوب كفء.
ولقد مدّدنا في الآونة الأخيرة الى عام كامل صلاحية الفحص الأمني الممنوح لبعض العلماء والدارسين الذين يشاركون في برامج أبحاث مشتركة. فهذا سيمكن المسافرين الذين يحتاجون لزيارات متكررة خلال عام واحد من ان يفعلوا ذلك دون رجوع العاملين في القنصلية الى واشنطن لإجراء فحص اضافي للأسماء. إننا نعمل كل يوم مع شركات، وصناعات ومؤسسات تعليمية ومع الجمهور العام لكي نتأكد من ان دخول بلادنا لا تقف أمامه عقبات بالنسبة للذين نشجع وجودهم في بلدنا ونقدره.
ونحن نبذل قصارى جهدنا لكي نخفّض مدة التأخير ونحسّن مستوى خدماتنا. لماذا؟ لأن الطالب الاجنبي حينما يتوجّه للدراسة في بلد آخر فإننا لا نفقد هذا الطالب فحسب، بل نفقد أسرته كلها بمن فيهم اخوته الذين كانوا سيلحقون بأخيهم أو اختهم للدراسة بالولايات المتحدة. وحينما يعقد العلماء مؤتمراتهم في بلاد أخرى، فإننا نفقد إمداد مؤسساتنا بقوة عقولهم. وحينما يتوجّه رجال الأعمال والسياح نحو بلاد أخرى فإننا نفقد الكثير بالإضافة الى أموالهم، إننا نفقد نواياهم الحسنة.
إن الولايات المتحدة دأبت على الترحيب بزوارها، وهو ما يتلاءم مع كونها أمة من المهاجرين. إن أسرتي أنا شخصياً استفادت من هذا الكرم، فأبواي هاجرا إليها من منطقة البحر الكاريبي. وفيما سبّب الارهابيون اضراراً مادية للولايات المتحدة فإنهم لن يتمكنوا إطلاقاً من القضاء على روح المحبة الأصلية لأمريكا. أرجوكم أن تسامحونا على ما قد يكون موجوداً من إزعاج أثناء محاولتنا التكيّف مع الظروف الجديدة.
لكنني أؤكد لكم أن أمريكا مازالت منفتحة وأن هناك فرصاً كثيرة مازالت متاحة فيها.
|