فقدت مدينة بريدة أحد بواسل الوطن الأبطال في يوم الثلاثاء الموافق الثالث والعشرين من شهر صفر على يد الفئة الضالة التي اعتنقت فكراً ضالاً ومخالفاً لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن الغالي وهو الفقيد شهيد الواجب جار الله بن علي الجار الله ابن الواحد والثلاثين ربيعاً الذي عُرف عنه الإخلاص في العمل واحترام الجميع.. صفات ورثها الشبل من ذاك الأسد ومربي الأجيال والده الذي أهدى الوطن ابناً باراً بدينه ومليكه ووطنه ووالديه أطال الله في عمريهما.
ودع أبو نواف أهله في ذلك اليوم وكأنه كان يعرف نفسه انه ذاهب ولن يعود إلى داره تاركاً دعوة أبيه لحضور مناسبة عائلية يتسامر فيها الأهل ويتحدثون عن أحوالهم بحجة العمل والإخلاص وعدم التهاون به وهذه هي أفعال وعوائد الأبطال ومحبي الوطن لا يتأخرون عن خدمته في أي وقت كان.
الشهيد أب لطفلين نواف وجمانة ابنة الأربعين يوماً التي لم تدعها الشرذمة الفاسدة العوجاء تفرح وتشعر بحنان أبيها كغيرها من الأبناء.
لقد كان الخبر المفجع خبراً شديداً ومؤلماً على من عرفوا الفقيد ووالده أطال الله في عمره وألبسه لباس الصحة والعافية - ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره لكن عندما ينتقل إلى رحمة الله شخص حبيب نزيه أحببته كمحبتي لأبيه الإنسان المربي الخلوق الذي علّمنا الكتابة والقراءة وحب الوطن وقبل ذلك تعاليم ديننا الحنيف.
العزاء لنا جميعاً ولوالديه ولحرمه ولابنيه نواف وجمانة أقول احزنوا لفراق أبي نواف لكن ارفعوا رؤوسكم وهنئوا أنفسكم لحسن خاتمة الفقيد شهيد الواجب الذي ارتوى ثرى هذا الوطن بدمائه الطاهرة الزكية فليرحم الله أخانا ويسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
وقفة
قال تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...} (32) سورة المائدة.
|