أحِبُّكِ يا أمّي على القُرْبِ والبُعْدِ
أحبُّكِ حُبّاً لو أظلُّ سحابُهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو مزَجْتُ رَحِيْقةٌ
أحِبُّكِ حُبّاً لو سَقيتُ بمائِهِ
أحِبُّكِ حُبّاً لو بَسِطتُ ردَاءَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو نَثرْتُ عَبيْرَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو نَقَشْتُ حُروفهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو قَدَحْتُ زنادَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو أَعرْتُ قليلَهُ
أحِبُّكِ حُبّاً لو يَفِيْضُ يَسِيْرُهُ
وحُبكِ يا أمّي جَنِيْناً عَرَفْتُهُ
أحِبُّكِ والأحْزَانُ لَيْلٌ يَحُوْطني
أنِينٌ وَزَفرَاتٌ وَغَمٌّ وَحَسْرَةٌ
أحبُّكِ يا أمي ومَنْ ذا يَلُومُني
وَحُزْني عليكِ الدَهْرَ ليسَ ببارحٍ
أحِبُّكِ يا أمّي ولو كنتِ في اللَّحدِ
لأهْمَى بلا بَرْق يَلوْحُ ولا رَعْدِ
ببَحْرٍ لَصَارَ البَحْرُ أحْلَى مِنَ الشَّهْدِ
فيَافِيَ نَجْدٍ أوْرَقَ الشِيْحُ في نَجْدٍ
على القاع فاقَ الرَوْضَ بالعُشْبِ والرَنْدِ
بِدَرْبِ عَرُوْسٍ ما اشتَهَتْ عِطرَها الوَرْدِي
على الصَخْر ذَابَ الصَخْرُ مِنْ شِدَّةِ الوَجْدِ
على التُّرْبِ أوْرَى كالهَشِيمِ مَعَ الزَنْدِ
لِغَيْريَ لم يَكْتُمْ عُقوقاً ولم يُبْدِ
على الناس عاشَ الناسُ طرّاً بلا حِقْدِ
وأرْضَعْتِني إيّاهُ مُذْ كُنْتُ في المَهْدِ
وما أطْوَلَ الليلَ البَهِيْمَ بلا سَعْدِ!
وَمَنْ يَفْتَقِدْ أمّاً فيا بُؤْسَ مِنْ فقْدِ!
لِحُزْني عليكِ إذ سَبَقْتِ إلى اللَّحْدِ
بغير جِواري معْكِ في جَنَّةِ الخُلْدِ