Monday 3rd May,200411540العددالأثنين 14 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أكاديميات بالأقسام والكليات الإسلامية: أكاديميات بالأقسام والكليات الإسلامية:
ندوة العناية بالسنّة والسيرة إنجاز لخدمة الإسلام والمسلمين

* كتب - مندوب الجزيرة:
أجمع عدد من الأكاديميات بأقسام الدراسات الإسلامية وعلوم الشريعة والدعوة على أهمية ندوة (عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية) التي ينظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في المدة من 15 - 17 ربيع الأول الجاري في التعريف بمكانتهما في التشريع الإسلامي وتعميق فهمهما علما وعملا، وبحث سبل إيجاد آليات عملية لرد ما قد يثيره أعداء الإسلام ضدهما من شبهات حاقدة أو جاهلة.
واعتبرن في تصريحات بهذه المناسبة أن هذه الندوة تؤكد على وجود رغبة إسلامية في إيجاد عمل إسلامي منظم يفتح باب الحوار ويرد الشبهات التي تستهدف السنة النبوية وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
في خدمة الإسلام
في البداية أكدت د. حصة بنت عبدالكريم الزيد أستاذ الدعوة والاحتساب المساعد بكلية الآداب قسم الدراسات الإسلامية أنه لا شك أن عقد مثل هذه الندوات المتخصصة في السنة والسيرة النبوية يقدم الكثير لخدمة ديننا القويم خاصة وأن السنة هي المصدر الثاني للتشريع فالاهتمام بها والحرص على دراستها وإعداد البحوث حولها، سيسهم بمشيئة الله في تنويع المجالات التي يمكن من خلالها استلهام ما يتعلق بقضايانا المعاصرة وتطبيقها على مجتمعنا تحقيقا لتنوير المجتمع المسلم والأسرة المسلمة.
وأضافت د. حصة الزيد: كما أن عقد مثل هذه الندوات هو بحد ذاته يُعد ردا علميا عمليا على ما يمكن أن يثيره الذين يشككون في السنة النبوية، أو يقللون من أهميتها في التجاوب مع واقعنا المعاصر لأننا نرى ومن خلال دراستنا للسنة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك قضية من القضايا إلا وتناولها بقول أو فعل أو إقرار، وما على الباحثين سوى تدارس هذه السنة النبوية والسعي إلى استنباط الأحكام والقضايا التي نحتاج إليها كثيرا في أيامنا الحاضرة، وعلى هذا فإن هذه الندوة تأتي ضمن الندوات التي تهدف إلى مناقشة ما تحفل به السيرة النبوية من قيم ومثاليات لتهذيب أخلاق الإنسان المسلم.
رد الشبهات
أما د. نور بنت حسن بن عبدالحليم قاروت الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة أم القرى قسم الفقه فتقول: حتى تعطي هذه الندوات ثمرتها نحتاج إلى جهود عديدة منها: نشر النتائج التي تعرض في الندوة لا سيما في مجال الإعجاز العلمي والطبي في كافة الوسائل الإعلامية، وتزويد وزارتي التعليم والصحة بتفاصيل يمكن استثمارها في المستقبل في تحسين وتطوير المناهج التعليمية، وأذكر أني قبل سنوات استمعت لمحاضرة في الإعجاز العلمي في السنة النبوية في جامعة أم القرى تحدث الباحث خلالها كيف أن عالماً بريطانياً أسلم بعد أن قرأ وبحث في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب) ووجد أن جميع أنواع الجراثيم في لعاب الكلب ضارة بجسم الإنسان، مستخدما في ذلك أحدث المعدات التي توصل إليها هذا القرن، واكتشف أن هناك نوعا من الجراثيم لا يموت إلا بمادة موجودة في التراب، واشتد استغرابه عندما اكتشف أن لعاب الهرة خالٍ تماما من أي نوع من أنواع الجراثيم الضارة بالإنسان وأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال فيها: (إنها من الطوافين عليكم) ولم يأمر بغسل سؤرها فلو تم تزويد كتب الحديث والعلوم بمثل هذه البحوث لكان لها آثار طيبة.
وتضيف د. نور قاروت أن أكثر الشبهات ناتجة عن أحاديث ضعيفة أو حسنة معارضة لصحيحة، ومثل هذه الندوات لابد فيها من تضييق الخناق على أبواب الشبهات بأخذ مراحل ذكرها العلماء في مختلف كتب الحديث وهي العمل بالحديث القوي ونبذ الضعيف، وغير المتخصصين يشكل عليهم ما ظاهره التعارض بين الأحاديث ولا يعرفون أن الآيات قطعية الثبوت وأما الأحاديث فمنها القطعي وأكثرها ظني الثبوت، فلو أُضيفت جهود مخلصة من القائمين على الندوة بتزويد المختصين في الجامعات بالرد العلمي على الشبهات الجديدة لوفرت الكثير من الوقت والجهد لا سيما أن الكثيرين من المشتغلين بها قد لا يتيسر لهم الحضور للندوة.
