Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عَبْرَة من برحِ دمعي عَبْرَة من برحِ دمعي
للأستاذ الدكتور/ صالح بن حسين العايد/ أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

* إلى مَنْ رحلتْ لِتَزْرَعَ في قلبي الأسى والحزن بغير اختيار منها ولا مني .
* إلى مِنْ تمنّتْ بعد رحيلها كلُّ أم لو كانت هي الراحلةَ، بسبب كثرة دعاء الناس لها، وثنائهم عليها.
* إلى مَنْ أحْيَتْ بموتها القلوبَ، فَصَحَّ فيها قول القائل:
(عجباً لأمواتٍ تحيا بذكرهم القلوبُ، وعجباً لأحياءٍ تموتُ بمجالستهم القلوبُ).
* إلى مَنْ يذكّرني بها كلُّ شيءٍ:
أذانُ المؤذّنِ. وقراءةُ الإمامِ.
ونسيمُ الصباحِ.
وشمسُ الأًصيلِ.
وشفقُ الغروبِ.
ورؤيةُ أيِّ أم.
وصوتُ أيِّ أم.
بل كلُّ هَمْزَةٍ وميمٍ.
* إلى مَنْ صَيَّرَتْني:
أبيتُ على الذكرى وأًصحو بمثلها
وإن نمتُ لم يبرح خيالكِ زائرا
* إلى مَنْ جَعَلَتْني أنامُ على دمعةٍ، وأصحو على مثلها.
* إلى أمّي الحبيبةِ - رحمها الله - تحتَ أطباقِ الثرى.
* إليك يا أمّيَ الغاليةَ - بعدَ أنْ اسألَ الله لك المغفرةَ والرضوانَ - أُهْدِي
(عَبْرَة من بحرِ دمعي)


أحِبُّكِ يا أمّي على القُرْبِ والبُعْدِ
أحبُّكِ حُبّاً لو أظلُّ سحابُهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو مزَجْتُ رَحِيْقةٌ
أحِبُّكِ حُبّاً لو سَقيتُ بمائِهِ
أحِبُّكِ حُبّاً لو بَسِطتُ ردَاءَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو نَثرْتُ عَبيْرَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو نَقَشْتُ حُروفهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو قَدَحْتُ زنادَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو أَعرْتُ قليلَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ
وحُبكِ يا أمّي جَنِيْناً عَرَفْتُهُ
أحِبُّكِ والأحْزَانُ لَيْلٌ يَحُوْطني
أنِينٌ وَزَفرَاتٌ وَغَمٌّ وَحَسْرَةٌ
أحبُّكِ يا أمي ومَنْ ذا يَلُومُني
وَحُزْني عليكِ الدَهْرَ ليسَ ببارحٍ
أحِبُّكِ يا أمّي ولو كنتِ في اللَّحدِ
لأهْمَى بلا بَرْق يَلوْحُ ولا رَعْدِ
ببَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أحْلَى مِنَ الشَّهْدِ
فيَافِيَ نَجْدٍ أوْرَقَ الشِيْحُ في نَجْدٍ
على القاع فاقَ الرَوْضَ بالعُشْبِ والرَنْدِ
بِدَرْبِ عَرُوْسٍ ما اشتَهَتْ عِطرَها الوَرْدِي
على الصَخْر ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
على التُّرْبِ أوْرَى كالهَشِيمِ مَعَ الزَنْدِ
لِغَيْريَ لم يَكْتُمْ عُقوقاً ولم يُبْدِ
على الناس عاشَ الناسُ طرّاً بلا حِقْدِ
وأرْضَعْتِني إيّاهُ مُذْ كُنْتُ في المَهْدِ
وما أطْوَلَ الليلَ البَهِيْمَ بلا سَعْدِ!
وَمَنْ يَفْتَقِدْ أمّاً فيا بُؤْسَ مِنْ فقْدِ!
لِحُزْني عليكِ إذ سَبَقْتِ إلى اللَّحْدِ
بغير جِواري معْكِ في جَنَّةِ الخُلْدِ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved