* الرياض - أحمد القرني:
بمناسبة اليوم العالمي للربو الذي يوافق الرابع من شهر مايو الجاري 2004م والذي يقام هذا العام تحت شعار (تخفيف وطأة الربو) تشارك المملكة العربية السعودية ممثلة في اللجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو دول العالم الاحتفاء بهذه المناسبة.
فقد أوضح الدكتور - توفيق بن أحمد خوجة المنسق الوطني للجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن مرض الربو من الأمراض الشائعة طويلة الأمد غير المعدية التي قد تصيب الشخص في أي مرحلة من مراحل العمر، وهو مرض يجب مراقبته والتحكم فيه عن طريق استخدام الأدوية، مع تجنب العوامل المهيجة حتى يتمكن المصاب بالربو من أداء الأعمال اليومية بصورة طبيعية كالذهاب إلى العمل أو المدرسة وكذلك النوم الهادئ طوال الليل.
وبيّن الدكتور توفيق خوجة أن هذا المرض أصبح حالياً من أكثر الأمراض أهمية وإلحاحاً بما يشكله من عبء على صعيد المراضة والإعاقة والوفيات إضافة لآثاره النفسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث تفوق تكاليف رعاية مرض الربو مبلغ (6) بلايين دولار سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية وبليوني دولار في بريطانيا و460 مليون دولار في أستراليا.
كما ألمح الدكتور خوجة إلى ما وصلت إليه معدلات انتشار هذا المرض وخاصة بين الأطفال من حدود مقلقة عالمياً ووطنياً فقد أثبتت الدراسات الطبية العلمية أن معدلات الإصابة بمرض الربو في أوروبا الغربية قد تضاعف خلال العشر سنوات الماضية، وقفزت إعداد حالات الربو بنسبة 60% في الولايات المتحدة الأمريكية منذ الثمانينيات وفي أستراليا يوجد طفل واحد مصاب بالربو من كل ستة أطفال تحت عمر 16 عاماً.
وفي البرازيل تختلف معدلات الإصابة في حدود 20-30% بين الأطفال، وتشير التغيرات العامة في الهند، حيث يقدر عدد المرضى بحوالي 20 مليوناً يتراوح ما بين 10-15% تحت عمر 11 سنة ويعاني حوالي 8% من سكان سويسرا من الربو.
أما المملكة العربية السعودية فقد أظهر الدكتور خوجة أن ما يقارب من 3 ملايين فرد مصابون بمرض الربو ونسبة المصابين بين طلبة المدارس في مختلف مناطق المملكة المختلفة تقدر 5-20% وكان أعلاها في الطائف 23% وحائل 22% وجيزان 21% ثم في منطقة القصيم 16% وجدة 12% واقلها في المنطقة الشرقية 4%.
وأضاف المدير العام للمكتب التنفيذي بأن وجود ما يقرب من مليوني مصاب بالربو بالمملكة يتطلب من الجميع أفراداً ومجتمعاً ومقدمي الخدمة وكل من له علاقة بالمرض مزيداً من الجهد لكبح جماح هذا المرض والإقلال من مضاعفاته والعمل الدؤوب والمستمر لبقاء شعلة الجهود متقدة وأنشطة المكافحة والوقاية فعالة ومستمرة، إذ ليس بوجود المرافق وحدها أو توفر الدواء يمكن كسر حدة انتشار المرض أو مضاعفاته، بل بالتعاون الوثيق بين المريض وأسرته ومقدمي الخدمة والجهات ذات العلاقة، كما أن لأساليب التوعية المناسبة حول الاستخدام الأمثل للدواء والالتزام بأساليب الوقاية أثرها الكبير في الحد من المضاعفات وتقليل الآثار الجانبية الصحية والنفسية والاجتماعية له.
وقال المنسق الوطني للجنة العلمية الوطنية لعلاج وتشخيص مرض الربو أن الصحة العالمية والرابطة العالمية لمكافحة الربو قد حددت أهدافاً عالمية بحلول عام 2005م بإذن الله تتلخص في خفض معدلات الوفاة الناتجة عن مرض الربو بمقدار 50% على الأقل وخفض معدلات التنويم والعلاج بالمستشفيات بمقدار 25% على الأقل عند الأطفال، وخفض أيام الغياب عن المدرسة إلى النصف وذلك بسبب مرض الربو، وهذا يؤكد الدور الأساسي للأسرة والمراكز الصحية وعيادات الربو والمصغرة وتقويتها بالرعاية المشتركة مع الاخصائي والاستشاري في المستشفيات وتعزيز نظام الإحالة بين مستويات الخدمة الصحية.
وألقى الدكتور توفيق خوجة الضوء على جائزة اللجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو التي تمنح تحت شعار (نحو جودة أداء أفضل) وتهدف الجائزة إلى دعم الجهود المتميزة الهادفة إلى تنمية وتطوير مفاهيم المنهاج الوطني لتشخيص وعلاج الربو وكذلك تحسين مهارات ومعارف الأطباء وأعضاء الفريق الصحي وفق أسس ومعايير علمية من أجل مستقبل أفضل لمرض الربو وذويهم والمجتمع بأسره.
وقال الدكتورخوجة بأن الجائزة ستمنح خلال هذا الشهر في احتفال كبير سيقام بمناسبة احتفاء دول العالم باليوم العالمي للربو، حيث سيدعى له ممثلو الجهات الفائزة والمتخصصون والخبراء والجهات والشخصيات المهتمة بقضايا مرض الربو.
وبيّن الدكتور خوجة بأن الجهات التي قدمت نفسها للترشيح لهذه الجائزة هي العديد من المرافق الصحية بالمملكة العربية السعودية ومراكز البحوث وبعض العاملين في المجال الصحي.
واستطرد قائلاً: إنه قد تم اختيار أفضل تسعة مساهمات حددتها اللجنة العلمية الوطنية وسيتم إعلان الأسماء الفائزة في حينه بإذن الله.
واختتم المنسق الوطني للجنة العلمية الوطنية لتشخيص وعلاج مرض الربو ومدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تصريحه معرباً عن شكره وتقديره لمعالي وزير الصحة بالمملكة العربية السعودية الدكتور حمد بن عبدالله المانع على دعم معاليه ومؤازرته الفاعلة لأعمال اللجنة، كما تقدم بشكره لجميع أعضاء اللجنة على جهودهم خلال الفترة الماضية، داعياً الله أن يحفظ بلادنا من ويلات هذا المرض.
|