فوضى الإرهاب وأجندة الآخرين

الشيء الوحيد الذي أفلح فيه الإرهابيون هو تدمير العلاقة مع الجميع، فالرصاصات العشوائية التي تنطلق من بنادقهم لا تفرق بين الرجل والمرأة والطفل والشاب والمواطن والأجنبي.
هذا الاستهداف العشوائي للجميع يعكس الطبيعة الفوضوية لهذا الإرهاب، وأن هدفه هو دفع إلى البلاد إلى الفوضى،وخدمة أهداف كل من يريد شراً بالمنطقة وعلى رأسهم الصهيونية العالمية.. استمرار الجرائم الإرهابية على هذا النهج يعني إحكام العزلة على هذه العصابات لأنها تزرع بذرة فنائها من خلال تأليب الرأي العام ضدها فهي تهيئ الساحة والجميع لكي يكرهوها، فلا أحد يمكن أن يتقبل هذه الحقائق المرة العصية على الفهم، المتمثلة في قتل النساء والأطفال والشيوخ وكل الأبرياء الذين يسقطون برصاص الحقد والكراهية..
لقد تجاوزت هذه الجرائم البشعة كل قواعد السلوك والفطرة السليمة بدءا من إحكام ديننا الحنيف التي تحذر من قتل النفس الإنسانية والتي تدعو إلى عصمة دم المستأمنين من أجانب وغيرهم.
وفي ظروف المنطقة حيث تزداد الهجمة الصهيونية ضراوة وتتباهى إسرائيل بأنها تستطيع إنزال أقصى الضربات بالفلسطينيين بينما تتجاهل تماماً مبادرات التسوية على أسس عادلة وتظل تحتفظ بأراض عربية، فإن العمليات الإرهابية في المملكة وفي دول عربية أخرى إنما تخدم مباشرة الأهداف الصهيونية من جهة اشغال الدول العربية وصرف الأنظار عن المخططات الصهيونية التي تستهدف كامل المنطقة.
وفي الوقت الذي تحدق فيه الأخطار بالمنطقة وتتزايد الأطماع فيها تنشط كل المؤامرات الصهيونية، مدعومة خصوصا بالوجود الأمريكي القوي في العراق، حيث تحاول إسرائيل الإفادة من ذلك الوضع إلى أبعد مدى، ولهذا فهي تصعد من وتيرة عملياتها العدوانية بما في ذلك الاغتيالات.
وترى اسرائيل أن ما يحدث من عمليات إرهابية في الدول العربية يعزز من تطلعاتها في إيجاد البيئة المثلى لتنفيذ جرائمها ، ولهذا فإن العمليات الإرهابية التي تحدث في المملكة تخدم بطريقة مباشرة الأهداف الإسرائيلية.