Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

النجاح.. قصة حب النجاح.. قصة حب
لبنى وجدي الطحلاوي /عضو عامل بهيئة الصحفيين السعوديين عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

وراء كل قصة نجاح، توجد قصة حب، فنبوغ عالم في علم أوفي اختراع قدمه للبشرية كان وراءه قصة حب لهذا العلم، ووراء إبداع أي أديب أو شاعر رحلة عشق مع القلم.. فحبنا لما حولنا من أشياء وأشخاص يجعلنا نتفاعل معهم، ونخلص لهم، ونشعر بقيمتهم..
وقد تصل قناعات البعض، لأن يضحوا بأنفسهم في سبيل ذلك..
فالعالم الكيميائي (باستير) أراد أن يصل إلى مصل يكسب البشر مناعة ويجنبهم الموت نتيجة الإصابة بالكوليرا، وأراد أن يحقق ذلك بأي ثمن... فحقن نفسه بالمصل الذي كان نتيجة لسلسلة طويلة من تجاربه وأبحاثه، ليعرف إن كان قد نجح، فمات ضحية الإصابة بفيروس المرض لكن ملايين البشر بعد ذلك نجوا من ذلك المرض المميت.
ومدام كوري، التي اكتشفت الراديوم (وهو جسم مشع) في علاج الأورام والسرطان فماتت نتيجة الإشعاع، لكن استفادت البشرية بشكل كبير من تلك الأبحاث الخطيرة والجريئة لمدام كوري.
وعالم الفيزياء الشهير (آرشميدس) الذي ملأ مغطسه بالماء ليستحم وقد نسي الماء ينساب إلى أن امتلأ مغطسه للحافة.. فعندما غطس فيه وجد كمية معينة من الماء تنسكب من المغطس فخرج يجري إلى الشارع وبسرعة جنونية يردد العبارة اللاتينية الشهيرة (أوريكا.. أوريكا) وهي تعني (وجدتها.. وجدتها) ولم ينتبه أنه كان عاريا إلا بعد أن تجمهر حوله الناس وقد ظنوا أن عالمهم قد أصيب بالجنون) ولكن (آرش ميدس) وقتها كان في عقله شيء واحد، وهو اكتشافه لقانون الطفو وقتها.
إن حب أي شخص لما يقوم به من عمل لابد أن يجعله ناجحا في ذلك العمل، فحب الطالب للعلم سيجعله نابغا فيه.. ولذلك فالنبوغ والنجاح لا يتوقف على (الذكاء وحده)، بل على حبنا لما نقوم به من عمل، لأننا سنخلص له وسنبدع في المجال الذي نحبه، والدليل على ذلك أن هناك الكثير من الأذكياء لم يستثمروا ذكاءهم في أعمال وأمور جيدة ومفيدة لهم وللمجتمع، وربما استثمروا ذكاءهم في عكس ذلك، لأنهم فاقدون لحبهم للأشياء ولمن حولهم وربما كانوا فاقدين حتى لحب أنفسهم.
يقول عملاق الصحافة المصرية (مصطفى أمين)- رحمه الله -في أحد كتبه: حضرت إحدى الندوات وقام شيوعي بمساءلتي: ما فائدة الحب الذي تدعو إليه؟ هل سيبني لنا بيوتا نسكن فيها؟ وهل سيجد لنا مكانا وسط الزحام؟ وهل سيخفض الأسعار ،ويقضي على المشكلات؟
فقال له مصطفى أمين: لك حق! فلتجرب الكراهية.. فربما استطاعت أن تبني لك بيتا.. وتجد لك مكانا وتخفض الأسعار.. وربما استطاعت القضاء على المشكلات!
ثم قام آخر يمساءلته قائلا: لماذا تتكلم عن الطغاة في الماضي؟ لماذا لا تذكروا محاسن موتاكم؟
فقال له مصطفى أمين: إن القرآن الكريم لم يحذف قصص الذين طغوا واستبدوا ولعنهم في صفحاته... فذكر فرعون والطاغوت وأبي لهب وامرأته حمالة الحطب..
وسأله ثالث: لماذا تنتصر لقضايا المرأة دائما؟
فقال: لأني أحببت أمي حبا كبيرا... جعلني أنتصر لكل نساء العالم!
ثم سأله: متى تعتزل الكتابة؟
فقال له: أنني أريد أن أموت والقلم في يدي!
وسأستمر أكتب إلى أن يقصف قلمي وعندما لا تجد مقالي فاعلم أني إما مت... أو ماتت الحرية في بلادي.

ص ب 4584 جدة 21421 - فاكس جدة 026066701


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved