هاتِ اليراعَ وأعطني ورقاتي
لأسطِّر الكلمات في أبياتِ
هاتِ اليراعَ لكي أصوغ خواطراً
قد طوَّقت هذا الزمان حياتي
العين تنطقها بكامل عبرةٍ
ولرُبَّما نطقت بها عَبَراتي
عايشتها من دون أي تكهنٍ
كلا ولا وصفٍ لجمع رواةِ
كيف السبيل إلى الصياغة إخوتي
وبأيِّ شيءٍ أبتدي أخواتي
آهٍ زماناً قد تغير حاله
وغدا هشيماً أو كجمع رفاتِ
يا أيها الزمن الذي في وصفه
عجبُ ونحن بغفلةٍ وسباتِ
انظر إلى الأهواء والشبهات في
عصر يموج اليوم بالشبهات
فتنٌ كأجزاء الليالي ظلمة
نرجو من المولى شديد ثباتِ
شبهُ سرت ببلادنا وتسرَّبت
وتريد تقسيماً لها بفناتِ
قد ضلَّلَت سفهاء أمتنا وقد
هدفت إلى تفريقنا لشتاتِ
ذاكم يفجِّر دون أي تعُّقلِ
يسعى لخدمة كائدين وشاةِ
ويقول إنَّ قيامه بدماره
من أعظم الطاعات والقرباتِ
ترك الكتاب وقول أشرف مرسل
وتلقَّم الفتوى من القنواتِ
أصغى لقول عدائه بجهالةٍ
رضي الدنيَّ وباع قول ثقاتِ
عجباً له أيظن أن صنيعه
هذا جهادٌ يورث الجناتِ
خدم العدو بدون عقل راشدٍ
تباًَ لذا المخدوم والخدماتِ
يسعى لزعزعة الأمان بأرضنا
كم أنتجت أفعاله آهاتَ
إزهاقُ أرواح وهدرُ ممالكٍ
وضياعُ أموال وحرقُ نباتِ
تشويهُ إسلام ونشرُ رذائل
وقبيحُ أفكار وسوءُ سماتِ
يا كلَّ ذي بغي تفاقم غيُّه
لم يرتدع عن غيِّه بعظاتِ
ارجع إلى درب الهداية راشداً
من قبل أن تُسقى شراب ممات
واعلم بأنَّك قد أثرت الشر في
بلد الهنا والأمن والخيراتِ
هذي البلاد بها المقام وزمزم
والبيت أرض الطهر والآياتِ
في أرضها مسرى النبي محمدٍ
والقبلة العظمى لكل صلاةِ
قد أشرق المختار منها ساطعاً
وأشعَّ مثل البدر في الظلماتِ
وكذا خليل الله نادى قائلاً
في دعوة من أصدق الدعواتِ
رب اجعل البلد الحرام بمأمن
وارزق بنيه بطيب الثمراتِ
في موطني عاش الجميع سعادةَ
وغدا نشيداً رائعا لحداةِ
والشرع يحكمه بدون تنازع
وهو الذي يسقيه صفو فراتِ
سيظلُّ يحمى بإذن ربٍ قادر
من فعل إرهاب وكيد طغاةِ
خسر الذي يرجو ضياع أمانهِ
وكذا الذي يصغي لقول بغاةِ
يا عصبة الإرهاب إنَّ عقولكم
قد أصبحت في حيّز الفضَلاتِ
أيُقاتَل الذِّميُّ في بلد الهدى
ويكفَّرُ الأتقى بدون أناةِ
الدين بيَّن حرمة الإنسان في
كَلمِ الرسول ومحكم الآياتِ
وأبان أنَّ قتال فردٍ مسلم
في الحكم أثقل من زوال حياةِ
يا طغمة الشر العريض صنيعكم
يوحي بشقِّ الطوع ضد ولاةِ
روعتُمُ أسراً بشر فعالكم
ففعالكم أدَّت إلى ويلاتِ
والدين شُوِّه من عظيم دماركم
فعدونا مما جرى بهناةِ
إنَّ العدى هم سخَّروكم نحونا
سخِروا بكم في خدعةٍ ونكاتَ
يا من يحارب دينه وبلاده
ويريد تمويهاً بلبس عباةِ
إني أسائل خاطري ومشاعري
عنكم؛ وعن أهدافكم بالذاتِ
يا أهل إجرام وأهل عداوة
مهما اختبأتم لو بأرض فلاةِ
لا بدَّ يوماً أن يصادَر غيُّكم
من غير ما هربِ ولا إفلاتِ
والله يحمينا ويدفع شركم
برجال أمن مخلصين كماةِ
يا عصبة الإرهاب إنَّ نداءكم
ضاقت به نفسي - كذا - وشفاتي
أنا لن أسطِّر غيرَ أمرٍ واحدٍ
وهو الذي يغني عن الكلماتِ
احفظ إلهي ديننا وبلادَنا
من كلَّ باغٍ أو دخيلٍ عاتِ
أنت المجيب بغير شكِ يعتري
منك الأمانُ ومنك كلُّ نجاةِ