لقد فجعت مساء يوم الأربعاء 9 من ربيع الأول 1425ه الموافق 28 أبريل 2004 بفقد عميد أسرتنا ووالدنا الشيخ محمد العبدالله الجميح فلا أعرف كيف أبدأ وكيف أنتهي في رثائه لمعرفتي الكاملة أنني لا أستطيع أن أعطيه ولو جزءاً يسيراً من حقه علينا. لقد تعلمت منه أشياء كثيرة من صغري لا تعد ولا تحصى لقد كان الأب الحنون العطوف علينا جميعاً.منذ صغرنا كان يحثنا على طاعة الله والصلاة في المسجد وكان دائماً يوقظ أبناءه لأداء صلاة الفجر في المسجد، كان رحمه الله متواضعاً محباً للخير جزيل العطاء، كان السبّاق دائماً لزيارة المرضى من الأقارب أو الأصدقاء في المستشفيات أو في منازلهم، كان السبّاق دائماً في الصلاة على الموتى في المساجد وتعزية ذويهم في منازلهم.. كان منزله دائماً مفتوحاً للضيف وكان يرتب لذلك جلسة كل يوم بعد صلاة العشاء ويحرص على جميع من يتصل به أو يراه بأن يزوره في جلسته اليومية وحتى آخر يوم في حياته في المستشفى كان يقول لزائريه لا تنسوا جلستنا في المنزل بعد صلاة العشاء ويقوم بالاتصال بالأقارب وأصدقائه إذا لم يحضروا بتذكيرهم والسؤال عنهم، عند تخرجي من الجامعة من أمريكا وعودتي لبلادي كان سعيداً بتخرجي وكان ونحن في أيام الدراسة يحثنا على سرعة العودة والعمل في شركتنا، وعند تسلمي للعمل في الشركة كان هو الشخص الوحيد الذي ساعدني وعاضدني وهذا جميل لن أنساه له طيلة حياتي فلقد تعلمت منه فن إدارة الأعمال ما لم أتعلمه في جامعات أمريكا فكان نعم رجل الأعمال الناجح النبيل المخلص لبلده ووطنه وكان السبّاق دائماً للأعمال الخيرية. أتذكر دائماً في اجتماعاتنا أنه يسمع لأي مقترح مهما كان الموظف كبيراً أو صغيراً.
وفي الحقيقة لا أستطيع أن أُعدد خصال هذا الشيخ النبيل مهما كتبت فسيجف حبر قلمي قبل أن أعطي هذا الشهم حقه.
إن مصيبتنا وفاجعتنا في عميد أسرتنا لكبيرة ولكن عزاءنا الوحيد هو ما شهدناه في اليومين بعد وفاته - رحمة الله عليه - من عزاء ومحبة الناس له وحضور الكم الهائل من المقربين من جميع مناطق المملكة. وأشكر أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين قاموا بالاتصال أو بالحضور شخصياً ومعالي الوزراء وأصحاب الفضيلة المشايخ وجميع من حضر.إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا والدنا لمحزونون و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|