انطلق المرجفون سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان لهز شجرة الخير لإسقاط ثمارها ومملكة التوحيد - حرسها الله - معقل الدين وقاعدة الإسلام كنز الكنوز في قيمها ومنجزاتها وحمامة الأمن والسلام تحلق في أرجائها تستفز قلق العابثين والتعاون والتماسك والمحبة والإخاء بين أبنائها وحكامها تحرق قلوب الطامعين والحاقدين.
عجبي لهم.. أليست هذه البلاد المباركة قاعدة الإسلام وحصن الإيمان ومعقل الدعوة؟ القرآن تنزل في أرضها والرسول الأمين عليه أفضل الصلاة والسلام بُعث من صحرائها الدولة الوحيدة في هذه المعمورة التي أخذت القرآن دستورا لها، تلتزم به التزام تشريف وتكليف، دولة تحتضن أطهر بقعتين على وجه هذه الأرض، دولة طبعت ملايين النسخ من المصحف الشريف، دولة أكرمت وأعانت رجال الحسبة.
وعلى الرغم من عظم هذه المفاخر إلا أنها طُعنت وللأسف الشديد من فئة ضالة مغرر بهم أصبحوا كالخفافيش يسيرون ليلاً يجتمعون ليتعلموا فنون السحر والشعوذة والكذب والغش والخداع والمراوغة والطعن من الباطن وزعزعة الأمن والأمان وانتقاص العلماء والتبديع والتفسيق والتنفير والتكفير ثم التفجير والله تعالى يقول :{وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(من خرج على أمتي بالسيف لا يتحاشى بين برها وفاجرها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).
المتربصون بالوطن والأمة يجددون أساليبهم ويبدلون أقنعتهم بين الحين والآخر واستهداف الشباب والمراهقين من أبناء الوطن وإدخالهم دوامات مظلمة وغسل عقولهم ثم برمجتهم ليكونوا أدوات تخريب وتدمير لأهلهم وأسرهم وبلادهم هي جزء من هذا المخطط الخطير في هذا الزمن الذي يعج بالفتن والهرج والمرج في بلاد المسلمين وخاصة في مملكتنا الطاهرة العفيفة المحروسة بعناية الله.
يستغرب أهلها حتى من ثورة البندقية لأنها لم تألف هذا ولم تتعود عليه لوجود الأمن والأمان وندرة التخويف فإذا هي تفاجأ بصوت التفجيرات المروعة التي هدمت البنيان وقتلت الإنسان وروعت السكان وزعزعت الأمن والاطمئنان من غير حجة ولا سلطان والله عز وجل يقول :{وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} وقال:{ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}
وهذا الأمر لم يحصل إلا بسبب بعدهم عن الاختلاط بعلمائهم الكبار وسماع ما عندهم ومناقشتهم واخذ العلم منهم ولو انهم زاروا العلماء وتحدثوا معهم لرجعوا عما يعتقدونه، ولكن الشيطان إذا انساق له الإنسان وقلب نصائحه التي يخدع بها المؤمنين نفخ في رأسه وجعله عند نفسه من كبار العلماء الذي يستنبطون ويعرفون ويحكمون
وختاماً سأجد بعضهم يقول: من المستفيد من بيان هذا الأمر؟ يشير إلى ان المستفيد هم الولاة فقط!! وهذا جهل مطبق وسيقول بعضهم: إن هذا الموضوع ليس هذا وقته!!
سبحان الله متى وقته إذن؟؟ عندما تطير الرؤوس وتسفك الدماء؟؟ عندما تعم الفوضى ويقتل الأمن؟؟
* إمام مسجد أبي هريرة ومدير العلاقات العامة بمكتب توعية الجاليات ومشرف منتدى الحوار الوطني
|