نبع صافٍ
من جانبها تؤكد د. شيخة المفرج الأستاذ المساعد بقسم السنة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض أنه لا يخفى على ذي لب ما للندوات المتخصصة في السنة والسيرة النبوية وقضاياها المتنوعة من أثر واضح في تعميق فهم هذا المنبع الصافي للتشريع فنعلم جميعاً أن الله خلقنا لغاية عظيمة ألا وهي عبادته، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وهذه العبادة لا يقبلها الخالق جل وعلا إلا إذا كانت على وفق ما شرعه في الكتاب العزيز وسنة نبيه، فهما المرجعية التي لا غنى عنها لتربية المجتمع المسلم بكافة فئاته.
ولعل أهم فئة من فئات المجتمع تحرص على أن تلم بجزئيات هذا العلم.. المرأة نظرا لما للمرأة من دور رائد في تشكيل فئات المجتمع الأخرى فعلى الزوجة الصالحة التي تعي حقوق زوجها من خلال السنة وهي الأم الفاضلة التي تحسن تربية أولادها على ضوء السنة ووفق سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربية الصغار، وهي المعلمة التي ينصلح مجتمعها من خلال الطرح المثمر على طالباتها، وهي الداعية التي تثقف بنات جنسها بنقل هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم من بطون الكتب - أعني كتب الحديث والسيرة - إلى واقع ملموس يطبق على أرض الواقع.
وتضيف د. شيخة المفرج أن المرأة المسلمة إذا تسلحت بسلاح الشرع وعلمت هدي النبوة استطاعت أن تقف سداً منيعاً في وجه الهجمات الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام وأذنابهم للنيْل من مكانة المرأة في الإسلام بدعوى مساواتها بالرجل، أو تحريرها من قوامة الرجل، وكذلك أصبح بإمكانها الرد على ما يثار من شبهات ضد السنة والسيرة أو على الأقل عدم التأثر بها، وما علموا أن ذلك تكريم وتشريف فهي مصانة مخدومة منذ ولادتها حتى وفاتها تبدأ في كنف أبيها فيرعاها وينفق عليها ثم في رعاية زوجها حتى يؤول بها الأمر لتكرم في ظلال بر أولادها.
إنجازات جليلة
وترى د. رقية بنت نصر الله محمد نياز أستاذ الدعوة والاحتساب المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن هذه الندوات والمؤتمرات تُعد برامج وقنوات رئيسة ومباشرة للإعلام والإعلان عن كلمة الإسلام، ولا شك أن إقامة مثل هذه الندوات ينم عن وجود عمل إسلامي جماعي منظم، والأمة المسلمة في حاجة إلى وحدة الصف خاصة في هذه الحقبة وهذه الظروف، حيث تتحالف أحزاب الشيطان ضد ثوابت الأمة المسلمة، وفي مقدمتها سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو ما يجعل من إقامة مثل هذه الندوات إنجازات جليلة للعمل الإسلامي وللعاملين عليه، لأنه من خلالها يتم اتصال المسلمين ببعضهم البعض ويعمق مفهوم الأخوة في الإسلام، ويفتح باب الحوار المنطقي في إظهار الحقيقة والرد على الشبهات المعاصرة بأسلوب حضاري، ويتم تحريكهم للعودة إلى السنة الصحيحة منهجاً وسلوكاً، وجعل ذلك قضية عامة بعد أن كانت اهتمامات خاصة.
وتضيف د. رقية: ومما تجدر الإشارة إليه أن الملاحظ - ومع الأسف الشديد أن أكثر الأعمال الإسلامية المنظمة يكتنفها الصمت، ويسودها التكتم، فيا ليت جهات مختصة تهتم بالعمل الإعلامي وتعمل على تفعيل هذه الندوات بالدعاية والإعلان قبلها وأثناءها وبعدها، حتى يتم تعريف الجمهور برسالة الندوة وأهدافها، فهذا العصر هو عصر الإعلام والاتصالات ويجب تسخير كافة الوسائط الإعلامية لخدمة الدعوة الإسلامية، بل والمسارعة للدخول فيها قدر الاستطاعة وعلى الدعاة عدم الانتظار كي يتم دعوتهم للمشاركة في وسائل الإعلام، بل عليهم خوض غمار الإعلام برشد وثقة والإقدام عليه بلا خوف ولا وجل، ولكن بشرط التسلح المسبق بالعلم والمعرفة والوعي المناسب والحكمة المنشودة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved